عندما تكون المدينة بكل تاريخها الحاضر والمندثر بكل بشرها الغائبون والحاضرون بكل أحداثها وتفاصيل أيامها العابرة والحالية لقطة تخطفها عدسة كاميرا ذكية لمصور محترف ,أو عين محبة لبشر عاديين أرادوا فقط تخليد الذكري , تصبح للصورة قيمة الجوهرة . .................................................... في الصندوق تتجمع تلك الصور ومعها حكايات المدينة بكل زخمها ,,حكايات الأفراح والأحزان ,والنجاح والفشل حكايات الأماكن والبشر والنيل والبيوت والمساجد قصص الحاضر والغائب ,القديم والحديث في الصندوق فكرة مدهشة تحفظ للمدينة ذاكرتها المتخمة .. (صندوق الدنيا )مشروع يحب المدينة و يؤرخ لها من خلال صور يقدمها علي صفحة الكترونية مختلفة تجعلك تدخل لقلب المدينة بلمسة إصبع علي شاشة تفاعلية يساهم كل سكان المدينة في مدها بما يملكون من صور القاهرة ,, في القصة تفاصيل جميلة عن المشروع وصور أجمل عن المدينة ... .. كانت الشاشة الضخمة المليئة بالصور تبدو فعلا وكأنها صندوق مليء بكل تفاصيل المدينة تتحرك يمينا ويسارا وتدخل لعمق المدينة كل صورة خلفها عشرات الصور وكل حي له مكانه وصوره الخاصة الشاشة فعلا صندوق لدنيا القاهرة الممتدة عبر أكثر من ألف عام كما تقول دكتورة أمنية عبد البر منسق مشروع صندوق الدنيا التي تشرح لنا فكرته قائلة :» عام 2011 وبالتحديد عقب ثورة يناير اكتشفنا أن الصورة كانت هي بطلة الأحداث وان الناس العاديين يمكن أن يكتبوا التاريخ بصورهم وكان لدينا ايضا مشروع رائد تم تطبيقه قبلها بسنوات في كوبنهاجن وهو مشروع حائط كوبنهاجن, والذي يعتمد علي نفس الفكرة حيث يصبح الحائط او الشاشة مكانا للحوار وتبادل الذكريات وحفظ الذاكرة عبر تشارك الناس في صورهم ومعلوماتهم سواء كانت صورا شخصية أو صورا لاماكن أو أحداث أو ذكريات خاصة كلها في النهاية تصب في تاريخ المدينة الحالي او الماضي ,هذا التاريخ الذي يندثر بفعل الزمن والإهمال وطمس معالم المدينة وضياع جزء كبير من معالمها . منذ خمس سنوات وحتى الآن تلقينا آلاف الصور من مئات المشاركين وتواصلنا عبر المعهد الدنمركي التابع للسفارة الدنمركية بالعديد من المؤسسات المهتمة والتي ربما يكون لديها أرشيف من الصور ترغب في مشاركتنا إياه واذكر أننا تلقينا من مؤسسة المرأة والذاكرة وهي احدي مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالنساء مجموعة متميزة من صور رائدات الحركة النسائية في مصر كما تلقينا ايضا من خارج مصر 100صورة نادرة للقاهرة في الخمسينات ومنتصف الستينات ,كان قد التقطها احد الطيارين الأمريكان والذي كان يعمل في مطار الماظة ويهوي التصوير أرسلها لنا ابنه (جون كراش ) احد محبي الحضارة المصرية من الولاياتالمتحدة وعشرات آخرين من المصورين الهواة والمحترفين والمهتمين بالتراث والعمارة ,وحتى نحن كعاملين في المشروع شاركنا بصورنا العائلية والشخصية « القاهرة ثلاثية الأبعاد كل هذه الصور كيف تعاملتم معها وانتم تؤسسون للمشروع ؟ بالتأكيد بذلنا في البداية جهدا كبيرا لتصنيف تلك الصور وترتيبها زمنيا ومكانيا ونوعيا حسب فئات محددة حسب موضوعها ,بحيث يستطيع كل من يتصفح موقعنا علي الانترنت إيجاد ما يبحث عنه أو يضيف حسب الفئة بسهولة , ووضعنا ايضا تطبيقا يتيح للمتعاملين مع الموقع وضع الصور التي يرغبون في مشاركتنا إياها مع نبذة عن الصورة مكانها وتاريخها و غيرها من التفاصيل,ويتيح التطبيق ايضا التعليق علي الصورة أو تصحيح معلومة خاصة بها ليحدث في النهائي التبادل والتفاعل الذي نهدف إليه بالإضافة لحفظ ذاكرة المدينة ذات التنوع الشديد والمدهش « هذا التفاعل علي الموقع ربما يحتاج للوصول لأفراد آخرين لا يتعاملون بشكل كبير مع الانترنت فكيف ستصلون للمواطن العادي ؟ » متابعو الانترنت ليسوا قليلين ولكن هذا بالتأكيد لا يكفي فرغم انه يفترض في وقت قريب جدا أن تنتقل فكرة الصورة ثلاثية الأبعاد للموقع الالكتروني إلا أن هدفنا ايضا أن نصل للناس في اقرب أماكن يتواجدون فيها وبدأنا التجربة في مهرجان « ايمدجز» في أغسطس 2013 حيث استضاف حائط كوبنهاجن عرضا للمشروع الخاص بالقاهرة ( صندوق الدنيا ) وتم عرض المشروع علي شاشات المعرض الثلاثية الأبعاد وتفاعل الجمهور تماما معها وتصفحوا مئات الصور التي تعبر عن روح القاهرة وسكانها وتاريخها وهو ما نسعى لتنفيذه في مصر عبر شاشات ضخمة يمكن وضعها للجمهور في الأماكن الثقافية كدار الأوبرا أو المتاحف آو المؤسسات ألكبري وتقدمنا بالفعل لوزارة الثقافة قبل أكثر من عام بطلب بهذا الأمر ولم تصلنا الموافقات اللازمة حتى الآن « المشروع خاص بمدينة القاهرة فقط فهل لديكم تصورات أن يتكرر في باقي مدن مصر وكلها لديها تاريخ زاخر ومتميز ؟ .. :» بالتأكيد لدينا حلم أن يكون لكل مدينة في مصر صندوقها الخاص ولكن لابد أن نعترف أن المشروع رغم اعتماده علي ما لدي الأفراد والمؤسسات فان الإنفاق علي الموقع كان كبيرا جدا لاننا نتعامل مع شركات عالمية ومصممين كبارا وفي هذا المشروع الشركة التي وفرت الموقع من نيوزلندا والمصممون من كوبنهاجن كما ان تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية والشاشات مكلفة جدا وساعدنا فى ذلك احد البنوك الكبرى في مصر وحتى الان التجربة لم تكتمل ولم تصل لكل الناس كما قلت ولدينا أمل أن تتم الموافقات اللازمة وربما نتعاون قريبا مع وزارة الآثار لاحتضان الشاشات في متاحفها المختلفة وهو أمر ايضا مكلف لنا ولكن رغم ذلك نسعى إلى أن نصل لكل محافظات مصر أولا لنعرض عليها تاريخ العاصمة ثم نحفزهم ليتشاركوا معنا في تكرار التجربة .. ونحن علي يقين من أن التجربة ستعجبهم كثيرا «