أعلنت الدكتورة فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أنه تقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل لبحث تحديد احتياجات المحافظات الحدودية والنائية من مياه الشرب, مشيرة إلي أنه سيتم تطبيق العقوبة القانونية علي المتعدين علي مواسير وخطوط مياه الشرب واستخدامها لأغراض الري. وأشارت الوزيرة في تصريحات صحفية أمس عقب اجتماع وزاري برئاسة الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء لبحث مشكلة المياه في محافظة مطروح أن وزير الداخلية استعرض خلال الاجتماع خطة لتأمين المحطات بالكامل, موضحة أن وزارة التعاون الدولي ستوفر 16 مليون جنيه لتوصيل الكهرباء إلي محطة سيدي حنيش بمطروح, لتحلية المياه, و6 ملايين جنيه لشراء 12 سيارة فنطاس, يجري تصنيعها بمصانع وزارة الإنتاج الحربي. وقالت أبوالنجا إنه سيتم اتخاذ الإجراءات العاجلة وطويلة المدي لحل مشكلة مياه الشرب في المحافظات النائية الحدودية باعتبارها مشكلة قائمة وتتكرر,كما أن نقل المياه إلي محافظة مطروح وحدها يكلف الدولة أكثر من مليار و200 مليون جنيه. فبالرغم من البداية الناجحة لموسم الصيف الحالي بالساحل الشمالي الغربي ومرسي مطروح ووعود وتعهدات من وزارة الري وشركة مياه الشرب بتوفير المياه بتلك المنطقة التي يتدفق عليها اكثر من نصف مليون مصطاف اسبوعيا إلا ان تلك الوعود تلاشت في ثاني اسبوع من بداية هذا الموسم. فقد تراجعت بشكل حاد المياه عن ترعة الحمام التي تعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب بمحافظة مطروح لتصل إلي أدني منسوب لها مما أدي إلي توقف محطة مياه الشرب بالعلمين عن العمل تماما وهي المحطة الوحيدة التي تقوم بسحب المياه من الترعة وتنقيتها وضخها إلي الساحل الشمالي الغربي ومرسي مطروح. واصبحت هذه المنطقة داخل دائرة العطش علي مدي4 أيام حيث بلغ الاحتياطي من مياه الشرب في الخزانات الاستراتيجية بمدينة مرسي مطروح 24 ألف متر مكعب فقط وهي كمية تكفي المدينة نصف يوم بعد ان تم استنزاف 95 ألف متر مكعب من تلك الخزانات لسد العجز في المياه بالمدينة التي يعاني سكانها حاليا معاناة كبيرة من توفير مياه الشرب لمنازلهم وارتفعت أسعار سيارة المياه التي تبلغ سعتها 8 أمتار مكعبة من 12 جنيها وفقا لسعر شركة المياه إلي 200 جنيه في القطاع الخاص! وقد طالت الأزمة المساجد التي تشكو حاليا وخاصة في الشوارع الفرعية من عدم وجود مياه بها للوضوء, كما تعالت شكاوي مديري المدارس التي تجري بها حاليا امتحانات الثانوية العامة من عدم وجود مياه شرب بها للطلاب والمراقبين, وقد تكدست الشكاوي علي الخط الساخن لشركة مياه مطروح خلال اليومين الماضيين من عدم وجود المياه حيث ان المياه تأتي عادة من المحطة الرئيسية التابعة لوزارة الري ببرج العرب التي تضخ المياه من ترعة الحمام لتصل إلي محطة مياه الشرب بالعلمين وهذا لم يحدث بالمعدل الطبيعي خلال الايام القليلة الماضية مما أدي إلي حدوث الأزمة. وقد أكد المسئولون في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح ان التعديات التي يقوم بها المزارعون علي المياه بترعة الحمام قد فاقت الحدود وقد تسبب في حدوث الأزمة التي تعرضت لها المحافظة في اوائل مايو الماضي بالاضافة الي انخفاض منسوب الترعة نتيجة لعدم ضخ المياه من محطة برج العرب وقد تم القيام بحملات لضبط تلك التعديات ولكن المزارعين يقومون بالتعديات بصفة دائمة علي الترعة بالرغم من إزالة تلك التعديات اكثر من مرة بواسطة لجان من شركة المياه والقوات المسلحة والشرطة واللجان الشعبية. والغريب أيضا أن الخط الرئيسي للمياه القادم من محطة مياه الشرب بالعلمين إلي مدينة مرسي مطروح يتعرض أيضا لتعديات الأهالي في مناطقة عديدة حيث تم توصيل خطوط فرعية من هذا الخط بصورة غير قانونية مما يؤثر في ضخ المياه إلي مدينة مرسي مطروح وقد تم ضبط اكثر من 30 حالة تعد علي هذا الخط الذي تستخدم المياه المسروقة منه في الزراعة في اكثر من منطقة إلا أن التعديات مستمرة. وقد شهدت القري السياحية بالساحل الشمالي خلال اليومين الماضيين ازمة في مياه الشرب قد تهدد مصيفها بالإلغاء نظرا لاعتماد جميع هذه القري علي المياه الواردة من محطة مياه الشرب بالعلمين التي توقفت اكثر نتيجة لانخفاض منسوب ترعة الحمام وهذه القري يبلغ عددها أكثر من 90 قرية متراصة علي الشريط الساحلي وتستقبل روادها وزائريها يوميا الذين يبلغ عددهم اكثر من 400 ألف اسبوعيا بالاضافة إلي القري والمنتجعات السياحية التي تستقبل السياح من جميع دول العالم القادمين بطائرات الشارتر إلي مرسي مطروح والعلمين مباشرة حيث بلغ عدد الطائرات الشارتر 12 طائرة اسبوعيا.