وضع طبيعي أن ينفعل شباب الفنانين المسرحيين بثورة 25 يناير.. تلك الثورة التي بدأت بجموع غفيرة من الشباب الدارس والواعي لاساليب العصر الحديثة. التي استطاعوا من خلالها أن يقوموا بواحدة من الثورات التي يمكن أن تدرس علي مستوي العالم ضمن تاريخ الثورات. أراد شباب المسرح انفعالا بهذه الثورة أن يقدمها للجمهور بعرض عمل خاص بها علي خشبة مسرح الغد.. هذا العمل يحمل اسم النافذة من تأليف واخراج الفنان سعيد سليمان الذي يقدم لنا مسيرة أو حياة أو قهر وخوف موظف بسيط لايستطيع مغادرة منزله خوفا من كل شيء.. يخشي مديره في العمل فلا يطالب بحقه.. يخشي علي ابنته فلا يريدها أن تغادر المنزل.. بعد إلحاح ليتقدم لمديره بمطالب عادلة ينتهي الأمر بأنه يفقد القدرة علي المواجهة فيذهب إلي الحمام بدلا من مكتب المدير. يأتي اليوم الذي تقوم فيه ثورة, الشباب فيجد نفسه داخل هذه الجموع بل ويصاب في ساقه ليعوضها بما هو أهم بكثير عندما يتخلص من الخوف.. من القهر.. من الشكوي ليسترد أنفاسه ومعها يعود مواطنا يستشعر حقوقه وواجباته ويستشعر بقيمته وقيمة كيانه داخل العالم الجديد. فكرة العرض جيدة خاصة وقد استعان المخرج بأكثر من وسيلة من وسائل التعبير الفني مستخدما السينما بجموع شباب الثورة في خلفيته بالطبع شاهدناها جميعا علي شاشات التليفزيون بل والتليفزيونات كلها, واستعان أيضا بخيال الظل ليعرض من خلاله الظلم الذي وقع علي المواطن المصري طوال العهد السابق من ضرب وإهانة واستعان أيضا بموسيقي حية أي غير مسجلة من خلال فرقة للعازفين وأخري للغناء والانشاد المناسب للحالة,ثم استعان بديكور جيد بصفة عامة لصبحي عبدالجواد, حيث أكثر من موتيفة لنوافذ مكسورة ونافذة كبيرة استغلها في اكثر من مشهد بصورة بارعة. البطل لدينا هو الفنان الشاب حمادة شوشة في واحد من أهم أدواره علي خشبة المسرح وقد شاهدته في كثير من الادوار التي سجن بداخلها كالشاب الذي يحمل من الانوثة أكثر ما يحمل من معالم الرجولة. هنا كان متميزا ومعظم مشاهده تدخل في فرع البانتومايم أي التمثيل الصامت. مع اهتمام الشباب بالثورة واهتمامهم بتقديمها علي خشبة المسرح إلا أن الحقيقة تقول إنها أي الثورة أكبر بكثير من أن نتناولها حاليا سواء من خلال السينما أو التليفزيون أو المسرح, هي بالفعل أكبر من كل وسائل التعبير الفني. [email protected]