غداة اغتيال النائبة البريطانية جو كوكس، أعلنت الشرطة تلقيها بلاغات سابقة من نائبة حزب العمال البريطانى ونجمه الصاعد تفيد بتلقيها رسائل تهديد. وقال بيان شرطة لندن إن «الضباط تلقوا من النائبة جو كوكس بلاغات عن اتصالات تهديد فى مارس الماضى أسفرت عن اعتقال رجل فى إطار التحقيقات وتوجيه التحذير له»،مضيفة أنه لم يكن ذات الرجل الذى تم إلقاء القبض عليه بعد الحادث فى غرب يوركشير ويدعى توماس ماير. ولم تعلن رسميا دوافع القاتل إلا أن شاهد عيان قال إن القاتل كان يهتف خلال الهجوم على كوكس «بريطانيا أولا» وهو اسم جماعة يمينية بريطانية متطرفة تصف نفسها على موقعها الإليكترونى بأنها «حزب سياسى وطنى». ونأت الجماعة بنفسها عن القاتل، وقالت إنه ليس له صلة بها وأدانت الهجوم. وذكرت منظمة «ساذرن بوفرتى لو سنتر» للدفاع عن الحقوق المدنية أن الرجل الذى يشتبه بأنه القاتل من أنصار مجموعة للنازيين الجدد تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها،وله تاريخ طويل مع التيار القومى الأبيض المتطرف. وأضافت أنه «وفقا لوثائق حصلت عليها، فإن ماير من الأنصار الأوفياء ل»التحالف الوطنى» الذى كان لعشرات السنين أكبر منظمة للنازيين الجدد فى الولاياتالمتحدة. وتابعت أن ماير انفق أكثر من 620 دولارا فى أعمال لمجموعة "التحالف الوطنى" التى تدعو الى بناء "أمة من البيض فقط". كما قال شقيق ماير ، أن توماس أصيب باضطرابات نفسية وخضع للعلاج فى وقت سابق. وقال فى تصريحات لصحيفة "ديلى تلجراف" البريطانية "لا استطيع أن أصدق..شقيقى ليس عنيفا ولا مسيسا.. لكنه أصيب فى الماضى بمرض نفسى وكان يحصل على المساعدة اللازمة". وشارك المئات فى بريطانيا فى وقفات حدادا على النائبة الراحلة حيث أقيمت إحدى الوقفات فى كنيسة بيرستال غرب يوركشير، مسقط رأسها، والأخرى خارج مقر البرلمان فى ويستمنستر وسط العاصمة لندن.كما وضع بعض الأشخاص الزهور خارج مجلسى البرلمان بينما ألقى آخرون الزهور على منزل كوكس وأسرتها على نهر التايمز. ونعى ساسة بريطانيون وزعماء أوروبيون وعالميون كوكس وعبروا عن صدمتهم لمقتلها حيث قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن مقتل كوكس التى عملت فى حملة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عام 2008 هو مأساة، مضيفا"خسرنا نجمة كبيرة، كانت نائبة رائعة ذات قلب كبير، إنها أنباء مروعة". كما أكد زعيم حزب العمال جيرمى كوربين فى بيان أن "حزب العمال كله وأسرة العمال، وفى الحقيقة البلد كله، يشعر بالصدمة لحادث القتل المروع، جو توفيت وهى تؤدى واجبها العام فى قلب ديمقراطيتنا، تستمع إلى الناس الذين انتخبت لخدمتهم وتمثلهم. فى الأيام المقبلة، ستكون هناك أسئلة ينبغى الاجابة عنها بشأن لماذا وكيف ماتت". كما قالت المرشحة الديمقراطية الأمريكية هيلارى كلينتون "إنها شعرت بالرعب"، ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم بأنه "مروع" لكنها قالت إنها لا تريد أن تربط بينه وبين الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي. وقالت الشرطة إنها ليست فى وضع يسمح لها بالحديث عن دافع الهجوم. كما صرح بريندان زوج كوكس بأن زوجته كانت تؤمن بعالم أفضل وحاربت من أجله كل يوم فى عمرها بشغف وحب للحياة. وطالب نواب فى البرلمان أمس بتخفيض حدة الاستقطاب السياسى وحملات التخويف خلال الأسبوع المتبقى قبل إجراء الاستفتاء المصيرى حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبى ،خاصة مع تأكيد البعض من تلقيهم تهديدات مماثلة لتلك التى تلقتها كوكس فى وقت سابق.