مركز التطوير المهني بجامعة دمنهور يعقد أولى لقاءاته التعريفية    محافظ كفرالشيخ يهنئ الأهالي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الإحصاء: إيطاليا أعلى دول الاتحاد الأوروبي استثمارا في مصر خلال 10 سنوات    تعديات على الأراضي ومحال وكافيهات.. الجيزة تشن حملات لرفع المخلفات بالوراق وامبابة    حملات لرفع القمامة وإزالة مخالفات البناء في الوراق وإمبابة بالجيزة    بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض    روسيا تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك الأوكرانية    لمواجهة التحديات الإقليمية.. الرئيس السيسي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية    وزير الزراعة يستعرض مبادرة إنشاء منطقة لتخزين الحبوب في مصر أمام دول البريكس    بيراميدز: يجب اعتبار سموحة خاسراً أمامنا.. و ما حدث ليس ظرف قهري    أحمد حسن: الأهلي يناقش 3 عروض سعودية لرحيل هذا الثلاثي    الزمالك يمنح 200 ألف دولار للمثلوثى والجزيرى من مستحقاتهما المالية    قرار من القضاء في محاكمة البلوجر نادين طارق بتهمة نشر فيديوهات فاضحة    "في مستوى الطالب الفضائي".. استياء طلاب الثانوية العامة بالفيوم من امتحان الفيزياء    14 سبتمبر.. نظر جنحة مشرف الأمن في واقعة إمام عاشور ضد "الصقر" أحمد حسن بتهمة التشهير    قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة يحتفل برموز إذاعة صوت العرب بمناسبة 71 عاما على انطلاقها    سلمى أبوضيف: قصة حبي حصلت صدفة والضرب في "أعلى نسبة مشاهدة" حقيقي    الصحة تعلن فحص 2.7 مليون سيدة ضمن مبادرة «العناية بصحة الأم والجنين»    علامات مبكرة للذبحة الصدرية.. لا تتجاهلها واذهب للطبيب فورا    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    توريد 610144 طنًا من الأقماح لمراكز التجميع بالشرقية    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    عادل حسين مدرباً لفريق سيدات الزمالك لكرة القدم    "العمل": برامج تدريبية فى الطاقة الشمسية لشباب الأقصر    وزير الري يُعلن موقف المشروعات الجاري تنفيذها بأجهزة الوزارة عن العام المالي 2023 - 2024    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    «رأسه أكبر من المعتاد».. أم تلقي بابنها من الطابق الثاني    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجي بولاق أبو العلا ل28 يوليو    نقيب التمريض تؤكد: مجلس النقابة سيظل داعمًا للوطن وقيادته    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    غدا.. قطاع الإنتاج الثقافي يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو على ساحة الهناجر بالاوبرا    "ولاد رزق 3".. حالة حب من الجمهور أم ناجح فنياً ؟    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني    الاتحاد الأوروبي يعلن توسيع العقوبات المفروضة على روسيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    «إكسترا نيوز» تعرض تقريرا حول جهود الدولة في دعم ذوي الهمم    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    جليلي وبيزشكيان يتنافسان في جولة الإعادة الرئاسية في إيران    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    امتحانات الثانوية العامة 2024.. طلاب علمي يشكون صعوبة الفيزياء وارتياح بالشعبة الأدبية بعد التاريخ بالمنيا    استطلاع: 66% من الإسرائيليين يؤيدون اعتزال نتنياهو للحياة السياسية    انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الموريتانية    السياحة تكشف حقيقة التحذيرات البريطانية والأمريكية لرعاياهما بشأن السفر إلى مصر    ‬صحة جنوب سيناء تطلق 4 قوافل طبية مجانية بقرى ووديان رأس سدر    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا الليلة    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    رمضان صبحي يخضع لجلسة استماع ثانية من أجل حسم مصيره في أزمة المنشطات    اليوم.. الحكم علي كروان مشاكل وإنجي حمادة بتهمة نشر الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حظك اليوم| برج العذراء السبت 29 يونيو.. بشائر النجاح والتغيير بنهاية الشهر    لقطات من حفل محمد حماقي في «ليالي مصر».. شكر «المتحدة» وأعلن موعد ألبومه الجديد    وزارة التربية العراقية: نتائج الثالث متوسط 2024 محافظة الكرك    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة المضادة‏...‏ الغرب ليس بريئا‏!‏

لا أحد يجادل في أن الربيع العربي هو تسمية غربية أطلقتها مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري علي صحوة الشعوب العربية التي أطاحت بنظم وافتعلت جذور دول أخري ولا يماري أحد في أن هذا الربيع العربي هو من صنع الشعوب العربية التي شعرت بالظلم سنين عددا ففاض بها الكيل, وهبت من غفوتها لتقتلع الأخضر واليابس... صحيح أنها قد تأخرت طويلا وتركت بعض الحكام يخلطون من ميزانيتهم الشخصية وميزانية دولهم ويعيثون في الأرض فسادا..
إلا أنهم هبوا وانتفضوا.. وهنا فقط أطلت القوي الغربية التي لم يكن لها من دور في البداية اللهم إلا دور المراقب... لكن بعد ذلك حاولت هذه القوي أن تتدخل ليس من أجل سواد عيون الشعوب العربية في مصر وليبيا واليمن وسوريا ولكن من أجل مصالحها.. وكلنا يعلم أن مصالحها تأتي وتنسجم في الفوضي التي يجب أن تعم المنطقة.. أو في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي عبرت عنه يوما كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عندما قالت أنه لا يتحقق إلا من خلال الفوضي البناءة, وتغيير جغرافيا وديموغرافيا المنطقة بما يخدم مصلحة أقوي دولة في العالم, وهي أمريكا..!
الغريب أن بعض الصحف الغربية قد تخلت عن الحديث عن الربيع العربي واستبدلته بما اسمته الشتاء الإسلامي.
لكننا في شغل عن هذه التسمية الجديدة, وما تعنيه من تغيرات في التوجهات الغربية وتلقفنا الربيع العربي وأخذنا نعيد ما نسجناه حوله.. فاختلطت الحقيقة بالتاريخ بالخرافة, وكأننا تروس في ماكينة الاطماع الغربية دون أن ندري.. وهذا حق؟! وإلا فبالله عليك لماذا اعقب الربيع العربي في ليبيا حديث عن تقسيمها إلي إقليم برقة وفزان وطرابلس! ولماذا يصرون علي تقسيم اليمن ليس إلي شمالي وجنوبي كما كان, ولكن إلي عدة اقاليم, ولماذا يشعلون الحرائق في مصر ويجيشون الجيوش مرة باسم الدستور ومرة أخري باسم الرئاسيات, ومرة ثالثة باسم البرلمان... وعن سوريا.. فحدث ولا حرج... فقد اختلط الحابل بالنابل وضاعت المعارضة وسط جموع المؤيدين, وكل منهم يعتبر نفسه قيادة وانقسمت جماعات المعارضة منذ اطلقت بعض الدول العربية ما يعرف بتسليح المعارضة, وقامت بتوزيع المال والسلاح عليها... فانقسم الآخرون حول هذه الغنائم وضاعت صرخات المعارضة.. مثل هذا التحذير أطلقه الفرنسيون عندما قالوا إن تسليح المعارضة السورية قد يؤدي إلي حرب أهلية في البلاد لن تبقي, ولن تذر!! باختصار لقد تحول الربيع العربي إلي أداة في يد القوي الغربية تحقق به ما تشاء وقتما تشاء! والمؤسف أنه لا وجود للشعوب العربية التي فجرت ثورة هذا الربيع إلا في بعض الاذهان... لكن ما يحدث للاسف الشديد باسم الربيع العربي قد خرج عن مساره الطبيعي, وأنتقل إلي مسار التخريب والحرق.. مع أن دروس التاريخ القديم والحديث والمعاصر تؤكد لكل ذي عينين أن المظاهرات لم تصنع نهضة أو حضارة, ولكن العمل الشاق والمضني! المؤسف أن هذه القوي الغربية التي تبكي اليوم علي اللبن المسكوب هي من كانت تساند هذه النظم ضد شعوبها, فاستبدت هذه النظم, وتحولت إلي ديكتاتوريات في القرن الحادي والعشرين لكن هذا لم يمنع من صدور بيانات غريبة تشيد بعدالة الحكم ومرونته وخلقه القويم في التعامل مع أفراد الشعب!.
وكلنا يذكر أن السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية كانت تشتد بقوة وحسم حكومة أحمد نظيف, وتري أنها لا تزال تحكم قبضتها علي كل شيء في مصر.. لكن عندما تبين لها أن الشعب المصري قد هب من فوره واقتلع الحكومة ووضع رأس النظام في السجن مع وزرائه الميامين لم تخجل, وعادت لتشيد بالشعب مثلما كانت تشيد بالأمس بالحكومة! معني ذلك أن مصر باقية والشعب باق, أما النظم والحكومات فزائلة.. ولذلك راعت الحكومة الأمريكية مصالحها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية, ولم تخجل أن عادت وتظاهرت أنها تقف إلي جانب الشعب!.
قد يكون هذا صحيحا في بداية الثورة, لكن عندما امتطتها للاسف لصالحها, وسيرت بعض قياداتها بما يخدم مصالحها, فكأنما قد عادت إلي مسيرتها الأولي, وتذكرت أن لفوضي يجب أن تحل في البلاد.. فادعت تحت اسم الربيع العربي أشياء وأشياء.. لكن الحقيقة أنها توظف هذا الربيع لخدمة مصالحها التي لا تتحقق إلا بالفوضي للاسف الشديد! وقد انطلت علينا هذه المظاهر, وبرغم حديث أوروبا مثلا عن الشتاء الإسلامي, بل عن الربيع الأوروبي خصوصا بعد فوز الاشتراكيين في فرنسا واليونان.. إلا أننا لا نلقي بالا لكل هذه الاحداث واختفينا بالربيع العربي الذي أصبح مطية لأمريكا تفعل به, وبنا ما تشاء.. وأخذت قيادات هذا الربيع أو من بددوا قيادات وأغدقت عليهم ومسحت عقولهم, بحيث أصبحت معظم هذه القيادات لا يري في الكون سوي أمريكا ناطقين باسمها ليل نهار مسبحين بحمدها.. أما الشعب الذي هاج, وماج وصنع الثورة فلا يتلفت له أحد!!.
إننا يا قوم أمام مفترق طرق: إما أن نصنع المعجزات, وإما أن نستأنس ونسير وفق ما خططت لنا القوي الغربية, وبذلك يتم تفريغ الثورة من معناها التغييري ونسير, كما كانت تسير القيادات السابقة التي انقلبت عليها الثورة في ركب القوي الغربية .. وهذا البديل الثاني هو المطروح للاسف الشديد إذا ظللنا نتشدق بالربيع العربي ونسينا أنه أصبح ألعوبه في يد أمريكا, وبعض القوي القريبة تحقق به مصالحها.. أما مصلحة الشعوب في الحرية والخير والعدالة الاجتماعية, فهي شعارات وكفي!!.
البعض يريدني أن أثق في أمريكا, ولا أثق في القيادات العربية.. هذا أمل عظيم لأن أمريكا والقوي العربية لا تريد لبلادنا سوي الفوضي, أما شعارات الديمقراطية, وحقوق الإنسان.. فلا معني لها! وعندما اشتاط الغربيون غضبا عندما هبت مظاهرات وول ستريت كسرت هذه القوي عظام من قام بالمظاهرات حتي عاد الشارع إلي هدوئه المعتاد, ولم تبال هذه القوي بشعارات ومباديء الحرية وحقوق الإنسان! أريد أن أقول أن ثورات الربيع العربي قد حدثت لأن الشعلة قد انتقلت من تونس إلي مصر إلي ليبيا إلي اليمن, فسوريا والبحرين.. ولم يكن للقوي الغربية أي دخل في هذه الثورات في البداية.. لكن تدخلت هذه القوي بعد ذلك, وحاولت أن توجه الثورات لخدمة أهدافها ومصالحها التي هي بالضرورة ضد مصلحة الشعوب العربية.. ولكي يستمر الاستبداد.. و يحكم الاستعمار الجديد قبضته علينا كان لابد من حجة... وهي هنا الربيع العربي الذي أصبح أضحوكة في يد القوي الغربية... كما أصبح وسيلة ناجعة لتحقيق ما عجزت عنه هذا الاستراتيجيات الاستعمارية من وجود عسكري وثقافي.. والقواعد التي انشأتها هي خير مثال علي ذلك كذلك الافواج التي تأتي من هناك أو تسافر من هنا.. وقضية التمويل الاجنبي ليست ببعيدة عن الاذهان!.
بكلمة أخيرة: إن ثورات الربيع العربي هي من صنع أيدينا, ويجب أن نحافظ علي عفويتها, ونقاءها بعيدا عن الغرب!..
المزيد من مقالات د‏.‏ سعيد اللاوندي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.