حين برز إسم وليد فارس في الصحف كمستشار للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عن منطقة الشرق الأوسط، لم أهتم كثيراً بكون الإسم عربياً، لكن نظرة على تاريخ الرجل، أثارت فى نفسي علامات استفهام كثيرة، وذكريات من زيارتى للبنان عام 2000 ضمن إحتفالية أقامتها الكنيسة المارونية هناك تحت عنوان "شعلة يوبيل 2000" بمنطقة بشَرى الجميلة على جبل لبنان. ولا زلت أذكر اننى التقيت شاباً لبنانياً خفيف الظل يدعي تونى جعجع ويطلقون عليه في بشرى لقب "السنفور"، وهو إبن عم سمير جعجع، وكيف أن توني فرق بين كونى مصرياً أو عربياً مما أوحى لي بقبول خاص للمصريين بديلاً عن العرب، وتحدث كثيراً عن شجاعة سمير جعجع وكيف أنه مظلوم وسمعت منه لأول مرة كيف أن الموارنه يعتبرون أنفسهم فينيقيين وليسوا عرباً على الإطلاق. نعود إلى وليد فارس، حيث ولد فارس في لبنان عام 1957، وهو مسيحي ماروني، درس في جامعة بيروت و تخصص فى القانون و العلوم السّياسيّة وحصل علي شهادات في علم الاجتماع. كما حصل على شهادة في القانون الدولي من فرنسا. عمل فارس محاميا في بيروت، وألّف عدة كتب أبرزها "صراع الهويّات و الحضارات في لبنان" عام 1979، وروّج خلال الثمانينيات لمعتقدات إيديولوجية لتبرير الحرب الأهلية ضد المسلمين والدروز في لبنان، وقيل أن فارس دعا إلى وجهة نظر متشددة في هذا الصدد، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في العام 1986 للقوات اللبنانية، وهي مجموعة تضم الميليشيات المسيحية التي اتهمت بارتكاب العديد من جرائم الحرب ضد المسلمين من سكان لبنان، كما كان مستشارًا مقربًا لسمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، المتهم بدوره بارتكاب جرائم ضد المسلمين اللبنانيين في الجنوب والفلسطينيين من سكان المخيمات خلال الحرب الأهلية اللبنانية. أسس فارس في منتصف الثمانينيات "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ونشر أطروحة للفصل بين المجتمعين المسيحي والإسلامي في لبنان، ثم هاجر إلى الولاياتالمتحدة عام 1990، ووصلها غداة دخول الجيش السوري إلى المناطق المسيحية من لبنان في أعقاب اتفاق الطائف في أكتوبر عام1990، ليمتهن التدريس في جامعة فلوريدا الدولية وجامعة ميامي وجامعة أتلاتنتيك، كما عمل أستاذا جامعيا في جامعة الدفاع الوطنية وكبير الباحثين في "هيئة الدفاع عن الديمقراطيات" في الولاياتالمتحدة ومستشاراً للكونجرس الأمريكي في مكافحة الإرهاب. هذه هى السيرة الذاتية للرجل الذى اختاره "ترامب" مستشاراً سياسياً له وأعتقد أن الأيام القادمة سوف تكشف لنا الكثير خاصة لو علمنا أن هناك مذكرة تفاهم جرى توقيعها بين الولاياتالمتحدة ودولة الإحتلال الإسرائيلي بشأن تنظيم المعونة العسكرية حتى العام 2028 بما يخقق ميزة كبيرة للكيان الصهيونى يسمح لجيشها بتخطيط وتنسيق المشتريات العسكرية ووضع خطط لتصنيع السلاح كما يضمن الاتفاق التفوق النوعي لإسرائيل في مجال التسلح على كل الدول العربية مجتمعة.. تلك هي المسألة. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد محمود;