اكتلمت المؤامرة الغربية وبات الهدف الأسمي إسقاط سوريا ويا لها من سعادة غامرة سوف تنتاب إسرائيل فالدولة العربية التي لطالما سببت لها صداعا ووقفت في وجه مخطط الشرق الأوسط الكبير وساندت إيران التي تقف مع المقاومة الفلسطينية حماس سوف تسقط وسيتم تقسيمها, ولن يكون لواء الإسكندرونة وحده في حوزة تركيا وإنما ستنضم إليه أجزاء أخري.. كما ستكون الجولان لإسرائيل وأجزاء أخري ستديرها بعض أجزاء في لبنان والأردن.. باختصار لم تعد هناك سوريا مثلما لم تعد هناك ليبيا ولا اليمن ولا مصر.. فكل دولة مشغولة بذاتها وما حدث فيها في الداخل وتركنا مرغمين أمر العلاقات الإقليمية تديره القوي الغربية نيابة عنا فنحن كما قلت غائبون أو مغيبون.. لا فرق! إن سوريا إذا سقطت فهذا معناه أن الأمة العربية قد سقطت وأن الضحية القادمة قد تكون دولتك أو دولة عربية أخري.. فأين في هذه اللحظة من يسمي نفسه معارضة.. أقطع بأنهم سيندمون لكن يوم لاينفع الندم.. لقد انتهزت القوي الغربية فرصة حالة السيولة التي تمر بها الدول العربية ووظفت ما سمته هي بالربيع العربي لخدمة أغراضها وكأن الشعوب العربية تعمل عبيدا عندها وهذا هو ديدنها منذ مرحلة الاستعمار حتي الآن.. ففي الشتاء الماضي تحدثت الصحف الغربية عن الشتاء الإسلامي لكن لأننا مشغولون بالربيع العربي, لم نهتم بالشتاء الإسلامي باعتبار أن تونس تشهد قلاقل إسلامية, وكذلك ليبيا تتحدث بعض الجماعات الإسلامية عن تقسيمها إلي إقاليم برقة وفزان وطرابلس ثم اليمن التي نسيت في غمرة فرحها برحيل ديكتاتورها السابق أن تتحدث عن وحدتها وتركت الغرب يصول ويجول بحثا عن فلول القاعدة التي أنشأها منذ البداية ومول أفرادها ودرب قياديها وأطلقها من المحيط إلي الخليج. نحن يا قوم قد لا نثق في النظام السوري لكن بنفس القدر لا نثق ألف مرة في النظم الغربية التي دعمت حتي اليوم الأخير في حياة النظم السابقة, رموز الحكم المستبدة في مصر وتونس واليمن.. ولاتزال تقف وراء أكثر النظم استبدادا ولمن لم يعرف ويفهم فإن سوريا هي الأقرب إلينا والشعب السوري الذي يسقط منه العشرات يوميا هو ضحية هذه النظم الغربية, ولا يستطيع أحد أن يجعلني أفهم أن القوي الغربية تفعل ما تفعله ضد الشعب السوري الآن من أجل سواد عيون الشعب السوري!! إنها لا تفعل ما تفعله إلا لمصلحتها ومصلحة ربيبتها في المنطقة إسرائيل. سوريا يا قوم تضيع بعد أن تآمرت عليها القوي الغربية فهل نحن مستعدون أن تعيش الأمة العربية بدون سوريا, إنه سؤال مهم يجب أن نواجه به أنفسنا كل صباح.. لأن استراليا عندما بدأت بطرد الدبلوماسيين السوريين من أراضيها كان مفهوما أن ذلك ليس إلا مسلسلا يبدأ باستراليا ولن ينته إلا بعد أن تشارك فيه دول وقوي غربية وعربية عديدة وهذا ما حدث إذا تبعت استراليا كندا وفرنسا وإيطاليا.. والبقية تأتي.. مرة أخري إن القضاء علي سوريا هو قضاء علي قوة الأمة العربية لكن دون أن ندري! وما الحديث عن تنظيمات للمعارضة وتنسيقات وجيش حر.. سوي حديث إفك لا يسمن ولا يغني من الحقيقة في شيء, فالشعب السوري معظمه أدرك سر المؤامرة الغربية وهو يعرف أن حياته هي المستهدفة مثلما كانت حياة الشعب العراقي مستهدفة يوما.. وما المعارضة السورية سوي أداة في يد القوي الغربية تفعل بها ما تشاء ورغم انقسامها حول نفسها وانشقاقاتها الكثيرة وتفتت ما يسمي بالمجلس الوطني السوري فإنها كالطين الصلصال في يد القوي الغربية تفعل بها ما تشاء حتي تقول إن المعارضة هي التي تفعل مع أننا نعلم جميعا أن القوي الغربية هي التي تقف بالمرصاد لشعب سوريا الذي كان طبيعيا أن يكفر بالعمل العربي المشترك التي تجسده من حيث المبدأ جامعة الدول العربية لكنها للأسف الشديد خسرت الشعب العربي السوري وارتمت في أحضان القوي الغربية وما مبادرة كوفي عنان المبعوث الدولي لسوريا سوي مبادرة عربية مع التعديل.. وكلها تبني علي أساس واحد هو أن يرحل قائد سوريا.. لكن هيهات أن يرحل, فالشعب السوري يعرف أن هذه مؤامرة غربية.. وتجارب الدول العربية الأخري تؤكد أن التقسيم سيكون مصيرها المحتوم لذلك ترفض كل هذه المخططات وتري أن بقاءها في وحدتها! المؤسف أن هذه المعارضة السورية قد استغلت حالة السيولة التي تعيشها بعض الدول العربية مثل مصر واليمن وليبيا و تونس وقامت بالوجود فيها وإصدار بيانات تلو الأخري مع أنهم لا يزيدون علي عشرة أو عشرين شخصا لهم مشكلات خاصة ويريدون الانتقام.. واستغلت تحمس بعض الدول العربية لعسكرة المعارضة وأخذت الأموال للتآمر علي إخوانهم من أبناء الشعب السوري, والمؤسف أن وسائل الإعلام الغربية والعربية توظف كل إمكاناتها لخدمة المؤامرة الغربية وتصور ما يحدث في سوريا بأنه انتفاضة وثورة مع أنهم عشرات قد امتلأت جيوبهم بالفضة والذهب لكي يقوموا بما يقومون به!! وأود أن يسأل هؤلاء وهؤلاء أنفسهم: لماذا بعد كل هذا الدعم اللوجسيتي والإعلامي لايزال الشعب السوري صامدا؟.. ولماذا بقي رغم مؤمرات الغرب وتسهيلات العملاء وتعاون بعض الدول العربية التي توقن بأن وجودها مرهون بالخارج.. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يصلح إجابة بعد أن تنكرت بعض الدول العربية لسوريا وانشغلت بعض الدول فيما يحدث في داخلها.. هو صمود الشعب السوري والتفافه حول بعضه البعض ورفضه أي محاولات لضربه أو إحداث فتنة طائفية في داخله.. الشعب السوري يا قوم باق فكلنا زائلون وهو باق, ما بقيت الحياة.. وطرد الدبلوماسيين السوريين الذي بدأ غربيا وسوف ينتهي عربيا لن يفت في عضده ولن يزحزح إيمانه بأنه يتعرض لمؤامرة مقيتة لا تنعم بنتائجها سوي أمريكا وإسرائيل وبعض الدول التي تبدو من اسمها عربية لكنها غربية حتي النخاع في أطماعها.. ورغم ذلك فالشعب السوري يقوم بإصلاحات مهمة في دستوره ويعيد انتخابات مجلس الشعب ويقوم بالتنمية في أكثر من مجال ولن يهرب من الميدان مادامت قد فرضت عليه الحرب.. المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي