عبر نواب بارزون في الكونجرس الأمريكي عن تفاؤل حذر بشأن الأوضاع الجديدة في مصر بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد. وأكد أعضاء بالمجلس أنهم يراقبون عن كثب التحول السياسي في مصر, حيث أشارت السيناتور الديمقراطي ديان فينشتاين رئيسة لجنة المخابرات إلي أن الحكومة المصرية الجديدة يمكن أن تذهب في أي من الاتجاهين, فهي مرشحة للانفتاح علي أفكار الآخرين ويمكن أن تعمل علي تطوير الاقتصاد, وتوفير فرص العمل للكثير من الشباب, أو قد تتحول إلي اشعال صراع حول الشريعة الإسلامية, ووصفت هذا الوضع بأنه سيكون مصدرا للقلق. وفيما يتعلق بإسرائيل, أكدت السيناتور الأمريكية أن ما تفعله مصر فيما يخص إسرائيل مهم, كما أن حق إسرائيل في الوجود مهم. وقالت ان العلاقات الدبلوماسية بينهما والحل القائم علي أساس دولتين مهم أيضا. ولكن مصير كل ما سبق غير معروف للغالبية. وأكد السيناتور الجمهوري بوب كوركر من تينيسي, وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية, أن الموقف الحالي يستدعي الانتظار والترقب مشيرا إلي أنه سيزور مصر خلال الشهرين المقبلين للاجتماع بالرئيس الجديد. وأوضح كوركر أن الرئاسة في مصر قد انتزعت منها الكثير من الصلاحيات وهو مصدر قلق والولايات المتحدة تريد أن تري مصر تتجه نحو ديمقراطية حقيقية في المستقبل. وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كاردان بن- من ولاية ميريلاند- إن المساعدات المقدمة إلي مصر قد تتعرض لتدقيق ومراجعة متزايدة في الأشهر المقبلة, مشيرا إلي أن مصر بلد مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة وأن بلاده لديها بصمة كبيرة في مصر وهي أكبر دولة عربية, وتساعد واشنطن في إنجاز الكثير في العالم. وأكد السيناتور الديمقراطي أن هدف واشنطن واضح جدا حيث تريد شريكا من شأنه أن يساعد في الحرب ضد التطرف, وشريكا يستمر في بناء السلام في الشرق الأوسط, وأن تتحرك البلاد قدما في الإصلاح الديمقراطي- وتوفير حماية خاصة لحقوق مواطنيها. وفي لندن, اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن انتخابات الرئاسة المصرية بوصفها أول انتخابات نزيهة تجري لانتخاب رئيس عربي يجب أن تكون دفعة لثورة إقليمية تجتاح كافة أرجاء العالم العربي وتطيح بسائر الأنظمة الاستبدادية. وأوضحت الصحيفة أنه حتي قبل إصدار الاعلان الدستوري المكمل من قبل المجلس العسكري- الذي تولي حكم البلاد منذ تنحي الرئيس المخلوع مبارك في فبراير العام الماضي- كان التفاؤل بشأن ما ستحققه انتفاضات الربيع العربي قد انحسر إلي حد كبير. وأضافت الصحيفة أنه قد بدي للكثيرين أن ما بات يطلق عليه الربيع العربي قد آل في نهاية المطاف إلي شتاء عربي في ظل ممارسات المرحلة الانتقالية في بلدانه من قمع وحشي وثورة مضادة تمكنت في بعض الأحيان من سحق واختطاف الثورات العربية والبعض الاخر من تحويل الضغط والزخم الشعبي المطالب بالحقوق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلي اعتبارات أخري.