لا تخفي إسرائيل رفضها لأية تسوية لأزمة الملف النووي الإيراني, لا تنطوي علي حرمان إيران من الاإستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم. وقبولها إغلاق معامل التخصيب الجديدة في منطقة كورفو القريبة من مدينة قم الواقعة تحت أعماق سحيقة تحت الأرض, بدعوي أن استمرار طهران في عمليات تخصيب اليورانيوم سوف يمكنها من تصنيع سلاح نووي يشكل تهديدا مباشرا لوجود إسرائيل, رغم أن إيران تؤكد إنها لا تفكر في تصنيع القنبلة النووية ولن تقامر بالإقدام علي هذه الخطوة. ويبدو من التصريحات التي صدرت عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني ايلون, يعبر فيها عن قلق إسرائيل المتزايد من أن تكون طهران قد نجحت في إملاء شروطها في المباحثات التي تجري بين طهران وأمريكا وباقي الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إضافة إلي المانيا التي تم استئنافها في مدينة استامبول وتواصل إجتماعاتها خلال الأيام القادمة في العراق, أن إسرائيل تريد أن تقطع الطريق علي حل وسط تجري مناقشته في الكواليس يتيح لطهران أن تواصل عمليات تخصيب اليورانيوم الي حدود لا تتجاوز خمسة في المائة تحت الإشراف الصارم لرقابة الوكالة الدولية للطاقة, خاصة أن معاهدات منع إنتشار الأسلحة النووية لا تحجب الحق القانوني لأي دولة ترغب في إنتاج اليورانيوم المخصب ما دامت تلتزم بالإمتناع عن صنع أسلحة نووية, وحجة إسرائيل لتبرير هذا المنع البات والقاطع أن إيران ضالعة بالفعل في مشروع إنتاج سلاح نووي, وأن نجاحها في تشغيل معاملها الجديدة تحت الأرض في منطقة قم الجبلية سوف يمكنها من تخصيب اليورانيوم علي درجات عالية, وهي في مأمن من أي قصف جوي يستهدف منع حصولها علي القنبلة وبرغم أن 65 في المائة من الشعب الاسرائيلي ترفض الحرب مع إيران ولا تعتقد بضرورتها, يصر نيتانياهو علي ضرورة توجيه ضربة جوية واسعة لمنشآت إيران النووية قبل أن تبدأ تشغيل معامل قم, ويعتقد أن تحالفه الجديد مع حزب كاديما الذي يرأسه شارون موفاز سوف يمكنه من تحقيق خطته إذا لم تنجح واشنطن في إقناع طهران بوقف كل عمليات تخصيب اليورانيوم, الأمر الذي ترفضه إيران علي نحو قاطع. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد