سوف يظل المصريون، بل والعرب جميعا، يذكرون هذا الرجل العظيم بكل فخر وتقدير، إنه جمال عبدالناصر، الزعيم الذي مرت الذكري ال 46 لوفاته أمس، لأسباب كثيرة، لعل أهمها أنه قاد ثورة عظيمة هي ثورة 23 يوليو 1952 ليخلص مصر من الفساد والاستعمار الذي جثم علي صدر البلاد أكثر من 70 عاما، ويسهم بقوة في تخليص العالم العربي وإفريقيا وآسيا من القوي الاستعمارية المستبدة، ولا نبالغ إذا قلنا إن مصر في عهده أسهمت في تأسيس النظام العالمي الجديد الذي تلا الحرب العالمية الثانية. وتخليدا لذكري هذا الزعيم الوطني المخلص لبلده، وتقديرا من الدولة المصرية لدوره الرائد في المنطقة، فقد ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسي لافتتاح متحف جمال عبدالناصر أمس، في المنزل الذي عاش به في منطقة منشية البكري، وتم تحويله إلي متحف يضم جزءا مهما من تاريخ مصر والعديد من مقتنيات عبدالناصر وصوره ولقاءاته مع زعماء العالم ونضاله من أجل استقلال وكرامة بلده. ومن المؤكد أن شخصية عظيمة بحجم جمال عبدالناصر، كانت تحرك بإنجازاتها وقراراتها العالم وليس المنطقة العربية وحدها، سوف تظل مثيرة للجدل ما بين مؤيد ومعارض، من شدة ضخامة الإنجازات والقرارات، والفترة التاريخية الحاسمة التي ظهر فيها هذا الزعيم، إلا أنه من المؤكد أيضا ألا يختلف أحد علي وطنية وإخلاص هذا الرجل وحبه لبلده وشعبه، ومن هنا جاءت المؤامرات والمحاولات الكثيرة الدولية والإقليمية لكسره والتخلص منه، لأنه كان يريد لمصر أن تكون صاحبة قرارها وهم كانوا يريدونها كما يريدون الآن أن تكون تابعة، كان يريدها حرة مستقلة متطورة، وكانوا يأبون إلا أن تظل متخلفة وجاهلة حتي يقودوها لخدمة مصالحهم هم وليس لخدمة مصالح شعبها وحريته ورفاهته. وها هي الذكري ال 46 لرحيل هذا الزعيم العظيم ومازالوا يتربصون بمصر ويخططون المؤامرة تلو الأخري لعرقلة جهود التنمية والتطور، ويشككون في كل مشروع وكل فكرة حتي يصاب الشعب بخيبة الأمل وبالإحباط، ليحققوا هدفهم لتظل مصر متخلفة وجاهلة ومشتت، ة ولكن الله يحبط أعمالهم ويفشل شعب مصر الواعي خططهم. لمزيد من مقالات رأى الاهرام