طوال تاريخها وعبر العصور التي مرت بها المرأة المصرية فإن زيها كان ولايزال يعبر عن شخصيتها ومكانتها الاجتماعية وعملها أيضا وهو أيضا جزء من التراث المصري الأصيل. هذه الحقيقة أكدتها الأبحاث التي ناقشها المؤتمر السنوي لجمعية الحفاظ علي التراث المصري والتي تركزت علي أربعة محاور رئيسية هي: المرأة في الدولة المصرية القديمة المرأة في التراث القبطي المرأة في التراث الإسلامي نساء معاصرات. وأكدت البحوث وجود ترابط بين زي المرأة الفرعونية وعملها ومكانتها الاجتماعية, حيث اختلف زي الكاهنة عن المرأة العاملة البائعة والصانعة والعاملة بالحقول فالمرأة العاملة كانت ترتدي ثيابا عملية وتعكس تسريحتها مكانتها الاجتماعية وكانت ترتدي غطاء الرأس عادة أثناء ممارسة طقوس العبادة, بينما كانت سيدات الطبقات العليا أكثر ميلا لاتباع الخطوط الحديثة في ذلك الوقت في الأزياء وتصفيفات الشعر الأكثر تعقيدا. وقدم المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة علي التراث بحثا عن فيرنا القبطية وهي مصرية مسيحية توفيت عام344 ميلادية, وكانت قد سافرت إلي سويسرا ضمن فرقة طبية لعلاج الجرحي وتقديم دعم نفسي, وهي أول من علم سويسرا التي كانت من قبل وثنية العقيدة المسيحية وأسس العلاج من الأمراض بإستخدام الأعشاب الطبية, وكلمة فيرنا تعني بالفرعونية ثمرة طيبة ويعتبر كثيرون هذه القديسة هي أم الراهبات في أوروبا, لأنها أولهن وقد كرست وقتها لرعاية المرضي وتعليم الشباب والبنات الطهارة الروحية والدينية والنظافة الجسدية, وكانت أول من أدخل المشط المعروف في الحضارة المصرية إلي أوروبا. أفراح سيوة وتحدثت الفنانة التشكيلية سوسن عامر عن أزياء المرأة السينوية وقالت, أنها معروفة بثيابها زاهية الألوان لكنها لا تخفي وجهها خلف البرقع, وهي لا تعرف القرط أيضا بل ترتدي الجوسطاء وهو شريط جلدي تتدلي من جانبيه الأحجار الكريمة والكرات الفضية ويوضع علي الرأس ودلاياته تنزل علي الجبهة. وفي ورقته البحثية عن النماذج الرائعة للنساء المصريات المعاصرات تناول الدكتور حجاجي إبراهيم رئيس قسم الآثار بجامعة طنطا مسيرة حياة ما يقارب100 شخصية نسائية معاصرة ومنهن أنجي أفلاطون, وأمنية شكري أول برلمانية من الأسكندرية, وايريس حبيب المصري احدي مؤرخات الكنيسة القبطية وعضوة سابقة بمجلس الشوري, وتحية حليم أول فنانة تشكيلية مصرية تحصل علي منحة تفرغ لدراسة الفن في روما, وتماضر الخلفاوي التي كانت عام1987 رئيسا لمركز البحوث النووية وحكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية عام,1962 وحورية موسي التي كان لها دور في حرب أكتوبر1973, وخيرية نجيب أول عربية تتخصص في مجال السموم وترأس لجنة السموم باتحاد دولي وراوية عطية أول طنطاوية تدخل مجلس الأمة1957 وأول ضابط اتصال بجيش التحرير عام1956, وغيرهن كثيرات ممن يستحققن تخليد أسمائهن في المتاحف. وقد تم خلال المؤتمر تكريم اسمين لسيدتين رائدتين أولاهما الدكتورة سمية رمضان الحاصلة علي دكتوراه في فلسفة الأدب من جامعة دبلن بإيرلندا ومؤلفة كتاب النساء المصريات والحملة الفرنسية علي مصر ولها العديد من الأعمال النقدية والترجمات وحاصلة علي جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي عن عام2001. والثانية هي الدكتورة نبيلة ميخائيل أول عنصر نسائي يدخل المجلس المللي في الكنيسة المصرية والتي أدرجت كواحدة من أهم10 نساء في العالم في القرن العشرين وهي عضو بالمجالس القومية المتخصصة. وقد أوصي المؤتمر في ختام أعماله بتوثيق زي المرأة المصرية في العصور المختلفة, وكذلك اللغات التي سادت في كل حقبة والاهتمام بتدريس التاريخ القبطي في المناهج الدراسية وتوثيق دور المرأة التاريخي من خلال متحف يقام لهذا الهدف.