بحصيلة إعلانية 45 مليون جنيه انتهت أول مناظرة تليفزيونية في تاريخ مصر والعالم العربي بين مرشحين رئاسيين لعام 2012 هما عمرو موسي وعبد المنعم ابوالفتوح مع حفظ الألقاب من بين 13 مرشحا رئاسيا. والتي نظمها قناتي أون تى في "ساويرس" ودريم "بهجت" ليبرز قوة تحالف رأس المال والإعلام من جهة والسلطة "التلاعب بالقناعات" فكان من الأولي أن يقوم بذلك "التليفزيون المصري" حتى يري اللقاء كل بيت مصري ولكنه مثل قبل الثورة وبعدها "مغيبا"، وأن يقوم بتنظيمها جهة محايدة تضع جدولا لجميع المرشحين وفقا لمعايير محددة مسبقا، ولكن يحسب للإعلام الخاص ضربة البداية التي تبعها ملايين المصريين علي الشاشات بالمنازل والمقاهي وكأنها مباراة كرة قدم مرتقبة وانفعالاتها "آهات" المؤيد و"تهجم" المعارض، ومن ناحية توقيتها "المؤثر" قبل ساعات من انطلاق الماراثون الانتخابي بتصويت المصريين في الخارج. بدأت المناظرة الأولي في العالم العربي وسط اهتمام وسائل الإعلام العالمية بعرض لقطات لأول مناظرة تليفزيونية في التاريخ عام 1960 في الانتخابات الأمريكية بين جون كينيدي "الشاب الفائز" وريتشارد نيكسون "العجوز الخاسر"، واتسمت بالحدة وتوجيه كلا المرشحان سهامهما إلي ماضي كل منهما حتى ساعة متأخرة ليلا والمصريين يتفرجوا علي الكنبة أو القهوة ومرشحي الرئاسة واقفين لأكثر من أربع ساعات، ومن كواليسها أن المرشحان كادا أن يتعثرا عند دخول الأستوديو الأول ابوالفتوح "مداعبا" موسي "خذ بالك في عتبة هنا" وأختار ابوالفتوح ألوان علم مصر بدلة سوداء ورابطة عنق حمراء داكنة وقميص أبيض، وموسي ألوانه كلها من درجات الأزرق، سادا التوتر من البداية بمحاولة فاشلة للتواجد في غرفة التحكم للتوجيه في الخطأ من معاون لموسي وأبن ابوالفتوح، أو الحراسة في الأستوديو . واتسمت المناظرة بالتوتر والاشتباكات اللفظية "فلولي" و"إخواني" من أجل استمالة أصوات الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد من خلال تبادل التعليقات اللاذعة بشأن تاريخهما السياسي ودور الدين في الحكم وإسرائيل والاستقرار والمعاهدات والأهم المشاركة في الثورة المصرية ومعارضة النظام البائد ..فتعالي نشوف ونقيم كلاهما لنري ونجيب علي التساؤل بعد ماراثون أول مناظرة من الفائز؟ البداية من عمرو موسي "متهما" المنافس بالتناقض حول أحداث العباسية بين التأييد والتراجع بأنها غير مناسبة، ورد ابوالفتوح "متهما" المنافس بمعلوماته غير صحيحة "متناقضا" تعبير الفوضويين عن الذين يعبرون عن أنفسهم بشكل سلمي، وموجها هل يتصور من كان وزيرا في النظام السابق "فلولي" وجزاء منه طيلة 30 عاما بالمشاركة أو السكوت علي ظلمه وتعديه وفساده علي الناس "وكررها 30 مرة طوال المناظرة"، ورد عليه موسي أن معلوماته غير دقيقة عندما سقط النظام سقط برجاله ولم أكن من بينهم وتركت منصبي قبل الثورة بعشر سنوات وعارضت النظام عندما كنت وزيرا للخارجية مختلف مع سياسة الدولة لذلك خرجت وأننا جميعا أسقطنا النظام فهذه ثورة شعب كامل، وتابع "مهاجما" أنت "إخواني" تدافع عن مواقفهم وليس المصلحة المصرية، ورد عليه ابوالفتوح "مستنكرا" المعارضة ليست كلام ولكن نتائج فكان من الأشرف تقديم استقالتك كما فعلها الشرفاء، ومادمت معارضا لماذا أعلنت تأييدك لمبارك في انتخابات الرئاسة أترضي باستمرار مصر في التردي والفساد، ومنتقدا سياسة الخارجية والجامعة العربية في عهده بأنها هزيلة عربيا وأفريقيا، فوجه موسي سهامه لأبو الفتوح هناك حديثك أن من حق المسلم أن يتحول للمسيحية وحق المسيحي أن يتحول للإسلام، وانك تريد تطبيق الشريعة بكاملها ثم قلت ومبادئها، وماذا تقصد بالقوي السياسية الشريفة جماعة معينة وما ولاءك بعد الرئاسة للمرشد والجماعة في ظل البيعة للمرشد، وتلي فقرة من كتابه "جواز استخدام العنف من أجل نشر الدعوة وإقامة الفكرة"، فرد ابوالفتوح "مستنكرا" كلامه الغير دقيق إن الله أعطي البشر حق الدين وأن عقوبة الارتداد عن الدين تساوي في الشريعة الارتداد عن النظام العام للمجتمع والعلماء اجمعوا علي أن المرتد يستتاب وأنا أقول يستتاب حتى آخر عمره، والثانية أن الشريعة تبحث عن مصلحة الناس وكلها عدل ورحمة وخير والمادة الثانية في الدستور تؤكد أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وإما الثالثة النظام السابق مارس الإقصاء الذي وصل لسجني 3 مرات والقوي السياسية من إسلاميين وليبراليين ويساريين دفعوا ثمن نضالهم عن الوطن، ومستغربا أن موسي لم يعرف أنه استقال من الأخوان منذ أكثر من سنة للتفرغ للخدمة الوطنية وأنه مستقل ومرشح لكل المصريين وأما البيعة فهي مثل القسم الذي يعطيه أي عضو في نقابة أو هيئة وتنتهي بإنهاء العلاقة، واصفا بإساءة فهم كتابه لأنه كان من مؤسسيين الجماعة الإسلامية وتاريخها بكل فصائلها سلمي عدا "الجهاد" الذين عادوا عن فكرهم وأصدوا مراجعات وقاموا بعد الثورة بإنشاء حزب البناء والتنمية. وعن تقييم المناظرة وأجمل التعليقات علي وسائل الإعلام العالمية والفيسبوك وتويتر منها "المتلاعبون بالعقول" من خداع الإعلام واستغلال أصحاب السلطة والمال في توجيه الناس، و"المزايدة" من فولي وإخواني إلي "واحد بيذلنا بعمله في الخارجية وآخر بيذلنا بسجنه"، والعصبية الشديدة والتراشق بالكلمات والسخرية لدرجة الخوف من التعامل المستقبلي، والهفوة المضحكة بوصف موسي لإيران بأنها دولة عربية ورود ابوالفتوح الغير واضحة بمسك العصا من المنتصف حتى أن كلاهما لم يسطعا استقطاب مؤيدي المرشح الآخر فما أسهل الكلام وإطلاق الوعود ولكن العبرة بالصدق والوفاء بالوعود حتى تتحقق المصداقية في القول والعمل، ورغم أن كلا المؤيدون اعتبروا مرشحهم الفائز غير مصدقين النتيجة "لا فائز أو خاسر" بل قد يخسرا كلاهما جزءا من مؤيديهما لصالح مرشحين آخرين لم تشملهم المناظرة أو يكون "رابح ثالث". المزيد من مقالات محمد مصطفى