تقرير- وائل الليثي: اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالمناظرة التليفزيونية الرئاسية الأولي في العالم العربي بين اثنين من أقوي مرشحي الانتخابات المصرية: عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح قبل ساعات من انطلاق الماراثون الانتخابي بتصويت المصريين في الخارج أمس وتصويت المصريين في الداخل في الجولة الأولي يومي23 و24 مايو الجاري. وأجمعت التقارير الإعلامية علي أن المناظرة اتسمت بالحدة, وأن المرشحين وجها سهامهما إلي ماضي كل منهما, ورغم ذلك فشلا في توجيه ضربة قاضية للطرف الآخر, كما أكد بعض المواطنين أن الفائز الحقيقي هو الشعب باعتبار المناظرة أمرا جيدا. ومن المعتقد أن الكثيرين من المصريين والعرب تابعوا المناظرة وأنها يمكن أن تكون, بالإضافة إلي مناظرات أخري ستنظم خلال الفترة المقبلة, سببا في تغيير آراء ناخبين في وقت يقول فيه كثيرون إنهم يتوقعون انتخابات نزيهة. وذكرت وكالة رويترز في تقريرها المطول عن المناظرة أن موسي وأبو الفتوح حاولا استمالة أصوات الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد, وأضافت أن مؤيدي المرشحين الذين كانوا يشاهدون المناظرة في أحد المقاهي انخرطوا في مناقشات أثناء فترات الاستراحة, ورغم اختلافهم حول السياسات, فإنهم اتفقوا علي أن المناظرة شئ جيد. وقال أحمد حسين, طالب انه سيصوت لمصلحة أبو الفتوح, إن المناظرات تحدد الفائزين في الولاياتالمتحدة, بينما أكد حسن عبدالعال, وهو مقاول انه سيصوت لمصلحة موسي, أن هذا أمر جيد أن يري الناس ويشكلون رأيا. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه بشكل عام لم يستطع أي من المرشحين توجيه ضربة قاضية للآخر خلال المناظرة, وأشارت إلي أن مجموعات من المواطنين جلسوا علي المقاهي في جميع أنحاء القاهرة والمدن المصرية لمتابعة المناظرة, ومشاهدة هذه التجربة التي وصفها العديد بأنها ثمرة الثورة. وقال صابر محمد الذي شاهد المناظرة في مقهي تقليدي بمنطقة الدقي: هذه تجربة جديدة بالنسبة لنا, مشاهدة شخصين يحاول كل منهما إقناعنا, لا أحد كان يمكن أن يتخيل هذا قبل عامين. وأوضحت نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير علي موقعها الإلكتروني أمس أن المرشحين تبادلا التعليقات اللاذعة بشأن تاريخهما السياسي ودور الدين في الحياة السياسية, واعتبرت أن موسي صاحب الثقة كان أكثر هجوما عن أبو الفتوح, لكن كليهما لم يوجه للآخر ضربة قاضية في الوقت الذي تحول فيه النقاش مرارا إلي سؤال واحد حول وضع الإسلام في الحكم ورصدت الصحيفة تكرار الضغط من قبل موسي بشأن قسم الولاء الذي أداه أبو الفتوح للمرشد الأعلي للاخوان المسلمين, فيما اتهم أبو الفتوح موسي بالتآمر مع حكومة مبارك التي عمل بها كدبلوماسي لمعظم حياته المهنية. من جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المعركة دارت بين موسي وأبو الفتوح حول دور الإسلام والسياسة تجاه إسرائيل. وقالت الصحيفة في تعليق علي موقعها الإلكتروني إن المصريين جلسوا في البيوت والمقاهي لمشاهدة مناظرة امتدت حتي ساعات الصباح الأولي من أمس, وأشارت إلي أن الخلافات بين المتنافسين ظهرت سريعا, حيث إنه في الوقت الذي سعي فيه موسي إلي استمالة المصريين الذين يتوقون للاستقرار بعد أكثر من عام من الاضطراب الاقتصادي والسياسي والتخوف من صعود الإسلاميين للسلطة, حاول أبو الفتوح التواصل مع الإسلاميين والليبراليين ومؤيدي الثورة. وأشارت شبكة دويتش فيلا الألمانية إلي أن المناظرة أخذت طابعا حادا بسبب الهجوم المتبادل بين الطرفين, لكن المرشحين أكدا خلالها علي أنهما سيعملان من أجل قيام نظام سياسي ديمقراطي. ومن جهتها, أبرزت وسائل الإعلام والصحف الفرنسية الصادرة أمس أول مناظرة تليفزيونية بين مرشحين رئاسيين في تاريخ مصر, فتحت عنوان مصر.. مناظرة سياسية تاريخية, كتبت صحيفة لو فيجارو أن موسي وأبو الفتوح تبادلا بعض النقاط والموضوعات والقضايا كان لا يمكن حتي تخيلها في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة25 يناير, وقالت إن المرشحين حاولا لأكثر من أربع ساعات زعزعة استقرار الآخر. وأشارت صحيفة لوموند إلي أن الشعب المصري تابع أول مناظرة في تاريخه بين المرشحين الأوفر حظا, بينما أكدت قناة فرانس24 الإخبارية الفرنسية أن موسي وأبو الفتوح التقيا وجها لوجه في مناظرة اتسمت بالحدة, وأشارت إلي ما قاله المتناظران إنهما سيعملان من أجل قيام نظام سياسي ديمقراطي, لكنها رأت أن كلا منهما حاول الطعن في الآخر في شئون دينية وسياسية. واهتمت الصحف الإسرائيلية بالمناظرة أيضا, لكنها ركزت علي الجزء الخاص بالعلاقات بين مصر وإسرائيل وموقف موسي وأبوالفتوح من إسرائيل ووصف الأخير لها بأنها عدو استراتيجي ووصف الأول لها بأنها خصم, بالإضافة إلي اتفاقهما علي ضرورة مراجعة معاهدة السلام معها.وتطرقت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها هفوة موسي أثناء المناظرة عندما وصف إيران بأنها دولة عربية, وأكدت أن التوتر بين الطرفين الذي كان مستمرا خلال المناظرة ظهر بوضوح حتي في الكلمات الختامية, التي اتهم فيها موسي منافسة بأنه يزور التاريخ, بينما اعتبر أبو الفتوح أن التصويت لمنافسه خطوة إلي الخلف, كما تناولت صحيفة هاآرتس المناظرة وموقف المرشحين من إسرائيل ومعاهدة السلام, وأشارت إلي تصريح موسي الشهر الماضي خلال تجمع انتخابي بأن اتفاقية كامب ديفيد ماتت ودفنت.