نجوجى واثيونج فى عام 1962 تجمع أدباء بينهم وول سوينكا، لويس نكوسي، كوفى أونور، لانغستون هيوز لتشكيل مستقبل الأدب الأفريقى بجامعة ماكيريرى لليلة واحدة، خرج الجميع بأحلام مكتوبة أول من نفذها كان الطالب «نجوجى واثيونج» حين كتب «لا تبك يا طفلي» على خلفية تمرد الماو ماو، وأصبحت أول رواية ورقية تنشر لدى السلسلة الأفريقية بهذا الوقت. وتصدر الكينى نجوجى قوائم المرشحين فى السنوات الأخيرة وعبَّر أكثر من مرة عن أحقيته فى نيلها، وهو الذى اختاره وول سوينكا أول كاتب أسود يفوز بالجائزة عام 1986 لمرافقته فى قاعة نوبل، وبعد 50 عامًا من حلمهم بمستقبل للأدب الأفريقي، وربما يأتى فى صالحه أيضًا رغبة نوبل المستمرة فى أن تتخذ منحنى مختلفًا وتختار نموذج الكاتب المناضل، وهو نجوجى الذى قضى سنواته فى السجن منذ 1970، تبعتها عقود فى المنفى حتى عاد إلى كينيا فى بداية القرن الحالي. ويُعد الكينى «نجوجى واثيونج» روائيا ومنظرا لأدب ما بعد الاستعمار ومن الكتاب الأفروأمريكيين، بما أنه ينشر مؤلفاته باللغة المحلية الأكثر استخداما فى بلده كينيا وبالإنجليزية، ويشغل حاليا منصب أستاذ ومدير بالمركز الدولى للكتابة والترجمة فى جامعة كاليفورنيا فى إرفاين بالولايات المتحدةالأمريكية. و«وا ثيونغ» مدافع شرس عن الأدب باللغات الأفريقية، ورصيده منه 30 رواية ومسرحية ومجموعات قصة قصيرة، بجانب المقالات وكتب الأطفال، وترجمت منها خمسة أعمال إلى الفرنسية، منها «بتلات الدم»، وصدرت فى 1985 عن منشورات «لابريزونس أفريكان»، و«تصفية استعمار العقل» وصدرت فى 2011 عن منشورات «لافابريك». وفى كتابه الأخير، يتطرق الكاتب الكينى إلى ضرورة تجاوز لغة المستعمر للتعبير عن الثقافة الأفريقية، بما أنها «طالما كانت لغة الشعوب، فإن اللغات الأفريقية لا يسعها إلا أن تكون سوى عدو لدول الاستعمار الجديد». وفى السنوات الأخيرة، تصدر نجوجى قوائم المرشحين لنيل الجائزة. الصومالى «نور الدين فرح». أما الصومالى «نور الدين فرح» فولد عام 1945 فى جنوبالصومال، وكان والده يعمل مترجما من اللغة الصومالية إلى اللغة السواحلية لدى الحاكم البريطاني. وانتسب إلى مدرسة انجليزية مسيحية ليتعلم لغة شكسبير فى الصباح، وفى الظهر يمضى الى المدرسة القرآنية ليتعلم اللغة العربية، وهكذا أمضى طفولته متنقلا بين القرآن والإنجيل، وبين الشعراء البريطانيين الرومانسيين، والشعراء العرب القدماء، وهو روائى يكتب بالإنجليزية، اهتم بتحرير المرأة فى فترة ما بعد الاستقلال، وفى 2005 برز اسمه ضمن قائمة المرشحين لنيل الجائزة. كتب فرح روايته الأولى «من ضلع أعوج» عام 1970 عن فتاة من قبيلة بدائية فرت من زيجة مدبرة برجل أكبر منها سنا، كما كتب ثُلاثِيَتَين، وأبرز رواياته هى «خرائط» (1986) التى نالت استحسان النقاد. اضطر «نور الدين فرح» للفرار من بلده الصومال فى 1974، خشية رد فعل الحكومة على كتاباته الجريئة، إثر منع روايته الثانية «الإبرة العارية»، قبل أن يصدر بحقه حكم بالإعدام، وهو الكاتب الذى اشتهر بدعوته عبر مؤلفاته لتحرير المرأة فى الصومال كشرط ضرورى للحرية السياسية والفردية، ولعل أهم ما يركز عليه فى أعماله وضع المرأة وشروطها حياتها الإنسانية، ولم يتردد لحظة بإعلاء صوت المرأة فى أعماله كحق أساسى لها ومساعدتها على التحرر الفردى والسياسي. وهروب فرح كلفه العيش طويلا فى المنفى (22 عاما)، قبل أن يعود إلى الصومال عام 1996، بعد أن عاش فى منفاه بالولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والسودان وزامبيا والهند ونيجيريا . النيجيرى «بن أوكري» ولد الشاعر والروائى «بن أوكري» عام 1959 فى مينّا بشمال نيجيريا، لأم تنحدر من منطقة اجبو بالجنوب الشرقى من نيجيريا، وأب من منطقة يورهوبو بالجنوب. ونشأ فى لندن قبل العودة إلى نيجيريا مع أسرته عام 1968. ويناقش فى أعماله الأولى العنف السياسى الذى شهده بنفسه أثناء الحرب الأهلية فى نيجيريا. وغادر البلاد حينما حصل على منحة من الحكومة النيجيرية مكنته من قراءة الأدب المقارن بجامعة أسكس بإنجلترا. عمل محررا للشعر بمجلة وست إفريقيا فى الفترة من 1983 إلى 1986، كما عمل بهيئة الإذاعة البريطانية بصورة منتظمة فى الفترة بين 1983 و 1985. وعين عضوا بقسم الفنون الإبداعية بترينتى كولدج، كمبردج فى عام 1991، واحتفظ بهذا الموقع حتى 1993. وأصبح عضوا بالجمعية الملكية للأدب فى عام 1987، ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعتى وستمنستر (1997) و أسكس (2002) هذا و قد حاز بن أوكرى عام 1991 جائزة بوكر البريطانية للكتاب عن روايته الشهيرة «طريق الجوعي»، وعلى جائزة رابطة كتاب أفريقيا. جدير بالذكر أن الكُتاب الثلاثة «نجوجى ثيونج» و«نور الدين فرح» و«بن أوكري» رُشحوا عام 2015 لنيل جائزة نوبل للأدب.