خيمت الأحداث السياسية وأعمال العنف على الاحتفالات بعيد العمال فى عدد من دول العالم.وخلال قيادتها لمظاهرة عمالية فى ساو باولو، تعهدت الرئيسة البرازيلية المهددة بالإقالة بالعمل "حتى النهاية". ونددت الاحتجاجات العمالية، التى تحولت إلى استعراض للقوة لأنصار اليسار، بقرب تولى ميشيل تامر نائب رئيس الجمهورية للسلطة بعد أن أعلنت أغلبية نواب مجلس الشيوخ تصويتها لعزل روسيف فى الجلسة العامة للمجلس والمقررة نهاية الأسبوع القادم إثر اتهامات بالتلاعب فى الحسابات العامة للدولة ومخالفة قوانين الميزانية. وأشارت رئيسة البرازيل فى كلمتها احتفالا بهذه المناسبة إلى أن ما تتعرض له ليس انقلابا على حكومتها فحسب، بل هو انقلاب على الحقوق والمكتسبات الاجتماعية للعمال. وأضافت روسيف أن إجراءات عزلها من منصبها ستفتح المجال أمام خصومها للتخطيط لتقليل حقوق العمال فى قوانين العمل الحالية وخفض المعونات الاجتماعية للفقراء. كما أعلنت عن دعم آخر لجميع البرامج الإجتماعية أهمها زيادة مالية بنسبة 9٪ لبرنامج دعم الأسرة "بولسا فاميليا". وبالتوازي، خرج مئات الآلاف من العمال والمعلمين والمزارعين بمسيرات فى أنحاء دول أمريكا اللاتينية للمطالبة بتحسين الرعاية وظروف العمل، وأيضا للتعبير عن مواقف سياسية. فقد دعا نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا أنصاره إلى "التمرد" لكن بشكل "سلمي" إذا كلل استفتاء إقالته الذى وعدت به المعارضة بالنجاح. وقال أمام آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا لمناسبة عيد العمال "إذا تمكنت الأقلية المتحكمة يوما ما من فعل شيء ما ضدى وتمكنت من الاستيلاء على هذا القصر الجمهورى بطريقة أو بزخرى، فانى آمركم بأن تعلنوا التمرد وإضرابا عاما مفتوحا حتى الانتصار على". ودعا الرئيس إلى "تمرد شعبى مع حمل الدستور فى اليد". وفى مكسيكو سيتي، خرج الآلاف من العمال النقابيين فى مسيرات للدعوة لإعادة صياغة الإصلاحات الهيكيلة التى ينفذها الرئيس إنريكى بينا نييتو، وللمطالبة بتحسين ظروف العمل. وسار أعضاء ينتمون لأكبر النقابات فى البلاد، بما فى ذلك التنسيق الوطنى للعاملين فى التربية، والاتحاد الوطنى للعمال، ونقابة الكهربائيين المكسيكيين، على طول شارع باسيو دى لا ريفورما الشهير حتى وصلوا إلى ساحة زوكالو الرئيسية فى المدينة. وبدوره قال الرئيس بينا نييتو إن الحكومة وأرباب الأعمال بحاجة إلى خلق ظروف عمل أكثر جاذبية تفيد الأسر المكسيكية. وفى بيرو، خرج الآلاف من العمال بمسيرات للمطالبة بزيادة الحد الأدنى للأجور لتصبح 450 دولارا أمريكيا بدلا من 260 دولارا أمريكيا التى وصفوها بأنها لا تكفى لتغطية التكلفة العالية للاحتياجات الضرورية للأسرة، بما فى ذلك المواد الغذائية الأساسية والخدمات الأساسية. وأصدر كذلك إيفو موراليس رئيس بوليفيا سبعة مراسيم احتفاء بالمناسبة، من بينها زيادة الرواتب وإعلان التقشف بسبب انخفاض أسعار البترول. وفى أوروبا، اندلعت أعمال عنف بين شباب ملثمين وشرطة مكافحة الشغب فى العاصمة الفرنسية باريس فى يوم العمال عندما نزل الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على قانون إصلاح العمل. وذكرت الشرطة أن ما بين 16 إلى 17 ألفا شاركوا فى مسيرة باريس، لكن اتحاد العمال الفرنسى أشار إلى مشاركة نحو 70 ألفا فى المسيرة التى طالبت بسحب قانون العمل. وبدأ المحتجون مسيرتهم من ساحة الباستيل حاملين شعارات تقول "اسحبوا قانون الخمري" فى إشارة إلى وزيرة العمل مريم الخمري. وقطعت المسيرة شوارع ليون ودوميسنيل وديدرو بوليفار حتى وصلت إلى مقصدها قصر الأمة. واستمرت المظاهرات لأكثر من 3 ساعات وسط وجود مكثف للشرطة لكن الاشتباكات اندلعت بعد أن رشق شباب يرتدون الأقنعة الشرطة بمقذوفات وهتفوا "الجميع يكرهون الشرطة"، وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين ومنعهم من التحرك إلى ميدان الجمهورية الذى شغلته حركة "سهارى طوال الليل" الشبابية الشهر الماضي. وفى اسطنبول، استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين فى عيد العمال، وسط ترديد المتظاهرين لهتافات "تسقط الفاشية" و"يحيا أول مايو" وذلك لدى محاولتهم السير نحو ساحة ميدان تقسيم الشهيرة فى المدينة. وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أنه تم اعتقال 207 أشخاص على الأقل، وصادرت الشرطة زجاجات مولوتوف من المتظاهرين. وفى الولاياتالمتحدة، قالت إدارة شرطة سياتل الأمريكية إن شرطيين أصيبا بجروح وتم اعتقال عدة أشخاص عندما تحولت مجموعة من المتظاهرين فى يوم عيد العمال إلى العنف وقامت بإلقاء حجارة وزجاجات وتحطيم نوافذ. وأضافت "تم اعتقال ما لا يقل عن ثلاثة وأصيب شرطيان فى هذه المرحلة". وقالت صحيفة سياتل تايمز إن الشرطة استخدمت "كرات متفجرة" لتفريق الحشد الذى كان يلقى الحجارة والزجاجات وقام بتحطيم نوافذ فى حى بوسط المدينة. وفى لوس أنجلوس أيضا، سار مئات الأشخاص فى تجمعات بمناسبة عيد العمال استهدفت دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأمريكية بسبب تعهده خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على طول حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية.