عرضت المهتمة بالشأن الأثري وعضوة مبادرة "انقذوا القاهرة" سالي سليمان، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صوراً لمعبد "كلابشة" جنوب السد العالي، وقدتحولت الأعمدة الأثرية به إلى "نصبة قهوة"، وتعلق سليمان قائلة: "هكذا نتعامل مع تراث مصر". يعد معبد كلابشة أفضل المعابد الرومانية بمصر، وذلك رغم الدمار الذي أصاب جدرانه ونقوشه إلي حد كبير. والمعبد قبل أن ينقل إلي موقعة الحالي، كان يقع علي الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 55 كم إلي الجنوب من أسوان، ومنذ بناء خزان أسوان والمعبد يغطي بالماء لمد تسعة أشهر من العام . وقدر للمعبد بعد بناء السد العالي أن يغرق تماما وإلى الأبد، لذلك قام مركز تسجيل الآثار المصرية بالتعاون مع البعثة الألمانية باتخاذ الخطوات الضرورية لانقاذ المعبد، فقام مركز تسجيل اللآثار المصرية بإعداد نموذج لبيت الولادة الألهية ( الماميزي ) الذي أستحال نقله. أما البعثة الألمانية فرأت تفكيك أحجار المعبد واختيار موقع جديد يكون في مأمن من أرتفاع منسوب المياه بعد بناء السد، وقد نجحت البعثة الألمانية في بناء المعبد من جديد في منطقة صخرية مرتفعة خلف السد العالي . وقد تم البدء في بناء المعبد في عهد الأمبراطور أغسطس منذ عام (30 ق.م إلي 14 م)، والمعبد يشبه في تخطيطه تخطيط المعابد المصرية في عصر الدولة الحديثة، فواجهة المعبد تتكون من صرح يتوسطه مدخل يؤدي إلى فناء أمامي والفناء يؤدي إلى صالة الأساطين ( الأعمدة ) وإلى الخلف من هذة الصالة نجد دهليزين يؤديان إلى قدس الأقداس ويحيط بالمعبد ممر يتضمن الجزء الجنوبي منه بئرا دائريا به سلم يؤدي إلى قاعة . أما "الماميزي" والذي كرس لعبادة والمعبودة إيزيس فيقع إلى الجنوب الغربي من المعبد، كما أن هناك مقصورة شيدت في عهد الملك بطلميوس التاسع وتقع إلى الشمال من المعبد. ويتضمن المعبد مناظر لمعبودات النوبة المختلفة مثل (ماندوليس المعبود الرئيسي للمعبد وإيزيس واوزوريس وآمون وشو وحورس وخنوم وبتاح). كما يتضمن نقوشا ديموطيقية وقبطية ويونانية، بالإضافة إلى مجموعة من المخربشات المسيحية، وكل هذه النقوش تشير إلى المعتقدات المختلفة التي تعاقبت على هذا المعبد. ولا يمكن لزائر معبد كلابشة أن يغادر قبل أن يشاهد نصين تاريخيين هامين نقشا باللغة اليونانية أولهما يؤرخ لعام 249 م ومنقوش على واجهة صالة الأساطين ويتعلق بقرار الوالي الروماني بمنع تربية الخنازير في إطار حرم المعبد ، والثاني يسجل أنتصار الملك النوبي سيلكو علي قبيلة البليميز في القرن السادس الميلادي .