حالة من القلق تنتاب نحو 5 آلاف مريض بالفشل الكلوى فى البحيرة بسبب التوقف الذى يهدد 698 ماكينة بوحدات ومراكز الغسيل الكلوي، فيما عجزت بعض المراكز المتخصصة عن استقبال المرضى لعدم قدرتها على تحمل ارتفاع التكلفة الباهظة نتيجة النقص الحاد فى المحاليل وفلاتر تنقية الدم المستوردة، خاصة بعد الارتفاع الجنونى لهذه المستلزمات واختفائها من الأسواق وزيادة سعر الجلسة من 140 إلى 200 جنيه. يقول الدكتور أحمد زعلوك نقيب صيادلة البحيرة: فى الوقت الذى تؤكد فيه وزارة الصحة توفير المحاليل الطبية لإجراء عمليات الغسيل الكلوي، نرى بعض المرضى يجلسون أربع ساعات متواصلة فى انتظار جلسة الغسيل الدموي، لكنهم يضطرون يوميا للرجوع إلى منازلهم دون إجراء عمليات الغسيل بسبب اختفاء محلول الملح ، مؤكدا أن بعض المراكز أعلنت إغلاقها المؤقت فى وجه المرضى وتحويلهم إلى جهات أخرى نتيجة استفحال أزمة نقص هذه المحاليل خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار. نادية (51 سنة ) تخضع للعلاج منذ نحو عشر سنوات، تقول إنها اضطرت إلى شراء المحاليل من الصيدليات الخارجية بمبالغ تتراوح بين 25 و 35 جنيها وأحيانا ب 60 جنيها، وتضيف أن ارتفاع أسعار محاليل الجلوكوز والملح دفع وحدات ومراكز الغسيل إلى تخفيض الكمية المستخدمة للمريض من عبوتين إلى عبوة واحدة فى الجلسة الواحدة ، وكشفت عن ارتكاب بعض المراكز المتخصصة بالبحيرة مخالفات جسيمة حيث إنها تقوم بإعادة تدوير بعض المستلزمات الطبية مثل الفلاتر والوصلات التى ينبغى أن تستخدم مرة واحدة لمريض واحد، لأنها تنقل العدوى من مصاب بالالتهاب الكبدى لآخر سليم ، وناشدت المسئولين سرعة توفير المحاليل رحمة بالمرضى المعذبين . وقال محمد عطية ( 25 عاما) : نحن مطالبون بإحضار المحاليل الخاصة بالجلسة معنا وأشار إلى أنه اضطر للبحث عن المحاليل فى المستشفيات والصيدليات « كعب داير» دون فائدة، وغالبا ما تنتهى المحاولة بالفشل وفى حالة وجودها نحصل عليها بما يقارب تسعة أضعافها. الدكتور نبيل الوكيل مدير عام مستشفى المبرة بدمنهور والمشرف على مركز الغسيل الكلوي، يقول: ربما يصل الأمر إلى أن تقوم بعض المراكز بإغلاق مؤقت، مطالبا الحكومة بسرعة تطبيق رفع سعر جلسة الغسيل الى 300 جنيه حتى يمكن تقديم الخدمة على أكمل وجه للمرضى ومعاملة مراكز الغسيل الكلوى كالمدارس الخاصة، وإعفائها من الضرائب. وأشار الدكتور ناجى داود أمين عام نقابة صيادلة البحيرة، إلى أن المخزون الاستراتيجى بمستشفيات المحافظة يشهدا تدهورا شديدا فى محلول الملح، والجلوكوز، والأملاح، والرينجر المنيتول ووصلت نسبة العجز حاليا لأكثر من 70% خاصة فى ظل مطالبة المستشفيات، والتأمين الصحى مما يضطر المستشفيات والصيدليات للشراء من السوق السوداء بسعر يزيد على 20 ضعف السعر الرسمى . من جانبه أكد الدكتور علاء الدين عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، أنه لا يوجد أى نقص فى المحاليل الوريدية ، وأن كل المحاليل متوافرة بشكل يفيض عن احتياجات جميع المرضى خاصة الفشل الكلوي، ولا توجد مشكلات أو اختفاء لأى نوع داخل وحدات ومراكز الغسيل الكلوى ، وأن مخزون المحاليل كاف بجميع مستشفيات الصحة وأنه لم يتلق أى شكاوى بشأن نقصه. وأوضح الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أنه تم التنسيق والتواصل مع وزارة الصحة لضخ كميات إضافية من المستلزمات الطبية لتعويض النقص الشديد فى تلك المستلزمات التى وصلت إلى مرحلة حرجة.