حب الشباب من الأمراض الجلدية الشائعة التي تزعج الكثيرين وتستهلك كثير من مواردهم ووقتهم بحثا عن علاج فعال لها, ويلهثون وراء أي علاج أو دواء أو مستحضر قد يحقق هذا الأمل ولكن هناك الكثير من هذه المنتجات قد تضر البشرة أوتؤخر شفائها لأنها غير معلومة المصدر. أو لم توصف بعد استشارة الطبيب المختص.. د.منال بصيلة أستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب قصر العيني توضح بداية أنه يجب التعرف علي نوع البشرة سواء جافة أو دهنية للتعامل معها بشكل صحيح, ففي حالة البشرة الدهنية فإن الشخص يشعر بكمية الدهون المفرزة من جلده كما يجد لمعان أو عند وضع إصبعه يجد طبقة علي الوجه لينة, أما البشرة الجافة فيكون الوجه مشدودا باستمرار خاصة مع كثرة استعمال الصابون والماء الساخن كما يقشر الوجه بسهولة وتزداد الشعور بالجفاف في فصل الشتاء.أما الغالبية العظمي من الناس فبشرتها مختلطة وهو ما نعرفها بحرف T حيث تتجمع بها الغدد الدهنية أكثر وبالتالي إفراز أعلي للدهون أما منطقة الوجنتين تميل إلي الطبيعي أو الجفاف. أما بالنسبة لحب الشباب فتؤكد أنه لا يظهر قبل البلوغ ولكن ينتشر ما بين 15 و22 سنة, وقد يظهر بعد ذلك خاصة في حالة وجود حمل أو عند استعمال حبوب منع الحمل حيث أنها تؤثر علي الهرمونات. ويظهر نتيجة عدة أسباب مختلفة: الأول هو زيادة إفراز الدهون من الغدد الدهنية كما أن نوع الإفرازيكون مختلف عن الطبيعي حيث يتكون من مواد معينة تسبب الالتهاب, أما السبب الثاني هو زيادة الخلايا القرنية السطحية في مخرج إفراز الغدة مما يحدث تكتل يؤدي إلي إنسداد في المسام ينتج عنه الروؤس السوداء واالبيضاء المعروفة, السبب الثالث هو زيادة عدد بكتيريا صغيرة جدا موجودة في الغدد الدهنية بشكل ملحوظ, أما السبب الرابع وجود التهاب حول الغدد الدهنية الموجودة في الأدما (الطبقة الثانية من الجلد) مما يظهر الحبوب الحمراء والحبوب الصديدية. تقول د.منال أن كل سبب من الأسباب السابقة يتطلب علاج مختلف حسب الحالة ومدي تطورها, فهناك علاج موضعي عن طريق المضادات الحيوية تعالج الالتهاب والبكتيريا, وهناك علاج آخر موضعي عن طريق مستحضرات الريتينويد والتي تعمل علي تقليل تكتل الخلايا القرنية الموجودة في مخرج إفراز الغدد الدهنية وبالتالي تقلل من حدوث الإنسداد وتعالج الروؤس البيضاء والسوداء وتضاد الالتهاب أيضا. في الحالات المتطورة نحتاج إلي علاج أقوي عن طريق الفم وفقا لكل حالة علي حدة. وللتخلص الأكيد من حب الشباب ومشاكله, تؤكد علي ضرورة اللجوء للطبيب المختص عند ظهوره لأن تأخير العلاج واستعمال أنواع معينة من المستحضرات أوالصابون وغيرها لعلاج حب الشباب يؤخر فرصة العلاج السليم وقد يحول هذه الالتهابات إلي آثار بالوجه لا يمكن التخلص منها أبدا كما تشدد علي ضرورة عدم العبث بهذه الحبوب لأن الضغط عليها قد يؤدي إلي دخولها لعمق أكبر مما يصعب من شفائها نهائيا بدون آثار ونضطر إلي اللجوء إلي الليزر وغيره من الأجهزة لعلاجها, وأخيرا تشير إلي أن علاج حب الشباب مرض يحتاج إلي المتابعة المستمرة والمتواصلة مع الطبيب فهو يستغرق وقت لعلاجه قد يصل لسنين حيث أن مرتبط بالنشاط الزائد للغدة الدهنية.