تفجرت كارثة إنسانية في ميانمار بعد خمسة أيام من الاشتباكات الطائفية بين البوذيين والمسلمين, حيث تواصلت معاناة الآلاف من اللاجئين الفارين من جحيم العنف الطائفي بعد أن أغلقت بنجلاديش الحدود في وجههم, وأصبحوا عالقين لا يستطعيون العودة إلي منازلهم المحترقة والمذابح الدموية في بلادهم ووسط مخاوف من أزمة نقص في الغذاء. وبالرغم من أن الأمطار أطفئت النيران التي اشتعلت في حوالي1600 منزل خلال العنف الطائفي, وساد هدوء حذر علي ميانمار مما أسفر عن مقتل العشرات وحرق مئات المنازل, إلا أن بنجلاديش أغلقت أبوابها في وجه اللاجئين المسلمين ورفضت استقبال ثلاثة قوارب محملة بالفارين من جحيم العنف الطائفي في ميانمار. وذكر شهود عيان من الفارين أن الغذاء نادر, والأسعار مرتفعة, كما أغلقت السوق الرئيسية في البلدة. بينما ذكرت شاهدة عيان أخري أنها لا تثق في هذ الهدوء الحذر الذي تسببت فيه الأمطار الغزيرة. وأضافت أن بالرغم من الهدوء الحذر إلا أن الحياة لم تعود إلي طبيعتها, موضحة أن هناك شائعات غير مؤكدة حول أن السلطات المحلية تجمع الأسلحة من المسلمين. وبالرغم من إعلان حالة الطواريء وحظر التجوال في بعض المناطق, إلا أن شهود عيان ذكروا أن السكان المحليين في منطقة راخين يجوبون الشوارع وهم يحملون السكاكين والسيوف والعصي. وفي الوقت ذاته, استنجد المسلمون بأونج سان سوتشي زعيمة المعارضة و أيقونة الديمقراطية لنجدتهم ومساعدتهم في إنهاء معاناتهم, وذلك في الوقت الذي توجهت فيه سان سوتشي إلي أوروبا في أول جولة أوروبية لها منذ24 عاما. وبدأت سان سو تشي-66 عاما- جولة تاريخية تشمل كلا من سويسرا والنرويج وأيرلندا وفرنسا وبريطانيا, ورافقها فيها أربعة من أعضاء الرابطة الوطنية للديمقراطية,متوجهين إلي جينف لحضور الاجتماع السنوي لمنظمة العمل الدولية الذي يبدأ اليوم. ومن المقرر أن تعود سو تشي إلي ميانمار للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للبرلمان في الرابع من يوليو المقبل. وفي داكا, أعلن ديبو موني وزير الخارجية البنجلاديشي خلال مؤتمر صحفي أنه ليس من مصلحة بلاده قبول استقبال أي لاجئين في وقت تعاني فيه موارد الدولة من التدهور. وقال الميجور شافيقر رحمن من خفر سواحل بنجلاديش أن فريق خفر السواحل وجد صباح أمس قاربا به رضيعة من مسلمي الروهنجيا, وتم الاعتناء بها من قبل عائلة محلية, وأضاف أنه أيضا تم اعتراض ثلاثة قوارب أخري تحمل109 أشخاص. يذكر أن سلطات الحدود في بنجلاديش منعت16 قاربا يحمل أكثر من660 مسلما من ميانمار, معظمهم من النساء و الأطفال, منذ يوم الاثنين الماضي وذلك أثناء محاولتهم الدخول إلي بنجلاديش عبر نهر ناف الحدودي. وكانت حكومة دكا قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تستقبل أي لاجئين من ميانمار بحجة أن بنجلاديش تتحمل بالفعل عبء300 ألف من مسلمي الروهنجيا الذين يقطنون جنوب شرق البلاد منذ عقود. وتعتبر ميانمار مسلمي الروهينجا مهاجرين غير شرعيين ليس لديهم حقوق مواطنة, كما تصفهم وسائل الإعلام بالإرهابيين, وكانت أعمال العنف قد اندلعت يوم الجمعة الماضي بعد قيام المئات من المسلمين بأعمال شغب وقيام قوات الأمن بالاشتباك معهم. وفي تطور آخر, زار أمس فيجاي نامبير المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلي ميانمار, بلدة مونجداو بولاية راخين التي شهدت بداية الاشتباكات يوم الجمعة الماضية وذلك لتفقد الأوضاع بالبلده التي تقع غرب البلاد علي الحدود مع بنجلاديش ومعرفة سبل تقديم العون لها.وصاحب المبعوث الدولي كل من وزير ميانمار لشئون الحدود و15 من القيادات الإسلامية لأقلية الروهنجيا. جاء ذلك علي الرغم من مطالب منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية و مفوضية اللاجئيين بالأمم المتحدة دكا بضرورة فتح الحدود باعتبار أن القانون الدولي يلزمها إبقاء الحدود مفتوحه للفارين من تهديدات بالموت و توفير الحماية لهم.