أفي الصحافة يعرفون أن الصورة تغني عن ألف كلمة, والصورة التي نشرتها الأهرام في قلب صفحتها الخامسة يوم الأربعاء الماضي, تنبئ عن ألف ثورة الصورة كانت لطلفتين. ربما في العاشرة أو الحادية عشرة من العمر, ترتديان تي شيرتين أصفرين فاقع لونهما يسران الناظرين, وتحمل كل واحدة منهما لافتة مكتوبا عليهما كلام.. فكيف تقرأ صورة كهذه قراءة ذكية متمعنة وغير متحيزة؟ أولا: البنتان كانتا زي القمر, ويشي مظهرهما الخارجي بأنهما من الطبقة المتوسطة العليا (أي ليستا لا مؤاخذة من الذين ضربهم السلك) بما يعني أن الثورة في مصر ليست مجرد ثورة غلابة جياع, وإنما ثورة شعب بكامل أطيافه المبسوطين والتعبانين. وثانيا: البنتان كانتا تبتسمان في هدوء واطمئنان وذكاء ورصانة, ولأن ابتسامتك تخبر عن من أنت, فإذن نحن أمام بنتين ولاد ناس ما هذا وهل هناك ناس منا ليسوا ولاد ناس؟ انظر حولك إن المعني أن الثورة ليست ثورة شوارع وعيال صيع كما يزعم المغرضون الكارهون لها. ثالثا: إن إحدي اللوحتين كتب في أعلاها جملة تقول: حاجة فيري زفت يعني بالعربي حاجة زفت خالص, وكتبت الجملة بالحروف التي يكتب بها الشباب علي الفيس بوك, ومن ثم فأنت أمام جيل جديد, يبتسم وهو ثائر ويخرج الي الميادين وهو في أبهي حلة, ويكتب أحلامه علي الفيس بوك, وبيعرف إنجليزي.. فهل يمكن لبلد بناته هكذا أن يموت؟ رابعا: إن بقية كلمات اللوحة حملت لنا لغزا ألقته البنتان في وجوهنا كالقنبلة الموقوتة (مبارك لابس جاكت والدنيا حر.. ونظارة شمس ومافيش شمس.. وجاي يتحاكم ومافيس محاكمة!) القضية إذن ليست مجرد خروج للتحرير والسلام, بل إن هناك تساؤلات عويصة في عقول البنات تبحث عن إجابات لم نقدمها لهن نحن الكبار. ويبقي المعني الأهم: في الثورة البنت زي الولد.. ماهييش كمالة عدد.. فألف رحمة ونور عليك ياصلاح ياجاهين.. كنت ستفرح لو أنك رأيت هؤلاء البنات القمرات الشربات.. الثوريات أيضا! المزيد من أعمدة سمير الشحات