في إطار الجدل الدائر حول الدورة العسكرية التي نظمتها وزارة الدفاع الأمريكية, والتي تحث الجنود الأمريكان علي الاستعداد لحرب شاملة مع الإسلام وتدريبهم علي كيفية الإبادة الجماعية للمسلمين وضرب مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. استنكر علماء الدين الإسلامي تنامي تعاليم ومشاعر الكراهية للإسلام والمسلمين في الغرب وعلي وجه الخصوص لدي وكالات الأمن بالولاياتالمتحدة.مؤكدين أن تنظيم مثل هذه الدورة يعد فضيحة سياسية وأخلاقية بكل المقاييس, واتهم علماء الدين بعض أجنحة السياسة الأمريكية بالإرهاب مطالبين بإنشاء جيش إسلامي قوي للدفاع عن المقدسات وتحقيق الوحدة بين الدول الإسلامية. وحذر علماء الدين من أي محاولة للمساس بالمقدسات الإسلامية لما لها من مكانة وقدسية لدي المسلمين في شتي بقاع الأرض, مطالبين شعوب وقيادات الدول الإسلامية بالوحدة ونبذ الفرقة لمواجهة موجات الكراهية والعداء للإسلام, وإفشال مخططات السيطرة علي مقدرات الأمة الإسلامية وتهديد مقدساتها, وحماية الإسلام من تلك الهجمة الشرسة التي يتعرض لها. استنكر الأزهر الشريف, الأنباء التي ترددت حول تنظيم دورة تدريبية بالبنتاجون الأمريكي, مؤكدا أن تلك الأنباء تصدم مشاعر المسلمين والمشاعر الإنسانية الراقية كلها, وتسقط أوراق التوت التي يستتر بها دعاة الحضارة والمدنية والغربية الذين يدعون كمالها وينادون باتخاذها أنموذجا يحتذي. وقال الأزهر في بيان له اليوم أن هؤلاء القادمين من قلب حضارة مهيمنة تفرض نفسها, ويصدعوننا بالمبادئ الحضارية وبحقوق الإنسان, ومن قلب النموذج الذي يدعي أنه الأسمي في الغرب وفي الشرق ويتشدق بالتعددية والحياة المدنية واحترام الآخر, ويتهم الشرقيين حين يخالفونهم بأنهم ضحايا الشعور بالمؤامرة ضدهم. هاهم أولاء ينادون بإبادة أمة بأسرها, هي الأمة المسلمة, الأمة التي ترفض إبادة أي جنس بشري أو حيواني{ وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} صدق الله العظيم واضاف البيان أن الأزهر الشريف وإن كان يترفع عن المهاترات وعن الهبوط للرد علي مثل هذه الدعوات المريضة التي أفرزتها الحضارة المتعالية والنرجسية فإنه يري من الضروري أن يوجه خطابا إلي الشعوب الغربية, ليعلن إننا نحن المسلمين والعرب لن نكرهكم ولن نحقد عليكم أبدا بل نرحب بالتعاون معكم في سبيل تحقيق الكرامة الإنسانية والسلام العالمي واحترام الندية والمساواة كما يأمرنا قرآننا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم ووجه الأزهر نداء إلي الشعوب الإسلامية والعربية التي تحترم الأديان, وتقدر المقدسات وتؤمن بالإخوة الإنسانية, مطالبا أن يحافظوا علي روح السماحة التي أوجبها الله عليكم, وألا تنزلقوا إلي مبادلة الكراهية بالكراهية ولا الظلم بالظلم. ولينتبه الجميع لهذه المكائد الغربية, ولتدبير أولئك الهمجيين لإزالة وجودنا وكياننا. البنتاجون يتراجع علي الرغم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون وقف الدورة العسكرية التي كان موضوعها الأساسي كيفية الإبادة الجماعية للمسلمين وحملت عنوان وجهات نظر حول الإسلام والتطرف الإسلامي. كما أعلنت إعفاء الكولونيل ماثيو دولي, الذي كان يدرس الدورة من مهمته, ولكن أسفها عن تدريس تلك الدورة العدائية للمسلمين لم يصل إلي حد فصله من العمل العسكري, حيث قالت إنه سيبقي في وظيفته الأساسية في هيئة الأركان للقوات المشتركة في كلية نورفولك بولاية فيرجينيا, لكنها أثارت ردود أفعال كثيرة في مختلف الدول الغربية. وكشف موقع واير الإليكتروني عن سلسلة من الوثائق عن حث الضباط الأمريكيين بقسم الدفاع علي الاستعداد لحرب شاملة ضد4,1 مليار مسلم في العالم. وتشير المواد التعليمية التي يتلقاها ضباط وقادة الجيش إلي أن التهديد الحقيقي الذي يواجه الأمن القومي الأمريكي لا ينبع من المتشددين المسلحين وإنما من الإسلام نفسه والغريب أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة, الجنرال مارتن ديمبسي, الذي أدان الدورة, واعتبرها تعارض القيم الأمريكية, أنه علم بالدورة من طالب أبدي رفضه للمواد التي شملتها الدورة العسكرية, مشيرا إلي أن هناك تحقيقا يجري في كيفية إصدار قرار بتدريس مثل هذه الموضوعات العدائية, وكيفية تحاشي قرارات مثلها في المستقبل وأكدت ليندا سارسور, المدير التنفيذي للاتحاد العربي الأمريكي في نيويورك في تصريح لصحيفة الجارديان البريطانية, إن هذه الدورة التدريبية هي النموذج الأحدث علي انتشار التعاليم المعادية للمسلمين في مؤسسات تنفيذية كثيرة, وأضافت أنها مجرد جزء من مشكلة أكبر, مشيرة إلي حوادث مماثلة مثيرة للجدل لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي إف بي اي. ففي سبتمبر الماضي, كشف موقع واير عن مواد تدريبية يدرسها إف بي أي لضباطه في إطار مكافحة الإرهاب, يؤكد خلالها أن التيار الرئيسي من المسلمين الأمريكيين متعاطفا مع الإرهاب, وأن الصدقة أو الزكاة في الإسلام ليست أكثر من آلية لتمويل القتال ابتدعها النبي محمد( ص) وعندما يكون المسئول عن هذه الدورة التدريبية ماثيو دولي, علينا أن ندرك أي نوع من الضباط هو ومن أي منطلق يتصرف؟ فبحسب صحيفة الجارديان, سبق وأن أعلن دولي في محاضرة ألقاها في يوليو الماضي أننا أصبحنا نتفهم أنه لا يوجد ما يسمي بالإسلام المعتدل وأن هذه العقيدة التي وصفها بالبربرية لم يعد من الممكن التسامح معها, ولذلك يجب تغيير الإسلام أو علي الأقل أن نعمل علي تدميره ذاتيا, وقدم حلولا من بينها الحد من وجود وانتشار الإسلام الذي يجب أن تكون حدوده أماكن العبادة فقط أو علي الأقل تهديد السعودية بالموت جوعا. و يصدر هذا الكلام عن ضابط مشهود له بالكفاءة وعمل مهام عسكرية في أماكن حساسة منها ألمانيا والبوسنة والكويت والعراق. وحصل علي جوائز كثيرة, منها: ميدالية النجمة البرونزية, أعلي جوائز الشجاعة والبطولة في الجيش الأمريكي, فهذه هي عقيدة واحد من أبرز العسكريين في الجيش الأمريكي تجاه الاسلام وربما ما شجع علي ذلك هو التوجه العام السائد في الجيش, فهو لا يأتي بمعزل عن ما كشفته وثائق للبنتاجون نشرتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية مطلع الشهر الحالي عن سعي الأدميرال وليام ماكريفين قائد قوات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية, لنيل الموافقة علي مشروع خطة تهدف إلي توسيع نطاق العمليات السرية ضد المسلحين في مختلف أرجاء العالم, فيما اعتبرته الصحيفة مؤشرا علي تبني البنتاجون أساليب واستراتيجيات جديدة ضد الإرهاب وجاءت نتائج تلك التقارير والوثائق لتؤكد أن معادة الإسلام باتت إيديولوجية وتوجه عام لدي قادة البنتاجون تشجعهم علي اتخاذ مواقف شديدة التطرف تجاه المسلمين تقتضي اتخاذ القيادة الأمريكية والقيادات الإسلامية مواقف من شأنها التعامل الصحيح معها. عداء غير مبرر وفي سياق متصل أكد الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق انه لم يئن الأوان أن يمسك العاقلون بذمام الأمور في تلك الدول حتي تعلم شعوبهم أن مبادئ الإسلام جاءت لتستوعب الجميع شرقا وغربا, شمالا وجنوبا, مؤكدا أن مثل هذه الأفعال التي تحدث بين الحين والآخر من بعض الحاقدين والكائدين علي الإسلام في تلك الدول, توجد حالة من العداء غير المبرر خاصة أن عملية استفزاز مشاعر المسلمين بمحاولة حرق المصحف تارة أو بنشر رسومات مسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم أو التهديد بتدمير المقدسات الإسلامية تارة أخري لم تعد مجدية خاصة في الوقت الذي تنشد فيه غالبية دول العالم التحرر من الظلم والفساد الذي ضرب جميع ربوع المعمورة. ومن جانبه أوضح الدكتور علوي أمين خليل أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة الأزهر أن مكةالمكرمة وما فيها من مقدسات و المدينةالمنورة وما فيها من مقدسات هي بيت كل مسلم يدافع عنهما بحياته وماله وولده, و من أراد مكة و المدينة بسوء وانتظر المسلم في أي مكان ألا يرد علي مجرد التفكير في الإساءة فلا يكون مسلما, فهي بيوت الله ويجب أن تحترم قال تعالي في سورة الحج ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ونحن نقول إن من أراد مكة و المدينة بسوء نقاتله بكل الوسائل. وأشار إلي أنه مطلوب الآن وفورا معرفة كل من فكر و شارك ومول في هذا العمل حتي تتم محاسبته دوليا بكل السبل وألا يدخل أي دولة من الدول الإسلامية لكي يعلم أن المسلمين ليس فيهم ضعف وأن تلك المقدسات تمثل مكانة عالية وسامية في نفوس المسلمين, و أريد أن أذكر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان التي تصدع رءوسنا كل يوم بصرخات لا تهدأ عن انتهاكات وحريات أين هي الآن من تلك الأفعال التي تحاول نهارا جهارا الإساءة للإسلام و المسلمين ؟!. ضرب الوحدة الإسلامية وحذر الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر من أي محاولة للمساس بأي من المقدسات الإسلامية, مؤكدا أن هذه المقدسات تمثل مكانة خاصة في قلوب جميع المسلمين لأن منها انطلقت الدعوة الإسلامية إلي العالمين رحمة, والمسلمون وان تعلقت قلوبهم بها علي استعداد في الوقت نفسه ان يضحوا بأنفسهم وأرواحهم وما ملكت أيديهم في سبيل الحفاظ علي هذه المقدسات ودفع من يرميها بسوء بكل ما أوتوا من قوة. وأشار إلي انه إذا كان الله سبحانه وتعالي قد تكفل بحفظ هذه المقدسات فلابد أن يتخذوا الحيطة والحذر لرد الكيد والعدوان عن هذه المقدسات, موضحا أنها تمثل للمسلمين خطا أحمر لا يجوز الاقتراب او المساس به, مطالبا في الوقت نفسه العقلاء في هذه الدول التي تقع فيها هذه الافتراءات أن يردوهم عن غيهم ومكرهم لأن مثل هذه الأشياء تؤدي لعداءات بين الدول وقطع العلاقات بينها. ويري الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية- أن كشف مثل هذه الأحداث التي تبرهن علي التآمر ضد الإسلام يؤكد حقيقة العداء الغربي للإسلام والمسلمين, ذلك العداء الذي تغلل في صميم المشروع الغربي وأداته إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط, وهذه الدورات العسكرية لإبادة المسلمين هي استكمال لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتردد بين الحين والآخر خاصة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي والتدخلات الغربية تحت ستار المنظمات الدولية بحجة تعميق الديمقراطية, والحقيقة أنها تقصد إخضاع العالم العربي والإسلامي وتكريس الهيمنة الغربية ضد الإسلام باعتباره ليس فقط دين العالم الإسلامي, وإنما لأنه يشكل المشروع الحضاري الذي تكتسب به الشخصية العربية والإسلامية قوتها واستعادة نفوذها وإحياء الإسلام كقوة فاعلة تملك المقومات الذاتية في بنية هذا الدين لكي ينطلق بالعالم العربي والإسلامي ليحقق النهضة بفكر وأيدي المسلمين, وليس بالغزو الثقافي الغربي حيث تسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها من دول الاتحاد الأوروبي إلي إحكام قبضتها علي ثورات الربيع العربي الجديد. ويؤكد الدكتور الجندي أن توجيه هذا المخطط بشكله الجديد واستهدافه لمكةوالمدينة, ومن قبلهما مخططات تهويد القدس يريد ضرب الإسلام والمسلمين في مقتل علي أساس أن هذه المقدسات تمثل ركائز الوحدة الإسلامية واستعادة العالم الإسلامي لريادته التي يسعي الغرب جاهدا لوأدها لكي يقطع الطريق علي القواسم المشتركة التي تبعث فكر النهضة والتوحد لمجابهة العالم الغربي أما الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فيري أن مثل هذه الدورات قد تكون شيئا منظما, وقد تكون شيئا يثار من أجل معرفة رد فعل المسلمين من هذا الأمر, وهذا مؤشر يدل أنه يجب علي المسلمين أن يأخذوا حذرهم, وهذا لا يكون إلا بأمرين, الأول: ضرورة تحقيق الوحدة التكاملية بين دول العالم الإسلامي, والثاني: أن يكون بين هذه الدول ما يعرف بالسياسة العسكرية الموحدة, بحيث يكون هناك جيش إسلامي واحد وإن كانت له أجزاء أو فرق في كل الدول الإسلامية,وأن يكون للعالم الإسلامي أيضا مجلس أعلي للاقتصاد والسياسة العسكرية.