«زهرة المدائن» هي التي وحدت كل المطربين المصريين والعرب بداية من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ومعظم أساطير النغم. كانت بداية الغناء لفلسطين عندما صدر قرار الأممالمتحدة بتقسيمها، حتى وقعت مذبحة «دير ياسين» يوم 9 إبريل 1948، على يد الجماعتين الصهيونيتين «أرجون وشتيرن»، ففجرت هذه المذبحة براكين الغضب الإبداعى عند الشعراء والفنانيين المصريين، فكتب الشاعر الراحل على محمد طه، ولحن وغنى محمد عبدالوهاب رائعته «فلسطين» التى يدعو فيها أخاه العربى للنضال، قائلا: أَخِى، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى/ فَحَقَّ الجِهَادُ وَحَقَّ الفِدَا / أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَةَ / مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّؤْدَدَا؟. كانت حرب فلسطين سببا فى اكتشاف المطربة المصرية «سعاد محمد» حيث استدعتها المنتجة «عزيزة أمير» فى أثناء تلك الفترة لتقوم ببطولة فيلم «فتاة من فلسطين» بعد اندلاع الحرب مباشرة، حيث غنت أغنية «القطار» كلمات بيرم التونسي، ألحان رياض السنباطي. كما غنت لنفس الشاعر والملحن أغنية «يا مجاهد فى سبيل الله». عقب ثورة 23 يوليو 1952، وخصوصا بعد العدوان الثلاثى على مصر فى سنة 1956، انتشرت مجموعة من الأغانى والأناشيد التى تربط مصر بفلسطين، مثل نشيد «قولوا لمصر تغنى معايا» كلمات أحمد شفيق كامل الذى شارك فيه عبد العزيز محمود ومحمد عبد المطلب وعبد الغنى السيد وسعد عبد الوهاب ومحمد عبد الوهاب، وفيه مقطع عن فلسطين يغنيه عبدالمطلب يقول: قولوا لعرابى أخدنا بتارك / من اللّى خانوك/ خرج الغاصب اللى شرانا من اللّى باعوك / واللى باقيلنا نخلص تارنا لفلسطين وديار عروبتنا. كما غنت المطربة والممثلة والسياسية المصرية «فايدة كامل» أنشودة «البركان العربى الهادى جالوا وقت وثار» كلمات محمد كمال بدر، ألحان عبدالعظيم محمد، التى تقول فيها: جيش جبار، جيش جرار/ صوته بيدوى يا فلسطين، دقت ساعة التار. غنى صاحب الصوت الأقوى مصريا وعربيا «محمد قنديل» من ألحان أحمد صدقى بعد عدوان 1956 «غزة ..غزة .. إحنا فداها، أرض العزة ما أغلاها، غزة غزة ما حننساها». ◄ الستينيات شهدت القضية الفلسطينية تطورات ومتغيرات كبرى فى تلك الفترة، وانتشرت أغاني مصرية خاطبت الوجدان العربي، وأرخت تلك الأحداث والمتغيرات، وخصص الموسيقار محمد عبدالوهاب، جزء من أغنيته «ناصر كلنا بنحبك» لحسين السيد عام 1960 لفلسطين.. قائلا: «شعبك يافلسطين مش ممكن هايسيب تاره/ جيش التحرير ع الباب مستنى يعود لدياره/ شمسك يافلسطين هاتطلع وحقوق لكى هاترجع/ كل الشعب العربى سلاحك وسلاحه وحده وقومية». لحن «عبد الوهاب» في عام 1963 من كلمات حسين السيد نشيد «صوت الجماهير» لمجموعة المطربين منهم «فايدة كامل» قائلة: «باسم اتحادنا قوم يا كفاحنا/ قول للصهاينة المعتدين/ راية العروبة عرفت طريقها، من عام تمانية وأربعين». وكتب الشاعر الراحل على مهدى، عن مأساة دير ياسين من خلال رائعته «ثلاثة أخوة من دير ياسين» ألحان عبدالعظيم محمد، وغناء وردة. وقدم خلال هذه الفترة المطرب محمد قنديل، أكثر من أغنية منها «شعبك راجع يا فلسطين». ◄ أصبح عندى الآن بندقية عند سقوط القدس بيد الاحتلال الإسرائيلى إثر نكسة يونيو عام 1967 بلغ الألم والحزن العربي ذروته، وانعكس ذلك على الأغنية العربية وكان أبرزها أغنية «أصبح عندى الآن بندقية» التى كانت اللقاء الأول بين كلمات نزار قبانى وصوت أم كلثوم، وقد غنتها أم كلثوم عام 1969. كما غنى سيد مكاوى من كلمات الشاعر فؤاد حداد رائعته «إزرع كل الأرض مقاومة»، التى أعاد غناءها مؤخرا الملحن والمطرب محمد عزت بلحن له مختلف عن لحن مكاوي، كما غنى عبدالحليم حافظ، «فدائي» كلمات محمد حمزة، لحن بليغ حمدي. أصر العندليب الأسمر فى معظم أغنياته الوطنية على أن يبكى فلسطين، كانت أولى أغنياته التى ذكر فيها اسم فلسطين عام 1955، تحت عنوان «ثورتنا المصرية» تأليف مأمون الشناوى وتلحين رؤوف ذهني، وفى هذه الأغنية غنى وقال: «ضد الصهيونية / بالمرصاد واقفين/ وحاترجع عربية / حبيبتنا فلسطين / وحاتفضل للدنيا .. نور يهدى البشرية» غنى العندليب احتفالا بالعيد الثامن لثورة يوليو «ذكريات» كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب، وفى هذه الأغنية حكى بصوته ذكريات ما حدث على أرض فلسطين عام 1948. وفى العيد العاشر للثورة غنى عبدالحليم أمام الرئيس جمال عبد الناصر، «مطالب الشعب» مطالبا بعودة القدس لأراضينا. يوم 22 أغسطس 1966 استيقظ الشعب العربي على كارثة حقيقية وهي حريق المسجد الأقصى وهز هذا الحدث الأليم الوجدان العربي، وكان من أجمل ما كتب قصيدة «حبيبة السماء» للشاعر محمود حسن إسماعيل، ألحان رياض السنباطي، وغناء سعاد محمد. ◄ السبعينيات أنشد كارم محمود وفايدة كامل وسهير فهمى، أوبريت «فلسطين» كلمات مازن النقيب، ألحان وجيه بدرخان، وغنى محمد منير «القدس» كلمات مجدى نجيب، ألحان هانى شنودة. خرجت «انتفاضة الحجارة» فى نهاية الثمانينيات، وتوالت القصائد والأغنيات التى خلدت هذه الانتفاضة، وظهرت العديد من الأغنيات لعل أشهرها ملحمة «أطفال الحجارة» لمحمد رشدي، وأغنية «فلسطيني» لعلى الحجار. فى التسعينيات قدم المطرب «إيمان البحر درويش» العديد من الأغنيات التى تتغنى بالقضية، حيث غنى ألبوم كامل بعنوان «إدن يا بلال» أهداه إلى كل شهداء فلسطين والأمة الإسلامية فى كل مكان. ◄ الانتفاضة الثانية قدم مجموعة من الفنانين المصريين في كام 2000 أوبريتاً غنائياً، كتب كلماته الدكتور مدحت العدل، ولحنه رياض الهمشرى ووزعه حميد الشاعرى بعنوان: «القدس هترجع لنا» شارك فيه 28 فناناً مصرياً من بينهم: «هدى سلطان، محمود ياسين، سميحة أيوب، نادية لطفي، مدحت صالح، خالد عجاج، حكيم، أنوشكا، صابرين، يسرا، إسعاد يونس، منى عبد الغني» وقد أخرجه طارق العريان. كما غنت الفنانة المصرية، آمال ماهر، قصيدة «عربية يا أرض فلسطين» كلمات عبدالسلام أمين، وألحان عمار الشريعي، كما قدمت رائعتها «أختى وفاء» كلمات عمر بطيشة، وألحان عمار الشريعي، عن الشهيدة «وفاء إدريس» أول فتاة فجرت نفسها فى انتفاضة الأقصى. في عام 2009 مع اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية قدمت دفعة جديدة من الأغنيات المصرية للقدس حيث قدم الفنان هانى شاكر، من ألحانه، وكلمات الشاعر الفلسطينى رامى اليوسف، أغنية «أنا مصرى ودمى فلسطينى» فى الحفل الذى أحياه فى رام الله. وفي السنوات ال 5 الأخيرة ظهرت مجموعة من الأوبريتات الأول «فى طريقك يا فلسطين» كلمات مدحت العدل، ألحان صلاح الشرنوبي، توزيع حميد الشاعرى غناء «إيهاب توفيق، شذى حسون، ديانا كرازون، شذا، شريف إسماعيل، أحمد العطار، إيساف، مى سليم، أحمد سعد، سلمى صباحي"، وآخر يحمل اسم «فلسطين» كلمات مصطفى كامل، ألحان حسن أباظة، توزيع خالد عرفه، وغناء «هانى شاكر، إيهاب توفيق، مجد القاسم، محمود الليثي، سمية»، وإخراج شريف أحمد سمير.