هل هو أمر وارد أو مرجح أن يكون هذا الرئيس الجديد الذي يتولي شئون بلادنا في تلك الفترة الحرجة ديكتاتورا يميل دائما لأن ينفرد برأيه ولا يستمع إلي الرأي الآخر ويصم أذنيه أمام كل نقد بناء ويتمادي في عناده؟ هل نجد الرئيس الجديد يتشابه في كثير من صفات وسلوك من سبقه؟ إننا نري كثيرين يتخوفون وكانوا يطالبون دائما بوضع الدستور قبل انتخابات الرئيس حتي يتم تقييد سلطاته واختصاصاته ووضع ضوابط وضمانات تكفل ألا يتحول إلي ديكتاتور مثل سلفه بينما المنطق يفرض نفسه وبعد ثورة يناير وازالة حاجز الخوف لدي الجماهير يصبح الوضع مختلفا تماما. فالرئيس يكون ديمقراطيا وليس ديكتاتوريا لأنه يدرك أن سنوات القهر والظلم والاستبداد لن تعود وسيناريو الفساد والمحسوبية لن يتكرر فالجماهير لن تقف مرة أخري مكتوفة الأيادي مسلوبة الإرادة أمام الديكتاتورية واختيارها بالطبع كان لمن تري أن لديه المرونة والقبول للرأي الآخر والعزم علي تطبيق اكبر مساحة من الديمقراطية لتنفيذ الخطة الإصلاحية الطموحة التي اعلن عنها في برنامجه الانتخابي.. هذه الديكتاتورية البغيضة هي التي اطاحت بنظام مبارك وبناء عليه فإن الرئيس الجديد لن يكرر هذه السقطة بل يكون عازما علي أن يستفيد من الدرس ورب ضارة نافعة, فهذا الحاكم الديكتاتور الذي لقي هذا المصير الأسود أمر طبيعي أن تكون تلك نهايته وأمر طبيعي أيضا ان يخلفه حاكم يدرك أن شعبيته يحكمها مدي حرصه علي العدالة والمساواة, لقد قطعت التجربة أن الديكتاتورية لا يعقبها سوي الخراب وان الحاكم الديكتاتوري لابد ان يسقط ويلفظه شعبه وبلادنا لن يحكمها ابدا ديكتاتور مرة أخري. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد