سوف تتحقق المعجزة بالفعل, إن نجحت المفاوضات المباشرة التي سوف تجري في استامبول بين إيرانوالولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية حول الملف النووي الإيراني, أو ساعدت علي نزع فتيل الحرب واستبعدت إمكانية قصف المنشآت النووية الإيرانية من خلال عمل عسكري إسرائيلي منفرد, أو بالاشتراك مع الولاياتالمتحدة, كان الجميع بمن في ذلك وزير الدفاع الأمريكي يتوقع أن يتم قبل يونيو القادم, خوفا من أن تبدأ طهران تشغيل معاملها النووية الجديدة في منطقة فور دو الواقعة قرب مدينة قم علي أعماق سحيقة تحت الأرض, يعتقد الإسرائيليون تعذر النفاذ إليها وتدميرها.. ومصدر الصعوبة أن مواقف طهرانوواشنطن علي طرفي نقيض يصعب معه الوصول إلي حل وسط, لان واشنطن تريد من إيران إغلاق برنامجها النووي بالضبة والمفتاح, ضمانا لعدم حصولها علي القنبلة النووية, علي حين تؤكد طهران استحالة الاستجابة لهذا المطلب المهين لكرامة إيران, وغاية ما تستطيع تقديمه عددا من الضمانات التي تؤكد عدم اعتزامها صنع سلاح نووي, لكن استمرار عمليات التخصيب هو جزء من حق إيران المشروع وجزء من فخارها الوطني لا يمكن التفريط فيه بعد أن تمكنت من صنع قضبان الوقود النووي بدرجة تخصيب تصل إلي20 في المائة, ونجحت في تصنيع جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي أكثر سرعة وكفاءة, وتمكنت من تشغيل مفاعلها الطبي لإنتاج النظائر المشعة. وأغلب الظن أن الطرفين, طهرانوواشنطن ذهبا إلي التفاوض لان كلا منهما يحتاج إلي بعض الوقت بدلا من اللهاث وراء الحرب, ولان الرئيس الأمريكي أوباما يريد تأجيل الضربة المحتملة لمنشآت إيران النووية, خاصة من جانب إسرائيل إلي ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر المقبل, تحسبا لأية مفآجات غير متوقعة علي حين يسعي الإيرانيون إلي كسب المزيد من الوقت, يتيح لهم تشغيل معاملهم الجديدة في منطقة فوردو الأكثر آمنا تحت الأرض, خاصة مع فشل جهود أمريكا وأوروبا لمقاطعة البترول الايراني ووجود زبائن جدد في الهند والصين وكوريا واليابان علي استعداد لشراء أية كميات فائضة من البترول الإيراني. وبالطبع سوف يعوق قبول واشنطن التفاوض مع طهران قدرة إسرائيل علي المبادرة بأي هجوم علي منشآت إيران النووية الذي يخشي الأوروبيون عواقبه الوخيمة علي ارتفاع أسعار البترول العالمية في ظل أزمتهم المالية الصعبة, كما يخشون عواقبه علي أمن الشرق الأوسط وأوروبا مع تنامي قدرة إيران الصاروخية المتزايدة علي الردع, ووصول بوارجها إلي شرق المتوسط, المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد