«مشروع مدينة جبل الجلالة ليس الهدف منه فقط إقامة مشروع سياحى وإنما تعظيم القيمة المضافة للأرض وتعظيم إيرادات الدولة وإيجاد فرص العمل للشباب»، بهذه الكلمات قدم لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى حلقة جديدة من سلسلة مشروعاته التنموية وقدم لنا مشروعا جديدا يمثل نهضة حقيقية ومختلفة لقطاع السياحة الذى ظل يعتمد منذ إنشائه على الدخل المحقق من الإقامة فى الفنادق والقرى السياحية دون أن يحقق اى دخل إضافى يرفع من عائداته من خلال مشروعات ترفيهية وتجارية وخدمية كما فعلت العديد من دول العالم السياحية. حزمة المشروعات السياحية بجبل الجلالة وتنويعاتها بين فنادق ومراكز ترفيهية عالمية ومولات ضخمة للتسوق ومارينا لليخوت وأكبر تلفريك بالشرق الأوسط وجميعها تم اختيارها بمنظور مختلف ورؤية عصرية تساير كبرى الدول السياحية.. جاءت لتعالج القصور الذى شاب رؤية مصر فى الثمانينيات عندما شرعت فى بناء المشروعات السياحية بالغردقة وشرم الشيخ..حيث تم تشييد الفنادق والقرى السياحية بطول ساحل البحر دون أن تهتم ببناء مشروعات ترفيهية وتجارية ومراكز تسوق وخدمية تحقق قيمة مضافة وتزيد من دخل السياحة.. وهو الأمر الذى يفسر لنا تدنى مستوى إنفاق السائح فى مصر بالمقارنة بالدول الأخري، حيث تؤكد الإحصائيات ان متوسط إنفاق السائح فى مصر يتراوح بين 60 دولارا و 70 دولارا فى حين وصل إنفاقه فى إمارة دبى الى 2050 دولاراً، فيما حلت نيويورك فى المرتبة الثانية بمتوسط انفاق قدر ب 1458 دولاراً، وتايبيه الصينية فى المرتبة الثالثة ب 1271 دولاراً، أما فى سيول فبلغ متوسط إنفاق السائح 1112 دولاراً، وفى طوكيو ينفق السائح ما متوسطه 1100 دولار، فيما أنفق زائرو لندن 993 دولاراً. وقد اتفق الخبراء على أن صناعة السياحة الحقيقية لا تقاس على الإطلاق بحجم الحركة الوافدة من مختلف دول العالم بل تقاس بعدد الليالى السياحية التى يقضيها السائح ومعدل إنفاقه داخل الدولة التى يزورها ..ولذلك نجد دول العالم السياحية الكبرى لم تعتمد فى دخلها على ما يسدده السائح للفندق مقابل إقامته بل أقامت له العديد من المشروعات الاضافية لكى تضاعف من نفقاته طوال مدة إقامته..فشرعت فى بناء الأسواق التجارية الضخمة والمناطق الترفيهية التى تضم ملاهى للأطفال والمطاعم السياحية بمختلف أنواعها وتخصصاتها..وهذا تحديدا يفسر لنا السر وراء ارتفاع معدل إنفاق السائح فى دبى الى 2050 دولارا. كما جاء تصميم مشروع الجلالة كما أكد الخبير السياحى طارق سمير ليؤكد ان الدولة بدأت تنظر الى السياحة برؤية مختلفة تماما، حيث أصدر الرئيس توجيهاته بعدم البناء على ساحل البحر مباشرة وذلك تفاديا لأخطاء الماضى حيث أصبحت المنشآت السياحية فى جميع المدن المختلفة تمثل عائقا أسمنتيا امام رؤية البحر الذى تم حجبه بشكل اضر بجمال شواطئه.. ويضيف سمير المستثمر السياحى ان مشروع الجلالة من اضخم المشروعات السياحية التى سوف تشهدها مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدا ان تخطيطه راعى العديد من اخطاء الماضى ويؤكد استمرار الدولة المصرية فى تنفيذ مشروعاتها العملاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للشعب المصري، بالإضافة إلى تحقيق فرص عمل حقيقية. ويؤكد الخبير السياحى مصطفى محمود ان المشروعات الجديدة سوف تجعل السائح يخرج من الفندق ليستمتع بالخدمات الجديدة مما سينعكس بتأكيد زيادة الدخل السياحى للدولة ويحقق عائدا مضاعفا لخزانة الدولة، مشيرا الى ان المشروع يضم ايضا ما رينا لليخوت والعائمات، تتسع لاستقبال 239 يختا، فهى مجهزة تجهيزا كاملا لاستقبال اليخوت الدولية وليست محلية فقط، ومقرا للجمارك، ومكانا لتزود اليخوت بالوقود، فضلا عن ممشى سياحى بطول المارينا، ومجموعة من المطاعم والكافيهات.. كما يوجد بالمارينا مركز تجارى عالمي، ومبانٍ للخدمات ومحال، ومركز ترفيهى يضم 8 دور سينما، وصالة عالمية للتزحلق على الجليد، وصالة لألعاب الفيديو، ومجمع ألعاب، كما يتضمن أيضا ساحة للاحتفالات، وهايبر ماركت، ونافورة كبيرة. ومشروع الجلالة السياحى يمثل نهضة حقيقية لهذه الصناعة الذى فقدت الكثير من عائداتها نتيجة لافتقارها للعديد من المشروعات الإضافية التى تزيد وتضاعف من نسبة إسهامها فى الدخل القومى المصري.