شاهدت لك هذا الأسبوع ثاني عرض مسرحي في خطة مركز الهناجر الذي ظل مغلقا لسنوات أربع لإعادة تجديده بل بنائه وليعاد افتتاحة هذا العام بعرض بسيط كمجرد حفل إفتتاحة. ثم قدمت من خطته التي كانت قد وضعتها مديرته السابقة د. هدي وصفي,التي فضلت هذا العام الاستقالة ليتولي منذ أسبوع فقط الفنان هشام عطوة الرئاسة وكان من قبل مديرا لمسرح الشباب ثم مديرا لمسرح الطليعة. العرض الثاني الذي شاهدته لك هذا الأسبوع تأليف عبدالمنعم عبدالقادر ومن إخراج الفنان القدير حسن الوزير المهتم بصفة خاصة بالأعمال التراثية والبيئية وشديدة المصرية,هنا يقدم مسرحية باسم أبو العريف عن البردية الثالثة في العصر الفرعوني ليقدم لنا كل فنون الفرجة المصرية من رقص وتحطيب وغناء وموسيقي جيدة من خلال الآلات البيئية مثل المزمار وإيقاع الطبل, كما قدم جزءا خاصا بالعرائس, وبالطبع الكل هنا ينتقد ويشكو ويتألم وكانت شكواه الأخيرة من النظام السابق. العرض بالفعل شديد المصرية أو تقول مغرق في كل ما هو مصري شعبي, ولكن مع هذه المصرية كان ثمة إزعاج غير عادي: أصوات مرتفعه تصل لدرجة يمكن أن تدخل في بند الصراخ ويستمر هذا طوال الساعتين هي مدة عرض المسرحية. شارك في العرض أكبر عدد أشاهده في أي عمل آخر,أعداد كبيرة من الممثلين والممثلات والراقصين. والملابس في مجملها مصرية لكن بعضا منها خرج إلي حد ما عن المألوف ولو أنها بصفة عامة كانت جيدة وواضح الإنفاق الكامل لكل جزئية فيها. الديكور أيضا جديد إلي حد ما ومع بساطته كان هناك أكثر من مستوي لخشبة المسرح. لعل من الجيد فعلا والذي استمتعنا به هو الغناء مع موسيقي متميزة لأحمد خلف بينما كانت الإضاءة لمصمم الديكور ابراهيم الفوي وهو من أكثر العاملين المتميزين في مركز الهناجر. ما أسعدني برغم الصراخ هو عدد كبير من الجماهير في فترة أجد فيها مرتادي المسرح قليلين في أغلب الأحوال. [email protected]