بدأت القوات الحكومية السورية والمعارضة عمليات تعبئة عسكرية واسعة، باستقدام الجانبين مئات من المقاتلين إلى حلب، استعدادا لقيام مواجهة حاسمة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار المصدر إلى توالى وصول حوالى ألفين من الجنود الحكوميين منذ أمس الأول - الأحد - إلى حلب، سالكين طريق الكاستيلو من وسط البلاد، بهدف استعادة النقاط التى خسرتها القوات الحكومية لمصلحة المعارضة جنوب البلاد، وتحديدا منطقة الراموسة والكليات الحربية. وفى الجانب الآخر، توالت تعزيزات المعارضة فى هيئة مقاتلين وعتاد بدفع من «لواء القدس الفلسطيني» المتحالف، و»جبهة فتح الشام»، والمعروف سابقا بجبهة النصرة قبل فك اربتاطه بتنظيم القاعدة. تأتى هذه التحركات الميدانية عقب نجاح المعارضة فى فك سيطرة قوات الجيش السورى على أحياء شرق حلب وقطع طريق الإمداد الرئيسى إلى الأحياء الغربية التى تقع تحت هيمنة القوات الحكومية أيضا. كما شهدت الساعات الأول من صباح أمس هجمات جوية كثيفة من جانب القوات الموالية للحكومة على نقاط انتشار الميليشيات المعارضة فى حلب. وكانت وكالة أنباء سانا الرسمية السورية قد تحدثت عن هجمات لسلاح الجو السورى على تجمعات ومقار لمسلحى تنظيم «داعش»، بريف حمص الشرقي، مما أسفر عن تدمير آليات وقتل العشرات من العناصر. وعلى صعيد متصل، سمحت الحكومة السورية بدخول العشرات من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات البترولية إلى أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرتها وذلك خلال الساعات الأخيرة. وفى السياق ذاته، أعرب أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية عن قلقه إزاء تزايد أعمال العنف والهجمات الموجهة ضد المدنيين والمرافق المدنية فى سوريا، وخاصة استهداف المنشآت الطبية، مع إدانته فى هذا الإطار عمليات ومحاولات حصار المدنيين. وأشار الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمى باسم أمين عام جامعة الدول العربية إلى قلق الجامعة وأمينها إزاء إمكانية الانهيار الكامل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية وترحيبهما بالمساعى الأمريكية والروسية الرامية لدعم الاتفاقية. وأضاف المتحدث باسم أبو الغيط أن الجامعة ترصد مساعى تفريغ مدينة حلب من سكانها من خلال إعمال ما يطلق عليه «ممرات آمنة للخروج»، معربا عن القلق إزاء الاستخدام المغلوط لهذه الممرات والتى يفترض أن تركز على إيصال المساعدات إلى قاطنى المناطق المحاصرة وليس دفعهم لمغادرتها.