من المؤكد أن الملايين لن تغمض أعينهم أو يهدأ لهم بال حتي يعرفوا علي الأقل النتائج الأولية للفائز بمنصب رئيس الجمهورية الليلة من خلال متابعة حية ومكثفة علي الهواء مباشرة للفضائيات التي ستنقل فرز الأصوات. وإعلان النتائج حتي صباح اليوم التالي من خلال مراسليها في كل ربوع الوطن لنقل النتائج أولا بأول, وإذا كانت الشاشات ستكون سباقة بنقل الأخبار والمعلومات إلا أنها لابد أن تراعي العديد من الضوابط والمعايير المهنية في ظل منافسة شرسة وظروف عصيبة لأنصار المرشحين للرئاسة يقول عنها د.فاروق أبو زيد: لاشك أن الإعلام كله يتابع بكثافة عملية الانتخابات, وقد أصبحت وسائل الإعلام المختلفة تكشف سلبيات الانتخابات من تزوير أو تأخير في التصويت أو مشكلات إدارية قبل وصولها الي اللجنة العليا للانتخابات وإنها تقيم وتتابع مثلها مثل جمعيات ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وهذا شئ جيد, ونحتاج الليلة تحديدا الي بث المعلومة الصادقة صوتا وصورة ونقل نتائج من خلال المصدر نفسه وهم السادة القضاة حتي لا يحدث غموض وتشتيت لدي الرأي العام والذي سيتابع الفضائيات بكثافة الليلة, ويجب علي الفضائيات أن تختار أفضل عناصرها من مذيعين ومخرجين ومعدين لنقل الأحداث من المحافظات المختلفة ولا تعتمد علي الشباب قليلي الخبرة والمهنية وأن تختار مراسلين من داخلها ولا تعتمد علي المراسل الصحفي الذي لا تستطيع محاسبته إذا أخطأ لأنه لا يعمل لديها, خاصة أن معظم المراسلين الشباب لديهم أخطاء جسيمة في المعلومة واللغة والجاذبية, وأحذر من التحليلات قبل ظهور النتائج النهائية ويفضل أن يتم التحليل بعد ظهور النتائج لأن هناك من يتخذ من المحللين مستندا لرفع القضايا والطعون, ولاشك أن الانتخابات فرصة عظيمة لأن يسترد الإعلام المصري الرسمي والخاص مكانته ولا يكون هو الشماعة التي يبني عليها الفشلة أيا كانوا إخفاقهم في الانتخابات ولابد أن تختار الفضائيات نوعية الضيوف من الكفاءات والمشهود لهم بالموضوعية والتوازن في الآراء المختلفة دون مصالح شخصية. ويقول طارق حبيب ان دور الإعلام في هذا التوقيت من أخطر ما يكون وأي انفلات يحدث علي الشاشة يتبعه مباشرة انفلات أخلاقي علي الأرض, ومصر تحتاج في هذه المرحلة الدقيقة الي الكلمة الصادقة والرأي السديد والموضوعية والبعد عن الإثارة والغوغائية التي تحدث في الكثير من برامج التوك شو وأطالب الإعلام المصري هذه الليلة التاريخية التي سيعرف الشعب رئيسه بالتحلي بالدقة والهدوء والمسئولية بل وأطالبهم بتغليب مصلحة الوطن علي مصالحهم الشخصية من خلال عدم بث الأخبار التي تثير الرأي العام حتي لو كانت هذه الأخبار صحيحة من أجل مصلحة مصر وشعبها العظيم وعلي المذيع ألا يستغل موقعه في توجيه الاتهامات جزافا دون وجود مستند رسمي خاصة أن الملايين من الشعب المصري من الأميين يتقبلون كل ما يقال علي انه حقيقة. وتقول د.ليلي عبد المجيد ان كل ما أخشاه هو لحظات إعلان النتائج الرسمية والتي بالتأكيد ستكون في صالح أحد المرشحين ضد الاخر وهنا تلعب الفضائيات دورا خطيرا إما بالإثارة أو التهدئة ويجب محاسبة أي قناة تعبث وتحاول نشر الفتنة والإثارة بين أنصار المرشحين لأن الظروف ستكون عصيبة علي الجميع ولابد أن نتقبل النتائج أيا كانت ويعمل الإعلام كله علي تحليل المستقبل وكيف نبني مصر التي تحتاج لكل أبناء الوطن في كل التخصصات وأن نساند الرئيس الجديد ونعمل معه جميعا من أجل مصر, وأتوقع أن يسهر الملايين أمام الشاشات لمتابعة عمليات الفرز علي الهواء وهي خدمة عظيمة للفضائيات التي تمد المشاهد بعمليات الفرز وظهور النتائج بشرط التحلي بالدقة والموضوعية وأن يكون المذيع محايدا مهما تكون النتائج لأن المذيع المنحاز سيفقد مصداقيته لدي المشاهدين عاجلا أم آجلا ويجب أن يظهر الإعلام المصري بالصورة المشرفة لان العالم كله يتابعنا ويجب أن نكون علي قدر المسئولية وحب الوطن.