أعتذر منكم قرائي الأعزاء إذا بدوت لكم حزينة ومشاعري كئيبة بعض الشيء، فبالتأكيد بعضكم مثلي، والإنسان عندما يمر بمثل هذه المشاعر يلجأ لأصدقائه لكي يخرج من هذا المزاج وسأشارككم فيما أنا فيه. الأسبوع الماضي مر علينا نحن المصريين محبي هذا الوطن الغالي، ثقيلا وحزينا بعض الشيء ومن عاشه مثلي، فلابد وأن يصاب بمثل حالتي، بدءا من نتائج الانتخابات التي كرهها معظمنا وإنتهاءا بمحاكمة القرن، محاكمة رموز النظام السابق، وسباق مرشحي الرئاسة المحموم وسألخص لكم الأسبوع في خمس مشاهد. المشهد الأول: نتائج الانتخابات.. بدت لمعظمنا نتائجها هزلية، لكن الغريب في الأمر، أن معظم الشارع يتعجب لها، في حين أن النتيجة ترجع لتصويت قطاع من الناس مقتنع بهذين الرجلين، إلا أن بعض الخبراء الاستراتيجيين يرى أن كلاهما أضعف من أن يصلح رئيسا لدولة عريقة مثل مصر.. لكن "هنقول إيه" ما دامت هذه هي رغبة الشارع، فما علينا إلا أن نحترمها وننصاع لها فهذه هي الديمقراطية! المشهد الثاني: محاكمة القرن.. ولأنني مقتنعة بأنه لا يجوز التعليق على أحكام القضاء، لقناعتي بأنه العمود الفقري لأي دولة مستقرة، وأن ضربه يعد قسم لظهر الدولة، وأخذها لمنعطف خطير يعصف بكيانها، لكنني فقط سأقول أن المحاكمة اتخذت ثوبا سياسيا نوعا ما.. وما دام القاضي نطق بالحكم، فيتحمل وزره عند الله ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "من عمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن عمل مثقال ذرة شرا يرى" صدق الله العظيم. المشهد الثالث: مليونيتي التحرير.. المليونية الأولي كانت يوم الجمعة الماضي وسبقت محاكمة مبارك ورموز النظام، وكانت تحت شعار "لا للفلول ولا للإخوان" وأعتقد أنها لم تلق قبول الكثيرين ولم تتعد مشاركة المئات في الميدان، أما المليونية الأخرى التي أعقبت المحاكمة حملت أعدادا تعدت الآلاف اعتراضا على حكم المحكمة، مطالبين بإعادة المحاكمة وتغليظ العقوبة. وإذا يجوز لي التفسير، لا التعليق، سأقول في البداية، أعتقد أن الناس كانت ستقبل بهذا الحكم على الرئيس المخلوع حين هلل جزء منهم في قاعة المحكمة "الله أكبر"، بينما عند تلاوة الأحكام الأخرى المتمثلة في براءة مساعدي العادلي الستة، أحدث ذلك نوعا من غليان الشارع خاصة بعدما حصل رئيسهم حبيب العادلي على 25 سنة سجن أي مؤبد، وهو مل يعني بالأدلة ثبوت قتل المتظاهرين، مما أثار لغط عند جموع المصريين، بل وعند بعض أساتذة القانون في الجامعات وبعض المستشارين، مما زاد الأمر سوءا. المشهد الرابع: الفضائيات والإعلام.. لا تنبري معظمها عن خداع المشاهد، ولأنني إعلامية ومهتمة بكل ما يقدم من مواد إعلامية، أرى مع الأسف أن هناك بعض الفضائيات ومنها أيضا المحلية، الزيف والنفاق في الخطاب ومع الأسف المواطن هو الذي يدفع الثمن ويصدق، فبدلا من أن نأخذ بيده و نساعده على فهم الحقيقة، ونطلعه على ما يدور من حوله، نساهم في إرباكه وضياعه بين هذه وتلك، ولا يعلم من أين يأتي بالحقيقة.. ولقد تحدثت مرارا عن شرف المهنة، إلا أنه يبدو أنني أعيش في مدينة الخيال مع نفسي. المشهد الأخير: الصراع المحموم بين مرشحي الرئاسة، بالأسف كل من الفريق شفيق والدكتور مرسي، يحاول إرضاء الناخب بأي طريقة، وبأي أسلوب، متناسيين المصلحة الفضلى للوطن والمواطن المصري وتغليب مصلحة الوطن على نفسيهما، وحزنت جدا عندما سمعت بالأمس سيادة الفريق شفيق في مؤتمره الصحفي عندما إستخدم إخواننا الأقباط كورقة ضغط، وأنه الوحيد الذي سيراعي مصلحتهم، وأعتقد أن رجل في حجم الفريق شفيق لا ينبغي أن يغفل عليه أن هذا لن يؤدي بنا إلا لمزيدا من الفرقة والفتن في المجتمع نحن في غنى عنها، فإخواننا الأقباط جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، ونسيج ملتحم معنا.. بل أعتقد أنهم لابد وأن يكونوا على رأس أي مرشح للرئاسة سواء كان مرسي أم شفيق أم غيرهما.. فهكذا عاش شعب مصر العظيم.. مسلم ومسيحي إيد واحدة. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن