ظهر الجمعة الماضية توجهت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية السابقة، إلى مطار القاهرة للسفر على الخطوط اللبنانية، فى طريقها إلى بيروت..أما سبب السفر فهو تكريمها على هامش فعاليات لقاء اتحاد القانونيين العرب . وقفت تهانى الجبالى أمام بوابة الدخول إلى الدائرة الجمركية ، وقدمت جواز سفرها ، وتذكرة طيرانها لرجل الأمن المكلف بمراجعتهما .. بعدها سمح رجل الأمن للمستشارة بالدخول عبر البوابة الإليكترونية، التى يمر منها الركاب جميعهم ، بينما طلب وضع المتعلقات المعدنية وحقيبة اليد والحذاء لمرورها داخل جهاز الكشف على الأمتعة قبل الدخول الى الدائرة الجمركية، كما هو مُتبع مع الجميع . هنا تبدل حال المستشارة تهانى الجبالى، فتحولت الابتسامة التى كانت تملأ وجهها قبل طلب هذه الاجراءات ، إلى علامات من عدم الرضى، وصلت إلى درجة الغضب، والاستياء إلى حد الإنفعال ، وأعلنت بكل قوة عن رفضها لخلع حذائها أسوة بباقى الركاب . رجل الأمن حاول إقناعها بأن هذه الإجراءات يتم إتخاذها مع الجميع، لكنها أصرت على الرفض، واستعادت جواز سفرها ، وتذكرة طيرانها، وحقيبتها ، وقررت إلغاء سفرها تماماً ! إلى هنا انتهت قصة قيام المستشارة تهانى الجبالى بإلغاء سفرها إعتراضاً منها على إجراءات التأمين بالمطار، وهذا أمر يعود لها ، لكن الغريب أنها خرجت بعد الواقعة بتصريحات تقول فيها "نعم رفضت التفتيش فى المطار، واعترضت على الإجراءات وألغيت سفرى، والتى من ضمنها خلع حذاء، أنا نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، وهذا منصب قضائى رفيع ويجب احترامه، وخلع الأحذية للوزراء والمناصب القضائية انتهاك للكرامة الإنسانية " !! هكذا تطالب المستشارة تهانى الجبالى - وهى واحدة ممن كانت تطبق القانون على الجميع دون إستثناء - بكل قوة بإستثناء الوزراء وأصحاب المناصب القضائية من إتباع الإجراءات التأمينية بالمطارات المصرية، وفوق ذلك تعتبر أن هذا "إنتهاك لكرامتهم"، أما باقى المصريين فلايمثل لهم أية مشكلة !! هى تعاملت مع الأمرفى تصريحاتها وكأنها من طبقة أخرى من المصريين، وأنها ومعها وزراءنا ، أكبر من مجرد إجراءات يخضعون لها، وأكثر منها فى باقى مطارات العالم ، وهم راضون ، قابلون لها بكل الود والترحاب والإبتسامة تعلو وجوههم !! أما عندما يرتبط الأمر بالمطارات المصرية ، فإن الحال يتبدل ، والواقع يختلف ، وتبدأ "همهمات" التمييز بين المسئول والمواطن العادى . نحن لانبخس على المستشارة تهانى الجبالى حقها فى أن ترى نفسها، وكل قضاة ووزراء مصر أنهم فوق مستوى الشبهات ، لكننا نرى أيضاً، أنه من حق رجال أمن المطارات القيام بعملهم وفقاً للمعايير الدولية فى اجراءات التفتيش التى من شأنها حماية جميع الركاب دون إستثناء، بشكل راق، ومتحضر، وفى إطار من حسن المعاملة للراكب ، وهو مايتم الآن حتى مع كبار المسئولين والوزراء، فى المطارات المصرية . من ناحيتنا كنا نتوقع من المستشارة تهانى الجبالى - صاحبة المواقف الوطنية التى أشدنا بها جميعا فى عهد الإخوان، وموقفها الصلب وقت أن كانت نائب رئيس المحكمة الدستورية - أن تكون قدوة فى الامتثال لإجراءات التفتيش المتبعة، بإعتبار أن هذا حماية للركاب وليس انتهاك لحقوقهم أو كرامتهم، لكن أن تعتبر هذا إنتهاكاً لكرامتهم وتخص بذلك القضاة والوزراء فهذا موقف يُحسب عليها لأنها ببساطة رمز من رموز العدالة التى نتوقع منها أن ترى الجميع أمام القانون كأسنان المشط .. ماذا يجرى فيك يامصر؟! لمزيد من مقالات حسين الزناتى;