لم تشهد مصر حالة من الارتباك والفوضي السياسية مثلما هو الحال حاليا.. فالمشهد ضبابي ينذر بالخطر ونحن أمام فريقين يدعي كل منهما أن مرشحه هو الفائز في جولة الاعادة للانتخابات الرئاسة وان الفريق الآخر زور وسود أوراقا انتخابية يمكن أن تؤثر في نتائج الانتخابات ويتحمل الفريقان فريق الدكتور محمد مرسي ومنافسه الفريق احمد شفيق مسئولية البلبلة والفوضي الحالية الناتجة عن ارقام نتائج الانتخابات التي أعلنها كل فريق دون الانتظار لاعلان لجنة الانتخابات النتائج رسميا. صحيح أننا في سنة أولي ديمقراطية ومازلنا نتعلم آليات الممارسة الديمقراطية ولكن لا يتعين علينا ان ننحدر إلي هذا المستوي المتدني من الاداء السياسي والاعلامي ويتعين علي الجميع الالتزام بالهدوء حتي تعلن اللجنة ولا يتعين ان يمارس كل فريق إرهابا وترويعا للجنة قبل ان تعلن النتائج! ولا ينبغي علي الفريقين ان يقوما بتهييج الشارع ونشر الفوضي من خلال الارقام التي يعلنها كل منهما بصرف النظر عن مدي مطابقتها للأرقام الرسمية التي لم تعلن بعد. واذا كانت اللجنة الرئاسية قد بحثت أمس طعون الفريقين واستمعت لدفاعهما, ومن المنتظر ان تعلن النتائج الرسمية اليوم فإنه يتعين علي الفريقين وأنصارهما ان يتقبلوا النتائج الرسمية بهدوء طالما ان اللجنة تمارس عملها بشفافية ولا يعنيها من يفوز بالرئاسة وإنما يعنيها فقط ان تحكم بالعدل, وان تكون طرفا محايدا يقف علي مسافة واحدة من المرشحين.