تقع قرى النوبة على ضفتى "نهر النيل" جنوباً من مصر، ابتداء من جنوب مدينة "أسوان" حتى أعالى النيل. وقد تمتد إلى منابعه. أما فى العصور الحديثة فقد اقتصر اسم النوبة على المنطقة الواقعة على ضفتى نهر النيل بدءا من جنوبأسوان بين قريتى أدندان على الضفة الغربية ليشطر بذلك قرى النوبة إلى شطرين فوقعت قرية أدندان على الحدود الجنوبية لمصر بينما وقعت فرس على الحدود الشمالية للسودان. ومنذ ذلك الحين انتسب كل شطر منها إلى الدولة التى تتبعها. ونشأ بذلك لفظيا قرى النوبة المصرية وقرى النوبة السودانية. يتحدث أهل النوبة "اللغة النوبية" وتنقسم إلى قسمين أساسيين الفاديجيه والكنزيه ويتحدث السكان الحاليون بجانب اللغة النوبية اللغة العربية بطلاقة مع لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية بحكم اختلاطهم بالسائحين والزوار الأجانب. وعن الآثار النوبية التى من الممكن ان نشاهدها اثناء رحلتنا ما بين خزان اسوان والحدود المصرية السودانية يوجد العديد من المعالم الاثرية, وهى موزعة فى ست مناطق, وتتنوع هذه المعالم فى العمارة وفى الزمن, وتتنوع معماريا ما بين معبد او مقصورة او مقبرة او حتى جزيرة كاملة بها العديد من الآثار, وتتنوع زمنيا لانها تغطى فترة تاريخية طويلة تمتد من الاسرة الثامنة عشرة حتى العصر المسيحي. ويلاحظ ان اقدم هذه المعالم هو معبد عمدا الذى بنى فى القرن السادس عشر قبل الميلاد, ويلاحظ ايضا ان الملك رمسيس الثانى بمفرده له ستة معابد فى بلاد النوبة, وان الملك النوبى اركمانى بنى معبدا بالمشاركة مع صديقه الملك بطلميوس الرابع. وتبدأ هذه الآثار بمعابد جزيرة فيلة , وكانت فى الاصل على جزيرة فيلة , وبعد انقاذها نقلت على جزيرة اخرى مجاورة وهى اجيليكا, ويوجد فى الناحية الشمالية الغربية منها جزيرة اخرى وهى جزيرة بجة التى كان المصريون يعتقدون ان النيل ينبع من تحتها, ويلى ذلك عدد من المعالم الاثرية التى نقلت على جزيرة لا تبعد الا قليلا من السد العالى وتسمى جزيرة كلابشة الجديدة, وتضم معبد كلابشة, ومعبد بيت الوالى, وبقايا معبد جرف حسين, ومقصورة قرطاسى, ومقصورة الاله النوبى دودون, وبعض النقوش الصخرية واللوحات التى عثر عليها فى بلاد النوبة, وتم وضع هذه النقوش فى عرض متحف مفتوح على الجزيرة. ويوجد فى منطقة السبوع الجديدة ثلاثة معابد وهى معبد وادى السبوع ومعبد المحرقة ومعبد الدكة, ويوجد ايضا مقاصير ابريم والتى سيتم اعادة تركيبها, وفى منطقة عمدا الجديدة يوجد معبد عمدا , ومعبد الدر , ومقبرة عمدة النوبة المصرية ( واوات ) بنوت والذى كان يتقلد العمودية فى عصر الملك رمسيس السادس , ويلى ذلك قصر ابريم والذى كان على الضفة الشرقية لنهر النيل , وتحول موقع القصرالآن الى جزيرة بسبب ارتفاع مياه بحيرة ناصر, والزائر لن يرى سوى اطلال وجدران مهدمة , ولكن قيمة اثار الجزيرة العلمية والتاريخية انها تضم اقدم كاتدرائية فى النوبة , وتعمل بالجزيرة بعثة انجليزية منذ منتصف السبعينيات فى القرن الماضي. وتنتهى الاثار النوبية بمدينة ابوسمبل والتى تبعد عن أسوان 280 كم , ويوجد فيها معبدرمسيس ومعبد نفرتارى, واللذان يتميزان بانهما معبدات منقورات فى الجبال, ويتميزان بقصة نقلهما من موقعهما القديم, وتعامد الشمس فى مناسبتين كل عام تجذب الزائرين من كل بلاد العالم, وبالقرب من المدينة يوجد معلم اخر وهو الدائرة الحجرية بالنبتة. ومن المعروف ان الحكومة المصرية اهدت بعض الاثار النوبية إلى بعض الدول التى ساهمت فى إنقاذ أثار النوبة خلال عشرين سنة اى ما بين 1960 و1980, وهذه تضم مقصورة الليسيه, ومعبد دندور, ومعبد طافا, ومعبد دابود. ويمكن للزائر ان يزور مجموعة كبيرة من الآثار التى تم الكشف عنها وهى معروضة فى متحف النوبة بأسوان والذى تم افتتاحه عام 1997 م.