الذين يتابعون الأعمال الوطنية الكبري التي أبدعها جيل الرواد خلال ثورة23 يوليو52 يتبين لهم أن ما أبدعوه في هذه الأعمال يصلح لكل المناسبات الوطنية القادمة مما يؤكد قدرتهم علي التعبير عن كل الأحداث التي يمر بها الوطن وهو ما أوضحه أوبريت صوت الجماهير الذي أبدعه الشاعر حسين السيد ولحنه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن ثورة يوليو52 ويقول مطلعه صوت الجماهير.. هو اللي بيصحي الأجيال.. هو اللي بيتكلم.. هو اللي بيتحكم.. هو البطل ورا كل نضال ويعبر أيضا عن صوت جماهير الثلاثين مليون مواطن وأكثر الذين اكتظ بهم ميدان التحرير يوم ثورة الثلاثين من يونيو.2013 ويعتبر الشاعر الكبير حسين السيد أحد الأعمدة التي قام عليها صرح النهضة الغنائية التي أطلق عليها النقاد زمن الفن الجميل, وشاركه فيها زملاء جيله كامل الشناوي ومأمون الشناوي وصلاح جاهين ومرسي جميل عزيز وعبدالفتاح مصطفي وأنور عبدالله وإسماعيل الحبروك وغيرهم, وكانت الإذاعة المصرية الجهة الوحيدة التي تنطلق منها إبداعاتهم وجواز مرور مشاهير الغناء في الوطن العربي, وكانت صوت القاهرة( مصر فون) الجهة الوحيدة التي تخصصت في إنتاج أغاني أم كلثوم ونجوم الغناء المصريين والعرب. وقد اشتهر الشاعر حسين السيد بكتابة الأوبريتات والملاحم الغنائية التي يشترك فيها عدد من المطربين والمطربات, وهذا ما نوضحه في حكاية أوبريت صوت الجماهير الذي شارك فيه مشاهير الغناء, وتشعر وأنت تستمع إليه الآن وكأنه يعبر عن جماهير ثورة30 يونيو التي أنقذت مصر مما كان يحاك لها من مخاطر ومؤامرات ضد مكانتها وحضارتها وتاريخ شعبها العريق. وكان عبدالوهاب موفقا عندما جمع في الأوبريت مشاهير الغناء نجاة وشادية وفايده كامل وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ واختار لكل مطرب الكوبليه الذي يناسبه ويعبر فيه عن نضال الشعب المصري وطموحاته وتطلعه للوحدة العربية التي تجمع شمل العرب من المحيط إلي الخليج وهو الحلم الذي كان يراود الزعيم جمال عبدالناصر, واستقر رأي عبدالوهاب بعد أن قرأ النص الكامل للأوبريت بالاتفاق مع المؤلف أن يكون هو أول من يتغني بالمذهب ويكون الختام من نصيب عبدالحليم حافظ علي أن يتقاسم المطربات الأربع المقاطع الأخري. وتجلي صوت عبدالوهاب في هذا المقطع الذي ركز فيه علي الجزء التاريخي والنضالي للشعب المصري ووقفاته البطولية ضد الظلم والطغيان ليكون الانتصار حليف الشعب المصري في النهاية من عهد أدم.. والظلم حاول.. يعادي دايما شمل القلوب.. والشعب دايما.. كان صوته عالي.. والنصر دايما كان للشعوب.. تاريخ كل نضال يبتدي من همسات.. تفضل تكبر.. لحد ما تبقي صوت الجماهير.., كما تجلي أيضا عبدالحليم حافظ في مقطع الختام الذي يعبر فيه عن صوت الجماهير العربية وكفاح الشعب العربي ونضاله باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق النصر والسير في اتجاه الوحدة باعتبارها الأمل لتحقيق طموحات الجماهير العربية, وقد حقق هذا المقطع نجاحا كبيرا واستحسانا لدي كل الذين استمعوا لأدائه في هذا المقطع وروعة اللحن الذي صاغه موسيقار الأجيال,( يا شعوبنا الحرة.. كافحي وزيدي ثبات وعناد.. وإن كان فيه للغدر بقية.. نار الغدر.. حطبها رماد.. مهما تآمروا علينا.. مبادئنا بتحمينا..) وهو المقطع الذي ردده عبدالحليم أكثر من مرة سواء في البروفات أو الحفل, وكان مبتهجا وسعيدا بالصياغة الشعرية التي أبدعها حسين السيد ليس فقط بالنسبة للمقطع الخاص به بل بكل المقاطع التي تتضمنها الأوبريت وتغني بها النجوم وعبر فيها حسين السيد بالفعل عن تضامن الشعب العربي مع الشعب المصري ووقوف الجميع وقفة رجل واحد ضد العدو الذي يتربص بهم وهو ما تجلي في المقطع الذي تغنت به الفنانة القديرة نجاة عن ثورة يوليو التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر والأمل الذي بعث به القدر لكل المصريين والعرب يوم23 يوليو52 واتقابلوا الملايين.. يوم23.. يوم الشعب العربي ما فجر أول ثورة للتحرير.. اتعاهدوا الثوار.. واتفقوا الأحرار.. يبنوا طريق العزة.. وحطوا إيديهم في إيدين الجماهير.. صوت الجماهير ويشهد الذين حضروا أداء الفنانة نجاة بأنها كانت في قمة احساسها وحبها للوطن والشعب العربي الذي جمعه القدر حول عبدالناصر. ولم يتغيب أي فنان أو فنانة عن حضور البروفات كاملة مع عبدالوهاب في الاستوديو( كما قال لي أحد الإذاعيين الكبار القريبين من عبدالوهاب وتابع بنفسه البروفات حتي موعد التسجيل) بل كانوا يتسابقون في الحضور قبل وصول عبدالوهاب بنصف ساعة أو أكثر ليجدهم مع الفرقة الماسية وكل منهم يردد مع نفسه المقطع الذي اختاره عبدالوهاب له ليؤديه بنفس الروح والحماس والاحساس الذي صاغه لحنا موسيقار الأجيال.. ولا ننسي المقطع الذي تجلت فيه أيضا الفنانة القديرة شادية وكانت في قمة سعادتها وهي تحفظ لحنا وطنيا رائدا لموسيقار الأجيال الذي يحلم كل مطرب ومطربة في الوطن العربي أن يسعده الحظ ولو بالمشاركة مرة واحدة في عمل لهذا الموسيقار الكبير, تقول شادية بطل العروبة.. رسم حروفها.. خطوط عريضة.. فوق الطريق.. أهلا ومرحب.. بكل عربي.. يمد إيده.. لأخوه الشقيق.. أهلا بالأبطال صناع الأجيال.. سيروا بعون الله.. واسعوا بأمر الله.. غير الله.. ما في قوة حاتوقف من تيار.. زحف الجماهير.., لتغني كل من فايزة احمد وفايدة كامل المقطع الخاص بهما في هذا العمل الكبير الذي يخلد اسم موسيقار الأجيال عبدالوهاب الذي ابدع لمصر أعظم الأعمال الوطنية ويبقي علي الإذاعة والتليفزيون وضع صوت الجماهير علي خريطتها الغنائية فكما عبر عن زمن ثورة يوليو52 عبر مرة أخري عن ثورة30 يونيو2013 ليؤكد لنا الشاعر الكبير حسين السيد من جديد صدق رؤيته وبعد نظره وبعد مرور هذه السنوات أن صوت الجماهير سيبقي دائما وإلي الأبد هو اللي يتكلم.. هو اللي يتحكم.. هو البطل ورا كل نضال.