مقابل بضعة جنيهات ستمضى ليلة رائعة، تقترب من الفضاء الخارجى دون أن تتحرك من على كوكب الأرض.. فقط عليك التوجه إلى وادى الحيتان بالفيوم، فى أى شهر من شهور السنة الواقعة بين فبراير ونوفمبر، مع تجنب الليالى القمرية، ومع الثلث الثانى من الليل ستستمتع بمشهد السماء وقد أضيئت بملايين النجوم.. فأنت الآن تشاهد جزءا من المجرة التى تدور بها مجموعتنا الشمسية، وهى مجرة درب « اللبانة» أو «التبانة » ، بما تحوى من نجوم.. وكواكب أيضا.. جمال المشهد يستقطب الشباب والفتيات بل والأسر الذين يبيتون الليل فى الصحراء، مستمتعين بالهدوء والهواء النقي.. وعظمة الخالق، وحبذا لو كان من بينهم مرشد فلكى يشرح ما يظهر أمامهم فى السماء.. موقعنا تحديدا هو على حافة المجرة، والتى سميت بهذا الاسم، لأن جزءا منها يرى فى الليالى الصافية على هيئة طريق أبيض كلون اللبن، وهو ما يتكون نتيجة عدد هائل من النجوم. يتراوح ما بين 200 إلى 400 مليار نجم، من بينها الشمس. ورغم المسافات الشاسعة بين تلك النجوم، إلا أنها تبدو متجاورة ومتراصة، وهو ما اكتشفه عالم الفلك الإيطالى جاليليو من خلال عدسات منظاره، بعد أن كان الاعتقاد السائد هو أن الطريق اللبنى عبارة عن سحابة كبيرة. الطريف أن عمر مجرة درب اللبانة يقدر بما يتراوح بين 12 و14 مليار سنة، ومع ذلك اكتشف العلماء أنها حديثة العمر مقارنة بمجرات كونية أخرى!