متابعة - أسامة صديق: علق الدكتور علي سيد علي منسق حركة6 أبريل الجبهة الديمقراطية بأسيوط, علي نتيجة الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية بأنها صادمة, وتكشف عن وقوع التيارات الثورية في الفخ، فهي الآن تقف بين خيارين أحلاهما مر. وهما انتخاب الدكتور مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين, أو الفريق أحمد شفيق, مرشح النظام السابق, وبعيدا عن العواطف, يمكننا أن نحلل الخيارين تحليلا منطقيا. فالخيار الأول معناه هيمنة جماعة الاخوان المسلمين علي الاغلبية البرلمانية والحكومة واللجنة التأسيسية للدستور, واخيرا الرئاسة, وهو ما يعني ان السلطات الثلاث( الحكومة, البرلمان, الرئاسة) ستكون في جعبة واحدة, وهو ما يؤدي إلي ابطال دورها الرقابي تجاه بعضها بعضا مما يؤدي إلي عدم وجود رقيب علي السلطة من أي نوع, ويحصنها من المحاسبة والمساءلة, وهو ما يفتح بابا عظيما للانحراف والفساد, اضافة لزيادة الاحتقان السياسي بسبب قناعة باقي الفصائل السياسية, وفصائل المجتمع المختلفة بهيمنة الاخوان علي مقدرات البلد وإقصاء باقي شرائح المجتمع. أما الخيار الثاني فهو فوز الفريق شفيق, وهو لا يعد من المحسوبين علي النظام فحسب, بل هو من أهم أضلاع النظام التي لجأ اليها مبارك في أيامه الأخيرة من أجل انقاذ عرشه, فالفريق يعتبر الثورة عملا عدائيا ضد نظامه وضده شخصيا, وبالتالي ينتظر الفرصة ليعيد اصلاح ما هدمته الثورة من نظامه, بغية استرداد عافية النظام ثم الانقضاض علي الثورة, والانتقام من كل رموزها بل كل ما يمت لها بصلة. والفريق يعتبر الثورة والثوار وجهوا له اهانات شخصية, ليس فقط خلافات سياسية, كما يظن البعض, وكما ذكر هو في احد تصريحاته, وهو يتحين الفرصة للانتقام لنفسه, ولمبارك الذي لا يزال يعتبره مثله الأعلي بنص تصريحاته. وشفيق لا يملك رؤية واضحة لكيفية إدارة الامور في البلاد, فهو يكتفي فقط بالتهديد والوعيد, واظهار نفسه بصورة العسكري الحازم الذي سيقمع كل الاحتجاجات, ويعيد الأمن في ساعات.