دروس العلم وحلقات تحفيظ القرآن وصلاة التراويح، أهم ما يميز المساجد في رمضان، وفي هذه الأجواء الإيمانية يقبل الصائمون علي الدروس الدينية في المساجد، بعد صلاة العصر وبين ركعات التراويح، يجدون الموعظة الحسنة، والكلمات الطيبة التي تصحح المفاهيم، وتنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وهنا يبرز دور الداعية العصري، الذي يعبر عن واقع الناس، ويتواصل معهم، لتكون المساجد مراكز للتنوير والفكر الوسطي . علماء الدين من جانبهم طالبوا الأئمة والدعاة بضرورة مراعاة فقه الواقع، ومناقشة القضايا التي تهم رواد المساجد، وتوعية الشباب بحقوق الأوطان، وتحذيرهم من خطورة الجماعات التي تتاجر بالدين، كما طالبوا بضرورة الرد علي كل ما يثار من افتراءات ضد الإسلام والمسلمين، ومن جانبها وضعت وزارة الأوقاف خطة شاملة للدروس والأمسيات الدينية في رمضان، تعتمد التركيز علي فقه الواقع وقضايا المجتمع، وتوعية الشباب، ونشر سماحة الإسلام . يقول الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إن الخطة الدعوية لوزارة الأوقاف في رمضان تقوم علي عقد الدروس والندوات والأمسيات الدينية في المساجد، وذلك للتركيز علي قضايا الواقع، وتصحيح المفاهيم ومواجهة التشدد، ونشر سماحة وعظمة الإسلام، وتحذير الشباب من أفكار الجماعات المتشددة، مؤكدا أن الأئمة والدعاة يدركون حجم المسئولية التي يقومون بها، ولذلك فهذه الدروس ستكون حلقة وصل بين الأئمة ورواد المساجد، لأننا نريد أن نشجع الناس علي التعلق بالمساجد، من خلال الإمام العصري، وسوف تركز الدروس الرمضانية علي الأخلاق والقيم والمفاهيم التي حثت عليها تعاليم الشريعة الإسلامية، لأننا في حاجة لعودة منظومة القيم والأخلاق . مراعاة الواقع وفي سياق متصل طالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة أن تركز الدروس الدينية في المساجد علي فقه الواقع وقضايا المجتمع، مشيرا إلي أن هذا مأخوذ من هدي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، فقد كان صلي الله عليه وسلم يراعي المقام والحال والمخاطب ويراعي الظروف، ولذلك ننصح الأئمة والدعاة وخطباء المساجد، بضرورة أن تكون الدروس الدينية في رمضان معبرة عن واقع الناس، وتقدم الموعظة الحسنة، من خلال مناقشة القضايا الجادة، التي لها تأثير في واقع المجتمع، وأن تقوم الدروس الدينية بتصحيح مفاهيم مغلوطة وتصويب أفكار خاطئة، وأن نركز علي مواجهة العنف الفكري، ونعمل علي توعية الشباب بقضايا وحقوق الوطن، مشيرا إلي أن فضل القيام والصيام والصلاة والترغيب والترهيب، موضوعات قتلت بحثا، والناس في حاجة إلي قضايا الواقع والعصر، ويجب أن ينزل الأئمة والدعاة للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الناس، ويتواصلوا معهم، ليكون الخطاب الديني متوافقا مع الواقع، ويعمل علي تصحيح الأفكار ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، التي تواجه التطرف وتنشر الوسطية والاعتدال . نصائح للشباب وفي نفس السياق أكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط، أن الدروس الدينية في المساجد تلعب دورا مهما في التوعية الدينية، ونشر الوسطية والاعتدال، وطالب الأئمة والدعاة بضرورة أن يكون هناك درس يومي، بهدف التواصل مع رواد المسجد، وشدد علي ضرورة أن يركز الأئمة والدعاة وخطباء المساجد علي قضايا الشباب، وأن يتم توجيه النصائح لشباب الأمة، بضرورة الالتزام بالعفة والطهارة والبعد عن الظواهر السلبية، وتحذيرهم من خطورة التعدي علي المرافق والمنشآت العامة، والتأكيد علي حقوق الأوطان، وضرورة العمل بكل جد واجتهاد، وعدم الكسل والتواكل، لأن الأمم والشعوب لا تتقدم بالتراخي، بل تتقدم بالعلم والاجتهاد والإنتاج، وكذلك يجب أن تتناول الدروس الدينية خطورة التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وضرورة أن يستفيد الشباب من الجوانب الايجابية لهذه الوسائل، ونطالب الدعاة بأن يكون هناك تنوع في هذه الدروس، فتركز علي القيم والأخلاق، وتخاطب فئات المجتمع المختلفة، وتصحح المفاهيم . التواصل مع المصلين كما طالب الأئمة والدعاة بضرورة أداء درس بين ركعات التراويح، أو بين صلاة التراويح وصلاة الوتر، هذا بالإضافة للدرس اليومي بعد صلاة العصر، لأن مثل هذه الدروس تحدث التواصل بين الأئمة ورواد المسجد، وقد حث النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، علي دروس العلم، فقال صلي الله عليه وسلم»ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله عز وجل ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»، وشدد علي أهمية تناول الموضوعات التي تهم المجتمع، والدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، لأن هناك كثيرا من الشبهات يثيرها البعض علي الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب أن يقوم الأئمة والدعاة بالرد علي كل ما يثار، لتوضيح الحقائق للناس .