وجه الرئيس أربعة تكليفات للحكومة لتجنب تكرار غرق مراكب الموت، وهى تصدر فى العادة عقب كل واقعة مشابهة ولا ينفذ منها شىء..التكليفات هي: ملاحقة المتورطين، مراجعة اجراءات إحكام الرقابة على الشواطئ والمعابر، سرعة إصدار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، تمويل المشروعات متناهية الصغر للقضاء على أزمة البطالة. أغلب الظن أننا سنعيد كتابة هذه التوجيهات بالحرف عند غرق المركب المقبل، فنحن لا نتقدم قيد أنملة فى أى شىء، فالأمن وخفر السواحل يتقاعسان عن أداء مهمتهم، ومشروع القانون سلمته الحكومة لمجلس النواب فى نوفمبر الماضي، والمشروعات القائمة لن تقضى على البطالة. المثير للدهشة أن الأسبوع الماضى شهد حربا كلامية بين الحكومة ومجلس النواب، على خلفية تقصير الأولى فى مواجهة ظاهرة هجرة المصريين، الحكومة بطبيعة الحال ليست متفرغة لمثل هذه القضايا، فكان الأهم عندها تمرير قوانين أخرى منها قانون القيمة المضافة لجلب الضرائب من الشعب، أما النواب الأفاضل - الذين اهتموا باعفائهم من الضرائب - فجأة ظهرت لهم أنياب ورأيناهم يهاجمون الحكومة، ومنهم من تحدى نفسه وأعلن أنه سيطالب باقالة وزير الداخلية باعتباره ليس أغلى من دم الشباب،وانتفض معظم النواب وصدعونا:«أين القانون؟»..وهم لا يعلمون أن القانون وصل مبناهم فى قصر العينى منذ نوفمبر الماضى ولكنه لم يجد من يهتم به ويناقشه ويقره، لأن النواب ليس هدفهم خدمة هذا الشعب، وإنما خدمة الجهات والأجهزة التى رتبت لهم بلوغ هذه المكانة. وخرجت علينا نائبة تدعى أن الحكومة تريد إحراج الرئيس سياسيا وهو فى نيويورك حيث تحدث عن استضافة مصر نحو 5 ملايين لاجئ يعيشون بكرامة دون مخيمات، وعندما تقصر الحكومة فى مراقبة الشواطئ وحماية السواحل المصرية من تجار البشر، فهى تسبب بذلك إحراجا للرئيس..ولم تهدأ النائبة إلا بعد إعلانها انها سوف تتقدم باستجواب ضد وزير الداخلية فى أول جلسة للبرلمان ولن تتوانى عن المطالبة بإقالته.. ولهذه ولهؤلاء، نقول: «اتلهوا..فلن تستطيعوا النيل من وزير الداخلية ولا حتى أمباشى.. ويكفيكم خزيا أن مشروع القانون بالمجلس وأنتم لا تعلمون!». عندما أخطأ مسئول بالتليفزيون فى إذاعة حوار للرئيس انتفض الجميع ضده وأقيل بعدها، ولكن عندما تخطئ الدولة بحق أبنائها لم ينتفض أحد!. كانت السوشيال ميديا على حق فى تعليقاتها على حادث رشيد، عندما كتب المغردون:مصرفى البداية «ادخلوها بسلام آمنين» وفى النهاية «رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ..اللهم نجنا من القرية الظالم أهلها». لمزيد من مقالات محمد أمين المصري