تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الخميس 4 يوليو 2024    وزير السياحة والآثار: نستهدف الوصول ل 30 مليون سائح بحلول 2030    ملابس داكنة ولافتات سوداء، متظاهرون داعمون لغزة يحتلون سطح البرلمان الأسترالي (صور)    قصف مدفعي إسرائيلي ل «حي الشجاعية» بقطاع غزة    دراسة: أغلب الأوربيين يساورهم الشك في قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا    رئيس الوزراء الكندي يرفض التنحي ويصر على مواجهة اليمين المتصاعد    «بي إن سبورتس»: الجيش الملكي يقترب من تعيين عموتة    نجم الاهلي السابق ينصح عبدالله السعيد بالاعتزال    انهيار عقار مكون من 5 طوابق بالمنوفية، والعناية الإلهية تنقذ السكان من الموت    حرب شوارع، قوات أمن مركزي ودعم سريع للسيطرة على مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين بأسيوط    محافظ الدقهلية: العمل الميداني سر نجاح أي مسئول وقيادة.. ونعمل على حل مشاكل المواطنين ومحدوي الدخل    فرنسا تسحب نوع "كوكاكولا" بسبب مخاطر صحية: لا تشربوه    وزير الري: نعمل على تطوير المنشآت المائية ومنظومات الري ووصول المياه لكل مزارع دون مشاكل    مع تصاعد الحرب في غزة ولبنان.. الشرق الأوسط يجلس على برميل بارود    أول تعليق من نجيب ساويرس على تعيين هالة السعيد مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 39    أول تعليق من توفيق عبدالحميد بعد تعرضه لوعكة صحية..ماذا قال؟    مفاجأة من وزير التموين للمواطنين بشأن الدعم على البطاقات التموينية (فيديو)    6 نصائح للعناية بالأسنان والحفاظ عليها من التسوس    «هيئة الدواء» تسحب عقارا لعلاج السكر من الصيدليات.. ما السبب؟    «المصري اليوم» تقود سيارة كهربائية في شنغهاي: مصر سوق واعدة    عبد الرحيم علي يشكر الوزراء والمحافظين الذين غادروا مواقعهم    ملف يلا كورة.. قائمة الأهلي.. تعثر الزمالك.. وموقف بيراميدز من المنتخب الأولمبي    مصرع طفلين شقيقين غرقا في كفر الشيخ    العثور على شاب مصاب بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    زيدان يكشف عن اللاعبين المنضمين لمنتخب مصر الأولمبي في رحلتهم إلى باريس    عمرو أديب الزمالك «نمبر وان».. وكريم عبدالعزيز يرد: أنا اهلاوي مجنون (فيديو)    حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 4-7-2024 مهنيا وعاطفيا    قصواء الخلالي: الحكومة الجديدة تضم خبرات دولية ونريد وزراء أصحاب فكر    ميمي جمال: أنا متصالحة مع شكلي وأرفض عمليات التجميل    دعاء استفتاح الصلاة.. «الإفتاء» توضح الحكم والصيغة    أول ظهور لحمادة هلال بعد أزمته الصحية    الأهلي يبحث عن انتصار جديد أمام الداخلية بالدوري    عبدالرحيم علي يهنئ المحافظين الجدد ونوابهم    التشكيل الوزاري الجديد، مدبولي يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الإدارية    وزراء خارجية روسيا والصين ومنغوليا يناقشون التعاون في المجالات الاقتصادية    "مين كبر ناو".. شيكو يحتفل بعيد ميلاده    3 أبراج تتوافق مع «الدلو» على الصعيد العاطفي    حر وقطع للكهرباء وأخطاء بالأسئلة.. دموع وشموع في امتحانات الثانوية!    «المصري اليوم» ترصد مطالب المواطنين من المحافظين الجدد    حزب الله يعلن قصف مقرين عسكريين إسرائيليين    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    ميدو: المنتخب الأولمبي «بيشحت» لاعبيه من الأندية    لميس حمدي مديرا لمستشفى طلخا المركزي    أفعال مستحبة في ليلة رأس السنة الهجرية    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    الكويت تعلن اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور    أبرز مشروعات وزير البترول الجديد بالقطاع الحكومي.. تعرف عليها    في أول تصريح صحفي له، محافظ بورسعيد الجديد يوجه رسالة إلى اللواء عادل الغضبان    حدث ليلًا| موعد إجازة رأس السنة الهجرية وحالة طقس الخميس    رئيس مجلس الوزراء يعلن موعد إجازة رأس السنة الهجرية    سعر الأرز الشعير اليوم الخميس 4 يوليو 2024 في جميع الأسواق المحلية    أدعية رأس السنة الهجرية.. يجعلها بداية الفرح ونهاية لكل همومك    اتحاد الصناعات: وزارة الصناعة تحتاج لنوعية كامل الوزير.. واختياره قائم على الكفاءة    والدة شاب تعدى عليه بلطجي بالمرج تكشف تفاصيل الحادث    أستاذ استثمار عن التغيير الوزاري: ليس كل من رحل عن منصبه مقصر أو سيئ    هاني سعيد: بيراميدز لم يعترض على طلبات المنتخب الأولمبي.. وهذا موقفنا النهائي    تعيين عبلة الألفي نائبة لوزير الصحة والسكان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من علماء الدين إلي الرئيس المقبل‏:‏
الأمن والحرية ملفات عاجلة‏..‏ والوحدة الوطنية ضمانة للاستقرار

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية جدلا واسعا حول جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجامعة الإخوان المسلمين‏, والفريق أحمد شفيق المرشح المستقل والمحسوب علي النظام السابق, يطالب علماء الدين الرئيس المقبل بأن يكون رئيسا لكل المصريين وأن يسرع بفتح حوار مع كل القوي والتيارات والأحزاب لوضع الخطط العاجلة لإنقاذ مصر وتحقيق مطالب الثورة, وإذا كانت عقود الفساد والاستبداد التي شهدتها مصر أخيرا كانت سببا لقيام الثورة فإن علماء الدين يؤكدون حاجة مصر الملحة إلي رئيس قادر علي وضع الخطط الكفيلة بإعادة الأمن والاستقرار ومواجهة البطالة وإعادة مصر إلي مكانتها اللائقة في العالم, وجمع كل أبناء الوطن تحت مظلة مشروع قومي ينهض بالأمة ويحقق طموحات الشباب المصري الذي خرج في كل ميادين الجمهورية للثورة علي النظام السابق والأهم من كل ذلك أن يحسن اختيار معاونيه ليحقق طموحات الأمة, هنا نستمع إلي شهادات علماء الدين وتصوراتهم لأولويات الرئيس المقبل.
يطالب الدكتور الأحمدي أبوالنور, وزير الأوقاف الأسبق, الرئيس الجديد بأن يكون رئيسا لكل المصريين, وعليه أن يتناسي فترة الانتخابات وما حدث فيها من تراشق بالألفاظ أو دعاية مضادة أو غيرها من الأساليب التي تحدث في الانتخابات, والتوافق مع كل الأحزاب والقوي والتيارات السياسية لترسيخ السلام الاجتماعي في الوطن وإيجاد روح جديدة في الشارع المصري تؤدي لفتح صفحة جديدة من العمل الوطني وتزيل كل المواقف السلبية التي حدثت خلال الفترة السابقة, بما يضمن للمجتمع أن يعيش في حالة تصالح مع نفسه, لأن الثورة لم تقم لكي يتشتت الشعب لفصائل وأحزاب وأطياف سياسية إنما يجب أن يكون الواقع السياسي والاجتماعي قائما علي تغليب المصلحة العليا للوطن, وأن يعمل الجميع لتحقيق هذا الهدف حتي تتصدر مصر قيادة المنطقة ويبقي اسمها عاليا كدولة عظيمة لها القيادة والريادة, وناشد الرئيس الجديد مع أول يوم لتوليه الحكم أن يدرك أنه لم يعد في حالة تنافس مع غيره من المتنافسين علي منصب رئاسة الجمهورية وأن يدعو كل القوي السياسية لحوار وطني لوضع مخطط شامل لمستقبل الأمة في كل المجالات حتي تكون نتيجة هذا الحوار ورقة عمل له ولمن يأتي بعده ليكمل خطط العمل التي إتفق عليها الجميع.
بناء الدولة الحديثة
ويري الدكتور محمد المختار المهدي, الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أن مسئولية الرئيس الجديد تتمثل في ضرورة وضع أسس بناء الدولة الحديثة,وذلك بالبحث عن الأسس التي تبني عليها الدول بناء صحيحا واستلهام العلم والتخطيط وما وصلت إليه الدول الأخري من تقدم من ناحية تنظيم شئون المجتمع في كل المجالات بحيث تبدأ النهضة مكتملة متكاملة تتعاون فيها كل الجهود والطاقات لرفع شأن الوطن جملة لا تفصيلا,وينعكس ذلك علي جميع الأطراف, فمثلا انضباط منظومة الموارد والمصارف والتعليم تعد من أهم المنظومات التي تقوم عليها الدول وتساعد في حل الكثير من المشكلات, فالبطالة من أسبابها عدم التأهيل والتدريب علي المجالات التي تنفع الأمة, والتعليم يبني الشخصية المسئولة التي ترفع شأن المصلحة العامة فوق المصالح الخاصة فتنمو القيم الفاضلة التي تؤثر في التحام قوي الشعب, كما أن التعليم يحدد هدف المجتمع العام والروافد التي تؤدي لهذا الهدف.
ويشير إلي أن موارد مصر تكفي أهلها وتزيد وهذه نقطة أساسية, لأن القرآن الكريم أشاد بمصر وجعلها خزائن الأرض ولم يقل خزائن مصر وذلك في قول الله تعالي: قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم, كما أن الدراسات العلمية تؤكد ذلك, فمشكلة مصر تتمثل في كيفية إدارة ثرواتها واستخراج خيرات الله من أرضها وتوزيعها توزيعا عادلا علي كل أفراد المجتمع علي أساسين هما: الكفاءة والحاجة, فنعطي لكل فرد بقدر ما بذل ولكل فرد بقدر ما يحتاج.
وأشار مختار المهدي إلي أن الإسلام يستهدف توزيع الثروة بين كل الأفراد لا بين طبقة معينة, وأدواته في ذلك معروفة مثل نظام المواريث والزكاة والتكافل الاجتماعي الذي يعبر عنه الإسلام بفروض الكفاية والصدقات الجارية والأوقاف الإسلامية وتشجيع النشاط الاقتصادي في التجارة والصناعة والزراعة, ويري أن هناك قضية أخري تتعلق بهذا الوضع وهي استقلال الأمة عن التبعية لأي نظام غربي أو شرقي, فإسلامها يكفيها وتفخر بأن الله أكمل لها الدين, ولو تم تفعيل كل تلك الأمور ستبني الدولة الحديثة علي أسس راسخة.
حسن اختيار المعاونين
الرئيس المقبل لا يستطيع وحده أن يقوم بكل شئون الأمة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتعليميا إلي آخر الجوانب التي تبني عليها الأمة بناء سليما, هذه مايؤكده الدكتور طه أبو كريشة, عضو مجمع البحوث الإسلامية ويضيف:الرئيس الجديد في حاجة إلي الاستعانة بغيره من المتخصصين, الذين تخصصوا وعرفوا كل ما يتعلق بأي ميدان من هذه الميادين, بحيث يكون علي النحو المأمول, كما طالب الرئيس الجديد بأن يحسن اختيار هؤلاء المتخصصين أو المستشارين من واقع الخبرة والكفاءة والمعرفة التامة علي أساس الكفاءة لا أن يكون الاختيار قائما علي مجرد الصداقة أو القرابة أو الانتماء الحزبي أو الفئوي أو المذهبي إلي آخر هذه الصلات الهامشية التي لا صلة لها بالكفاءة.
كما طالب الرئيس الجديد بإدراك أهمية هذه المناصب التي تعين علي تقديم المشورة الصالحة المتخصصة, لأن هذه المشورة هي نوع من أنواع النصيحة والنبي صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف الدين النصيحة, وقول الله عز وجل فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون, وعلي الرئيس أن يدرك أن أداء مصالح الأمة يأتي في المقام الأول من أولويات الأمانات والله تعالي يقول: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها.
وأضاف أبو كريشة قائلا: من الأولويات التي يجب أن تكون في المقام الأول, إشاعة الأمن في البلاد, لأنه دون الأمن لا يمكن أن يتم بناء في أي ميدان من الميادين الأخري.
مطالب عاجلة
ويؤكد الدكتور محمد نجيب عوضين, أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن الرئيس المقبل ينظر له جميع المصريين علي أنه القادر علي أن يخرجهم من الأزمة الراهنة ويحقق كل الطموحات والأحلام التي قامت من أجلها ثورة25 يناير, مشيرا إلي أن الأماني العاجلة للمواطنين هي الأمان والاستقرار والعدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الدخل بين المواطنين وحل المشكلات المهملة منذ عشرات السنين كالبطالة التي تعاني منها أغلبية الأسر المصرية, وعلي الرئيس الجديد أن يقنع الناس ببذل كل الجهد وإعادة دورة العمل والإنتاج, وهذه الطموحات تتحقق عندما يكون الرئيس الجديد رئيسا لكل المصريين, وعليه أن يراعي في قراراته ترتيب الأولويات لأن هناك أمورأ جانبية لا نحتاج للتصدي لها حاليا ويلزم تهيئة الجو قبل أن نشرع في القيام بها حتي تتحقق الأولويات أولا من صحة وتعليم واقتصاد وغيرها, وأيضا هناك تحد كبير يتمثل في الاهتمام بالمخاطر التي تهدد حدودنا من كل اتجاه, والتوافق الشامل مع كل الأطياف وإقامة حوار هادئ مع كل أجهزة الرأي العام والعودة بها إلي حيادها المعروف, وألا يضحي الرئيس الجديد مهما تكن الأسباب بمكاسب الثورة وألا يكف عن محاسبة الذين تسببوا في إراقة الدماء وفي الفساد وإضاعة ثروات البلاد وينبغي أن يسير في كل هذه القضايا في خطوات متوازية ومتسارعة.
دعم الأزهر وجامعته
ويناشد الدكتور رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية الرئيس المقبل بدعم الأزهر الشريف وجامعته والاهتمام بالتعليم الأزهري لأن مكانته في البلاد الإسلامية ترتبط بالأزهر الشريف ولا بد من العناية بهذا المعهد العريق والكعبة العلمية التي ينظر لها العالم الإسلامي نظرة إجلال وترسل دوله أبناءها إلي هذا المعهد لتلقي العلم الوسطي الذي لا يتعصب لمذهب معين, ليقوم بدوره داخل مصر لنشر العلم ودعم جامعة الأزهر التي لا تحظي بالدعم المالي مثل الجامعات الأخري, ودعم العلاقات مع الدول الإسلامية من خلال إنشاء مراكز علمية تابعة للأزهر تنشر الثقافة الإسلامية الوسطية التي لا تتعصب لأي مذهب.
ويضيف الدكتور رأفت عثمان, أن الظروف التي يمر بها العالم حاليا, تتطلب أن تمتلك مصر أدوات القوة وهنا أقول لابد من السعي الحثيث لتكون مصر من الدول النووية وعلي الرغم من الصعوبات الدولية التي ستقف في هذا الطريق فإننا يجب أن نسلك هذا الطريق بأي طريقة حتي نستطيع أن نمتلك أدوات القوة التي ترهب الأعداء, لأن التفوق العسكري يقوم علي التفوق النووي ولابد أن يكون هذا ضمن الأهداف التي يسعي الرئيس الجديد لتحقيقها, ووضع الخطط الخاصة باستصلاح الأراضي الصحراوية بعد أن تقلصت الرقعة الزراعية في السنوات السابقة وأهمل النظام السابق هذه القضية المهمة ولم يبذل أي جهد في هذا المجال وكان يمكن استصلاح مليون فدان كل عام وهذا ليس أمرا صعبا ولابد أن نسير في هذا الطريق لتحقيق الرخاء ومواجهة الأزمات التي حدثت بسبب نقص رقعة الأرض الزراعية.
العدالة في توزيع الثروة
أما الدكتور عبد الفتاح إدريس, رئيس قسم الفقه جامعة الأزهر, فيطالب الرئيس الجديد بالعمل علي إعادة توزيع الثروة لأن الخلل الذي أحدثه النظام السابق في توزيع الثروة أوجد نوعا من الطبقية بين فئات المجتمع وهو أشد وأنكي من الطبقية التي كانت موجودة في النظام الملكي, وعليه أن يراعي محدودي الدخل والفئات الفقيرة وذلك بالتوسع في مجالات التصنيع لاستيعاب العمالة المعطلة وأن يقدم يد العون لكل مستثمر جاد بشرط أن يقابل ذلك تعيين عدد من الشباب برواتب تناسب متطلبات الحياة, وعليه ألا ينهج سياسة التمييز بين أفراد المجتمع سواء بسبب الفكر أو الميول أو الانتماء السياسي إنما يعدل بين الجميع لأن نظام الوساطة والمحسوبية كان معولا من معاول هدم النظام السابق وسيكون معولا لهدم أي نظام يقوم عليه بعد ذلك.
كما يطالب الرئيس الجديد بأن ينتهج سياسة خارجية تحقق مصالح الوطن وأن الأيام أثبتت أن مصر عندما أعطت ظهرها لإفريقيا في السنوات الماضية جعلها تستجدي حقها في مياه النيل بأسلوب أقرب إلي إراقة ماء الوجه, ولذلك لابد أن تقوم مصر بمد يدها لجميع الدول الإفريقية وجميع الدول التي ليس لها أطماع استعمارية, كما أن مصر في هذه المرحلة تحتاج لدعم الدول الغنية دون تبعية أو إذلال لأن مصر حاليا في حالة كبوة وتحتاج للخروج من هذا النفق بمساعدة الدول الغنية لكن بشرط ألا تكون معونات مشروطة, وكذلك علي الرئيس الجديد أن يسعي لتطبيق شرع الله عز وجل في كل مناحي الحياة, لأن ما نشاهده من تذمر الناس من القوانين الظالمة في مجال العلاقات الأسرية أو غيرها يكون بسبب البعد عن تعاليم الإسلام وقد إستبشر الناس خيرا بحصول التيارات الدينية علي أغلبية البرلمان من أجل تحقيق ذلك المنهج.
حقوق غير المسلمين
ويشير الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية, إلي أن الرئيس المقبل لابد أن يؤكد حقوق غير المسلمين, لأن الدين الإسلامي يحمل الكثير من التعاليم التي تحمي حقوق كل الناس مسلمين, وغير مسلمين وقد نظم الإسلام علاقة المسلم بغير المسلم في جميع المجالات وحدد حقوق كل منهما وصلته بالآخر, لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات, فغير المسلم في بلاد المسلمين له حق الإقامة آمنا مطمئنا علي دمه وماله وعرضه وعلي كل شئون حياته, والإسلام يفرض علي ولي الأمر أن يقوم بحمايته من كل من أراد به سوءا من المسلمين أو من غير المسلمين, وقد أوصي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي هذا في الحديث الشريف عندما قال: من ظلم معاهدا أو انتقص حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة, أيضا من ضمن الحقوق حق التنقل بحرية للتجارة, وله حق البقاء علي عقيدته وأداء عباداته وفقا لعقيدته, كذلك له حق التعامل مع المسلمين بجميع أنواع المعاملات.
حقوق المرأة
ويضيف الدكتور حامد أبو طالب أن حقوق المرأة من أهم المطالب التي يتعين علي الرئيس المقبل النظر إليها لأن هناك هجمة كبيرة علي المرأة في الوقت الحالي, وهناك من يحاول انتقاص حقوقها وردها إلي ما كانت عليه في الماضي السحيق قبل الإسلام, وهنا نقول إن الإسلام أعطي للمرأة حقها وأسكنها في المكانة اللائقة بها, وقد صور لنا القرآن الكريم الظلم الذي كان يقع علي المرأة في قول الله تعالي: وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون, وقد جاء الإسلام الحنيف وعالج هذه القضية رافعا الظلم الذي يقع علي المرأة واقتلع من نفوس الناس كراهيتها وغرس حبها, وأوجب عليهم المساواة المطلقة في المعاملة والعطف والحنان الأبوي بين الذكور والإناث وذلك في قول الله تعالي: اعدلوا هو أقرب للتقوي, والتصدي لكل من يحاول أن يهدر حقوق المرأة وهذا من أهم واجبات الرئيس الجديد.
الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي
ويري الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد مصطفي محمود أن أهم أولويات الرئيس المقبل أن يهتم بالتعليم والبحث العلمي حتي تستطيع مصر أن تنهض وتواكب عصر العلم والتقدم وتعتمد علي الكوادر من أبنائها في جميع المجالات, وأن يرسل البعثات للخارج ويدعم أفراد تلك البعثات بما يمكنهم من اكتساب العلم ويشجعهم علي العودة إلي الوطن بعد انتهاء فترة التعليم بالخارج فينشرون العلم ويستفيد منهم المجتمع في كل المجالات, أيضا لابد من السعي وراء العلماء المصريين بالخارج للاستفادة منهم بالعودة إلي وطنهم الأم أو علي الأقل الاستفادة من خبراتهم في عمل دورات تدريبية داخل الوطن يحاضرون فيها علي فترات زمنية, ونطالب بتغيير الخطط القديمة التي كان النظام السابق يعتقد أنها تؤدي لتطوير التعليم والبحث العلمي, وهنا نقول إن عدد المدارس ليس معيارا لجودة التعليم وكثرة الجامعات ومراكز الأبحاث أيضا ليس دليلا علي جودة التعليم والبحث العلمي, لأن الجامعات المصرية لم تنافس الجامعات العالمية ولم تأت في مراكز متقدمة في التصنيف العالمي.
لا ترهبه قوي الشر
ويطالب الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة رئيس الجمهورية الجديد بأن يكون علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقه وأن يعمل لصالح مصر ويكون رئيسا لكل المصريين, من أعطوه أصواتهم ومن لم يعطوه أصواتهم لا يفرق ولا يميز بينهم, وعليه أن يختار أعضاء الحكومة علي أساس واحد وهو الكفاءة وليست الثقة, وكذلك ضرورة العمل علي ترسيخ القيم المجتمعية الدينية العليا وأهمها المساواة والحرية والعدالة, والنظر بعين الرحمة للفئات المهمشة, ويبذل جهده لتوفير حياة كريمة لهمويحرص علي توفير الأمن وتطبيق القانون علي الجميع دون محاباة, وعلي الرئيس الجديد أن يدرك أن المؤسسة الدينية هي صمام الأمان للمجتمع, وأن الازهر الشريف رمز الوسطية, فيعمل علي إعلاء شأن الأزهر محليا وعالميا ويرعي علماء الدين بأن يكون لهم دخل كريم يمكنهم من أداء مهمتهم والقيام بواجبهم كما يجب أن تكون لهم حصانة وأن تكون مساءلتهم أمام لجنة من العلماء وقادة المؤسسة وليس امام أي جهة أمنية, وضرورة إعطاء الازهر الشريف حق مراقبة البرامج الدينية وتقويمها ودعمها أو منعها عند اللزوم.
حماية المال العام
ومن جانبها تقول الدكتورة وجيهة المكاوي الأستاذ بجامعة الأزهر بالمنصورة إن الرئيس المقبل لابد أن يدرك أن مصر بلد ذات طبيعة خاصة, فضلا عن مرجعيتها الدينية وضمها لأطياف متعددة تحتاج من المتولي أمرها مراعاة كل تلك الأمور, وعليه أن يدرك أيضا أن الإمارة أوالرئاسة ليست مغنما بل هي مغرم ينفق الرئيس وقته وجهده في القيام بحقها وهو ما جاء في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم حين قال: إنكم ستحرصون علي الإمارة وستكون خزيا وندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة فمطلوب من الرئيس أن تكون عينه علي الماضي ليستوعب الدرس, فالشعب المصري خرج يوم25 يناير للثورة علي الحاكم الظالم ولن يخضع مرة أخري لأن السياسة اخترقت حياة الشعب ولن يترك الساسة يعبثون بمقدرات الوطن مرة أخري, لذا لابد من العمل لما فيه مصلحة الشعب وألا ينفرد الرئيس بالرأي, بل يشارك جميع القوي والتيارات السياسية وأن يقرب العلماء وأهل الخبرة, فالعلم والعدل أساسا الملك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.