من ضمن السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، كما ورد في الحديث الشريف» رجل قلبه معلق بالمساجد»، ولأنها بيوت الله عز وجل، فيقصدها الناس للذكر والعبادة وقراءة القرآن الكريم، يجدون الراحة والسكينة، فتصفو النفوس وتخشع القلوب. وفى رمضان شهر القرآن والطاعات، يزداد إقبال الصائمين على بيوت الله عز وجل، لأداء الصلاة فى جماعة، وحضور دروس العلم، وأداء صلاة التراويح، فى أجواء إيمانية، تؤكد على دور ومكانة المساجد فى الإسلام، فهى مراكز للتنوير والوسطية والاعتدال، تؤدى دورها فى التوعية ونشر الثقافة الإسلامية، من خلال العلماء والدعاة، الذين يتميزون بالوسطية، ويدركون أنهم أصحاب رسالة، ويتحملون مسئولية كبرى فى مواجهة التطرف، وتصحيح المفاهيم وتوعية الشباب. ويقول الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الوزارة استعدت لشهر رمضان بخطة دعوية شامة، تقوم على نشر الوسطية والاعتدال، وتوعية الصائمين، والتواصل مع رواد المساجد، والعمل على أن تكون بيوت الله عز وجل، مراكز للتنوير والثقافة الإسلامية الصحيحة، وهناك متابعات لتنفيذ الخطة الدعوية للوزارة فى شهر رمضان، لتكون المساجد قبلة للصائمين، يقصدها الناس لتعلقهم بالأئمة والدعاة من أبناء الأوقاف، الذين استعدوا بالفعل للقيام بهذه المهمة، وهذا الدور المهم الذى يتمثل فى توعية الناس، وتثقيف الشباب وتصحيح المفاهيم . دروس وأمسيات دينية ويشير إلى أن المساجد سوف تشهد طوال أيام رمضان، الدروس الدينية التى تركز على الواقع، وتناقش قضايا الناس، وتساعد على أن تسود المودة بين أبناء المجتمع، وتحث على التواصل مع الأهل والأقارب والجيران، وتوضح أجر صلة الأرحام والعطف على الأيتام، وغيرها من القيم والأخلاق، والتى تؤدى لتحقيق الترابط والتكاتف بين الناس، أيضا فإن الدروس الدينية فى المساجد سوف تركز على قضايا الشباب، وتوعيتهم بخطورة الإدمان والمخدرات، وحثهم على التمسك بالقيم النبيلة، لأننا نسعى بالفعل لغرس هذه المفاهيم بين الشباب، لأن الأمة فى حاجة لجهد الشباب فى البناء والعمل، ليتقدم الوطن، ونواجه كل الظواهر السلبية، التى انتشرت فى الفترة الأخيرة لأن غياب الوازع الديني، هو السبب الأول فى انتشار الظواهر التى عانى منها المجتمع طوال الفترة الماضية، وسيكون هناك تنوع فى هذه الدروس، لتناقش العديد من القضايا التى تهم الصائمين، وترد على كثير من الافتراءات وتصحح المفاهيم الخاطئة . غرس القيم مشيرا إلى أن اصطحاب الأسر للأطفال والشباب فى المساجد، أمر مهم للغاية، لأن أى إنسان يرتبط بذكريات الطفولة فى المساجد، وخصوصا فى رمضان، ولذلك نحرص على أن تخاطب الدروس والأمسيات الدينية جميع فئات المجتمع، ونركز على الشباب والأطفال، لأننا نريد أن نغرس المفاهيم الصحية والقيم الإسلامية لدى الأطفال منذ الصغر، وذلك حتى نربى الأجيال الجديدة على قيم وعظمة الإسلام، ونواجه الجماعات المتطرفة، التى تسعى دائما للسيطرة على عقول الشباب والأطفال، ولذلك فالمسجد هو خط الحماية الأول، فى مواجهة التشدد، ويجب أن نعلم الأطفال والشباب، مكانة المساجد وأنها بيوت الله عز وجل، ونحذرهم من رفع الأصوات فى المساجد، أو اختراق صفوف المصلين، كما أن الأئمة والدعاة سوف يتناولون هذه الأمور فى الدروس الدينية، بهدف توعية الشباب، ولدينا خطط شاملة للتوعية، ومنها الكتاتيب العصرية، التى تعنى بالحفظ وفهم المعاني، وكل ذلك بهدف أن نربى الأجيال الجديدة على القيم والأخلاق النبيلة . آداب المساجد وفى سياق متصل يؤكد الشيخ أحمد ترك، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة فى تأهيل الأئمة والدعاة، للقيام بدورهم ورسالتهم فى المجتمع، وفى رمضان هناك جهد كبير يبذل فى مجال الدعوة، نظرا لإقبال الناس على المساجد، فى هذه الأيام الكريمة، ولذلك ننصح المصلين والصائمين بضرورة احترام قدسية المساجد، وأن نراعى الآداب ونتحلى بالقيم النبيلة داخل المساجد، ولابد أن نحافظ على نظافة المساجد، وأن نعمل جميعا على أن يكون هناك الهدوء والسكينة، لأن التشويش على المصلين أمر مرفوض، ويجب أن يحرص الصائمون، على الوجود فى المسجد قبل الأذان، لحضور الصلاة فى جماعة، وعدم اختراق الصفوف، وأن نحافظ على مكتبة المسجد، وأن نعلم الأطفال والشباب هذه القيم والأخلاق . ويضيف أن إمام المسجد عليه أن ينظم الأمور داخل المسجد، وأن يتواصل مع المصلين، ويحثهم على حضور الدروس الدينية، ويحرص على مخاطبة جميع الفئات، فيحث الشباب على الجد والاجتهاد والعمل، والبعد عن أصدقاء السوء، ويشجع الأطفال على العلم وحفظ القرآن وطاعة الوالدين، ويركز على مشاكل الأسرة المسلمة، ويوجه نصائح بضرورة الحفاظ على المساجد، لأنها بيوت الله عز وجل فى الأرض، وأنها للصلاة والذكر والعبادة وقراءة القرآن الكريم، ولابد أن يحرص الجميع على أن تؤدى المساجد دورها فى نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة .