خابت ظنون الشعب المصري في رجاله ؟! لقد شهد الشعب زعماءه يخونونه ويخونون كل مبادئ الشرف والاستقامة طوال ثلاثين عاما أو تزيد; لقد شهدهم يبدأون حياتهم مكافحين فقراء ويختمونها مليارديرات واسعي الثراء, لقد شهدهم يبدأون حياتهم في شقة بالإيجار ويختمونها وهم أصحاب ضياع وقصور, لقد شهد هذا الشعب العظيم كلمات التضحية والكفاح والجهاد تنقلب معانيها إلي السمسرة والارتزاق من السوق السوداء للسياسة. لقد شهد مدعي الشرف يستحيلون لصوصا ومرتشين وقوادي سياسة. إن شعب مصر يريد أن يري زعماء يولدون فقراء ويموتون فقراء, يريد أن يري مجاهدين ومناضلين لا تسندهم أقلام المخابرات, ولا تسندهم السفارات.. وذلك حتي تعود للشعب ثقته في زعمائه, فطالما خدعته الدعوات وطالما خانه الرجال. فمن شاء أن يعود هذا الشعب إلي تضحيات جديدة, فليكن هو نفسه الضحية الأولي, وليعرض صدره للرصاص دون تلعثم أو تحرج أو احتراس أو تحفظ, ويومها لن يتركه الشعب وحيدا أبدا. فرز الأصوات في الإعادة للإنتخابات الرئاسية تتم في اللجان الفرعية ويسلم في نهايتها كشف معتمد بالأرقام إلي مندوبي المرشحين وموقع عليه منهما معا إلي جانب القاضي المسئول رئيس اللجنة, لذا يفترض تطابق الأرقام التي في حوزة مسئولي حملتي شفيق ومرسي, لأن الكشوف المسلمة إليهما واحدة أو صورة طبق الأصل, دون أن ينتقص ذلك من حق أي منهما في الاعتراض علي النتائج وفي تقديم طعون بشأنها وانتظار الفصل فيها من جانب لجنة الانتخابات الرئاسية.. أما أن يطرح المسئولون في الحملتين أرقاما مختلفة إلي حد التناقض,, فهذه جريمة تستدعي تحقيقا عاجلا فيها وإنزال العقاب الرادع بكل من يثبت أنه ارتكب متعمدا جريمة التضليل وإثارة البلبلة لدي الرأي العام. % من حق الشعب علي كل عضو في لجنة الدستور أن يكاشفه بكل ما يجري خلف الكواليس حتي تعرف الناس من من مع الثورة والشعب ومن مع الطرف الثالث الذي يسعي إلي إرباك المرحلة الانتقالية وتمديدها بعد أن تصور الكثيرون أننا أصبحنا قريبين للغاية من نهايتها. [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى