ابتغوا للروح معراجا فوق الأفراح المؤجلة والأحزان المؤقتة في الدنيا، فطرحوا الدنيا أرضا ورقصوا فوق جثتها رقصة التنورة والزهد خاصتهم. ثملوا بالحب ، فراحوا يبذلون الود والرحمة للبشر والطير والحجر، حبا وكرامة لله الخالق، فهموا عن الله قوله « كونوا ربانين » ، فباتوا يسعون للتخلق بأسمائه الحسني .. إنهم الصوفيون من أصحاب الطريقة المولوية أتباع الشيخ جلال الدين الرومي . المريد في الطريقة المولوية يحمل اسم الدرويش، والتي تعني الفقير أو الراضي بأي شيء. والمولوية يرتدون عباءة بنية في إشارة إلي تراب الأرض ، تحتها ملابس بيضاء فضفاضة كدلالة علي الكفن، ويضعون فوق رؤوسهم طربوشا طويلا ، يرمز لشاهد القبر . وفي رقصة المولوية ، يخلع الدراويش عباءاتهم البنية وكأنهم يتجردون من الحياة ، يرقصون عكس عقارب الساعة في إشارة الي تبادل الليل والنهار ، ويدورون كأنهم يرمزون إلي حركة الكون . الدوران يكون بثبات القدم اليسرى التى تدور فى مكانها على الكعب، بينما تلتف القدم اليمنى على أطراف الأصابع حولها. القدم الثابتة هى الشريعة الثابتة والقدم المتحركة هى الدنيا بمتغيراتها ومستحدثاتها. وفى كل لفة يكتبون اسم الله بأيديهم وأجسامهم للاستعانة به لحفظ الشريعة أمام هول وسرعة تعاقب الأيام والذنوب . اليد اليمنى مرفوعة لأعلي تتطلب المدد من السماء، واليسرى تتجه إلى أسفل ،مشيرة إلي الأرض ومافيها من خطايا . ويبدأ الإنشاد والمديح مع صوت الناي،وترديد كلمة «الحى» ثم تنتهي الرقصة بترديد لفظ الجلالة «الله» ، فالانسان حي يرجو رحمة الله بينما هو مشدود إلى الأرض والذنوب ، وعليه أن يستعد للموت و يتخلص من كل مايعلقه بالأرض.