فى تصعيد جديد بين موسكووواشنطن، اعتبرت روسيا أمس قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتسهيل إمداد الإرهابيين السوريين بالسلاح «عملا عدائيا» يهدد سلامة الطائرات الحربية وأفراد الجيش الروسي. واتهمت وزارة الخارجية الروسية إدارة أوباما بتعقيد الوضع فى العالم قبل أن يتم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب فى 20 يناير القادم. وأضافت أن «واشنطن ربما تعول على ذلك فى الحقيقة لأنها تشرف على تنظيم جبهة النصرة الإرهابى المتفرع عن القاعدة». وكان الكرملين قد حذر، فى وقت سابق، من أن هذه الخطوة تنطوى على مجازفة وأن الأسلحة قد تسقط فى أيدى «إرهابيين». وفى تطور آخر، كشف وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن أن الحكومة السورية تجرى محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقا محتمل فى الآستانة عاصمة كازاخستان، لكنه لم يذكر مكان عقد هذه المحادثات. وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد أعلن أن موسكو وطهران وأنقرة ونظيره السورى بشار الأسد قد اتفقوا على أن تكون عاصمة كازاخستان مكانا لمفاوضات سورية جديدة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي، لم تكشف عن هويته، قوله إن ممثلين عن الجيشين الروسى والتركى يجرون مشاورات مع المعارضة السورية فى أنقرة بشأن كيفية إنجاح وقف محتمل لإطلاق النار على مستوى البلاد. وفى الوقت نفسه، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان، أن لافروف أكد خلال اتصال هاتفى مع نظيره التركى تشاويش مولود أوغلو على السعى إلى وقف لإطلاق النار فى سوريا والتحضير لمحادثات سلام محتملة. وأضاف البيان أنه تم خلال الاتصال تأكيد «أهمية استكمال الاتفاق على معايير عملية لوقف الأعمال العسكرية فى سوريا والتفرقة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية والتحضيرات للاجتماع فى الآستانة». من جهة أخرى، أعلن الجيش التركى عن تدمير 158 هدفا لتنظيم داعش فى منطقة الباب بريف حلب شمال سوريا، والقضاء على 13 إرهابيا فى إطار عملية درع الفرات التى انطلقت فى أغسطس الماضي. وأشار إلى استمرار العملية التى تنفذها قوات «الجيش السورى الحر» من أجل السيطرة على مدينة الباب بريف حلب، بدعم جوى وبرى من القوات التركية، ولفت إلى مقتل عنصرين من «المعارضة» وإصابة آخر، خلال الاشتباكات مع عناصر داعش، وأوضح أن من بين الأهداف المدمرة التابعة للتنظيم، مخابئ ومواقع دفاعية وأسلحة وعربات. وفى هذه الأثناء، صعد الجيش السورى قصفه الجوى لوادى بردى الذى تسيطر عليه المعارضة المسلحة شمال غرب دمشق فى إطار هجوم بدأ الأسبوع الماضى لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية التى يسرى فيها ينبوع رئيسى تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه. وذكر مقاتلون من المعارضة أن الجيش اكتسب قوة بإحكام سيطرته على مدينة حلب، وأوضحوا أن الجيش السورى يسعى لإجبارهم على الرحيل وإلا سيواجهون حربا شاملة. وألقى الجيش السورى باللوم على مقاتلى المعارضة فى تلويث مياه الينابيع بوقود الديزل فى خطوة قالت سلطات المياه إنها أجبرتها على قطع الإمدادات للعاصمة واستخدام مخزونات المياه لسد النقص مؤقتا. يأتى ذلك فى الوقت الذى قتل فيه أحد قادة داعش ويدعى «أبو جندال الكويتي» خلال هجوم ضد القوات الكردية فى شمال سوريا.