شهدت الأزمة السورية أمس تصعيدا علي المستويين السياسي و الميداني; حيث عقد في العاصمة القطرية الدوحة أمس اجتماعان وزاريان لبحث الأزمة, فيما استمر سقوط القتلي و المصابين جراء الاشتباكات بين القوات الحكومية و المعارضين المطالبين بإسقاط النظام. و أثناء اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري في الدوحة, طالبت قطر المبعوث الدولي كوفي أنان بوضع جدول زمني لمهمته في سوريا, كما طالبت مجلس الأمن الدولي بإدراج خطة أنان تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة و الذي يسمح بالتدخل العسكري. و قال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إنه من غير المقبول أن تستمر المذابح و نزيف الدماء بينما تسير خطة المبعوث الدولي بلا جدول زمني محدد, و اتهم النظام السوري بتجاهلها. من جانبه, حذر مبعوث السلام الدولي كوفي أنان من أن سوريا تنزلق صوب حرب شاملة. وأكد أن الشعب السوري هو من يدفع ثمن الخلافات الدولية حيال الأزمة في بلاده, مشددا علي أنه يعمل لإيجاد مخرج من هذه الأزمة. وأوضح أنه ليس مع طرف دون طرف, مشددا علي ضرورة وقف العنف المسلح, لافتا إلي أن خطته ذات النقاط الست لم تطبق كما ينبغي. وأشار إلي أن العنف في سوريا توقف في12 أبريل الماضي لكن ذلك لم يستمر, واصفا مجزرة الحولة بحمص بأنها من أسوأ الفظائع, داعيا الرئيس السوري بشار الأسد إلي تقديم المزيد فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسري. وأكد أن الأولوية لوقف العنف, وينبغي علي المجتمع الدولي أن يتخذ مواقف موحدة إزاء الأزمة في سوريا, مشددا علي ضرورة عدم وضع الحكومة السورية للعراقيل أمام مهمته. فيما قال المعارض السوري برهان غليون إن روسيا أصبحت جزءا من المشكلة ويجب أن تحث الرئيس الأسد علي التخلي عن السلطة. و أضاف أن روسيا بدعمها للنظام السوري ولبقاء الاسد أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل مشيرا إلي أنها لو تعاونت من أجل التوصل لصياغة تجعل الأسد يتخلي عن السلطة ستصبح جزءا من الحل. ميدانيا, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ستة جنود في محافظة درعا بجنوب سوريا وثمانية آخرين علي الأقل في اشتباكات علي مشارف العاصمة دمشق. وتابع المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات السورية ومقاتلين من المعارضة في درعا مما أسفر عن مقتل ستة جنود سوريين علي الأقل. وأضاف أن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس في الغوطة قرب دمشق مما أسفر عن مقتل ثمانية جنود سوريين علي الأقل.وقال المرصد إن مدنيين قتلا أمس أحدهما أثناء مداهمات للجيش في دمشق والآخر في اطلاق للنار في مدينة حمص ويقول نشطاء إن الجيش يقصف أحياء للمعارضة. من جانبه, قال قاسم سعد الدين الناطق باسم الجيش السوري الحر إن الجيش سيستأنف عملياته الدفاعية عن المدن السورية بعد انتهاء المهلة التي حددتها القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل للنظام السوري لوقف العنف. واشار إلي أن خطة المبعوث الدولي المشترك كوفي أنان فشلت بسبب خروقات النظام لها. و شدد علي أن الجيش الحر لن يشن هجمات علي القوات النظامية بل سيكون الحامي فقط للمدنيين من الهجمات القوية التي تشنها قوات النظام علي المدنيين. كما كشف محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري المعارض عن أن المجلس بدأ تحركا من أجل تقييم قدرات النظام العسكرية استعدادا لأي تدخل عسكري في المستقبل. وقال إن المجلس يقوم بجمع معلومات من الضباط حول السلاح في المؤسسة العسكرية للنظام, سيتم عرضها علي الجهات الدولية والعربية والجهات التي تسعي للتحرك علي المستوي العسكري.وأضاف أن المجلس طالب بحث مسألة تشكيل تحالف دولي عسكري خارج نطاق مجلس الأمن للتدخل في سوريا, لافتا إلي أن هذا الأمر من المهام الأساسية التي يجب القيام بها لاسيما وأن النظام يرفع حد الاستنفار العسكري وهناك معلومات تشير إلي استخدام الحل العسكري الكامل وإبادة بعض المدن, وهذا يعد مؤشرا خطيرا لابد من التصدي له بشكل أو بآخر, ومنوها بأن هذه الخطوة تأتي ضمن المسؤولية التاريخية للمجلس وأيضا للمجتمع الدولي. في الوقت نفسه, نفي مصدر سوري مطلع صحة ما تردد أمس في مدينة حمص وريفها من شائعة روجتها المجموعات المسلحة المتواجدة في بعض أحياء حمص عن إمكانية استخدامها لقذائف صاروخية مزودة بغازات سامة أو كيماوية تجاه قوات حفظ النظام.و اعتبر المصدر أن سبب ترويج مثل تلك الشائعات إلي محاولة المجموعات المسلحة لبث الذعر في نفوس الأمن السوري.و في واشنطن, وجهت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية رسالة إلي الشعب السوري أكدت فيها أن العالم يقف إلي جواره ولن يتجاهل محنته, فيما وجهت رسالة أخري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه قد حان الوقت لوضع حد لانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان ضد شعبه كما حان الوقت لتنحية الأسد حتي تتمكن سوريا من تحقيق العملية الانتقالية بشكل سلمي وديمقراطي.