لأن في لعبة الانتخابات كل الوسائل مشروعة, فقد سعي المعسكر الجمهوري في ماراثون الرئاسة الأمريكية أمس الي استغلال الضجة المثارة حول تسريبات مشتبه بها لمعلومات تتعلق بالامن القومي، لتجديد الهجوم علي الادارة الديمقراطية ورأس حربتها الرئيس الامريكي والمرشح الديمقراطي في الماراثون باراك اوباما.جاء هذا الهجوم في الوقت الذي أعرب فيه عدد كبير من الأمريكيين عن ارتيابهم تجاه مورمونية المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي الرأسمالي ميت رومني, وهي الطائفة الدينية التي ينتمي اليها, وذلك علي الرغم من نجاح حاكم ماساتشوسيتس السابق في تجاوز تحد كبير في عدم جعل انتمائه الديني عائقا امام فرصه بالفوز بترشيح الحزب مرشح الجمهوري الذي يتمتع بقواعد شعبية متدينة ومحافظة, وهي المرة الأولي التي يفوز فيها مورموني بترشيح حزب كبير للرئاسة الأمريكية. وعلي الرغم من ان التسريبات الحكومية أحد الموضوعات الرئيسية في الحياة السياسية بواشنطن فان هذه القضية اخذت اهمية خاصة قبل الانتخابات التي تجري في السادس من نوفمبر القادم مع اتهام بعض الجمهوريين بان هذه التسريبات استهدفت علي ما يبدو تعزيز احتمالات اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما. ورد المرشح الديمقراطي بشكل غاضب علي هذا الإدعاء, قائلا: فكرة ان بيتي الابيض سينشر عن عمد معلومات سرية خاصة بالامن القومي شيء مهين. في الوقت نفسه, يواجه الجمهوريون معضلة بسبب مورمونية مرشحهم الرئاسي ميت رومني الذي علي الرغم من عدم إضطراره الي تبرير انتمائه الي الكنيسة المورمونية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب, فإنه بعدما ضمن فوزه بتمهيديات الجمهوريين واستعداده لمواجهة ا أوباما في6 نوفمبر المقبل, بدأ يواجه تشكيك شريحة واسعة من الامريكيين بسبب ديانته.