كانت عارية تماما المشجعون في كل مكان!! الصخب, والزحام, والأعلام. ثم حبسوا أنفاسهم!! حتي إذا ما سكنت الكرة الشباك, اشتعلت المدينة عن آخرها, تصرخ, وترقص!! فانسللت وحدي, أتفرج عليها, كانت عارية تماما.. هذه الحياة الدنيا!! الكرسي أبيض اللون, وخفيف, هذا الكرسي. كتبوا علي حافته: صدقة جارية, وحملوه إلي المسجد. وفيما اصطفوا جميعا, في صلاة التراويح, نسوة ورجالا, عجائز ومسنين, صبايا وغلمانا, كان معهم, يركع ويسجد ويستمع القرآن ويدعو لإخوته.. أولئك الذين حملوا للمقاهي والحانات!! لا تهملوا الرسائل, يا أصدقاء كان كابوسا مريعا, علي نحو غير مسبوق. إنها القيامة!! إنها الأهوال التي لم يرها أحد من قبل. وبينما عيناه تخرجان من محجريهما, من شدة الهلع, راح يستبق الشهادتين, لكن هيهات!! حاول الإشارة بالسبابة, لكن هيهات, هيهات!! كان كابوسا مريعا, علي نحو غير مسبوق. لا, لم يكن كابوسا مريعا, يا أصدقاء لم يكن سوي: ( انتبه يا هذا)!! ملايين الرسائل يرسلها الله كل برهة لملايين البشر, وكثيرة هي الرسائل التي جاءته من قبل آخرها, منذ عام, حين خرج حيا من حطام البيجو, علي الطريق السريع!! 1433 هجرية يحدق في بدر المحرم, ويقول: حدق فيك النبي من قبل. يتلو كلام الله, ويفكر: جري علي لسان النبي كثيرا. تصعد الصغيرة علي ظهره, فيفرح: الحسن والحسين اعتليا النبي, لما سجد. من يا تري سيفكر هكذا ويصلي ويسلم, بعد ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف, أخري. ولم أكن أفكر في خوان ميرو أجلس وحدي, ها هنا, في ظل شجرة ملونة. أقرأ( النور) ثم( الفرقان), وأنظر إلي العصافير. العصافير التي تغادر أعشاشها, وتطير بعيدا.. عند النخلة, وفوق البيوت. البيوت ملونة, هي الأخري, قرب النهر. والشمس أبدا لا تغيب, ها هنا, أنا أيضا.. لا أغادر ظل الشجرة, حتي.. بعد أن يطفئوا أنوار القاعة!!