تاكسي الإسكندرية الشهير بلونيه الأصفرو الأسود يشهد ظاهرة غريبة هذه الأيام هي قيام بعض أصحاب السيارات الملاكي بتشغيل سياراتهم كتاكسي بالأجرة بعد إجراء بعض التعديلات عليها كنوع من التحايل علي المواطنين وإدارة المرور.. يقول عبد الهادي أحمد سائق تاكسي, أن هذه الظاهرة إنتشرت في الإسكندرية بعد قيام الثورة وتوقف حال بعض الموظفين وعمال المصانع, فلجأ البعض منهم الذين يملكون سيارات خاصة من الأنواع القديمة مثل( اللادا والفيات)إلي طلائها باللون الأصفر أو البرتقالي ثم إضافة بعض الرتوش السوداء علي الجانبين مما يوحي للمواطنين أنها سيارة تاكسي ومن ثم يستخدمونها كأجرة, وبهذه الطريقة يحصل صاحب السيارة علي عائد دون أي تكلفة وبالطبع لا أحد يدقق في السيارة التي يركبها وبالتالي قد تكون هذه وسيلة خطيرة لإستدراج السيدات. ويلتقط عبد الحميد السيد( سائق) الخيط فيقول إن هذه الظاهرة إنتشرت جدا في السنة الأخيرة حتي أنه يقال في وسط السائقين أنه يوجد ما لا يقل عن400 أو500 سيارة ملاكي تعمل بهذه الطريقة بدون أن ينتبه لها أحد وغالبا ما يجتمع أصحاب هذا النوع من السيارات( الملاكي- التاكسي) في منطقة الحضرة وكوبري العمدة, والمشكلة أن بعض هذه السيارات تكون مسروقة ومباعة أو تم الإبلاغ عن سرقتها مما يعرض ركابها لمشاكل هم في غني عنها إذا تم إيقافهم من قبل رجال المرور, وهنا يأتي دور الراكب في التأكد من الشكل الخارجي للتاكسي من حيث اللون الأصفر علي الجانبين والسقف الأسود, ثم التأكد من لوحات السيارة المميزة للتاكسي بلونها البرتقالي بينما السيارات الملاكي الأخري التي تتحايل تظل محتفظة بلوحاتها ذات اللونين الأزرق في الأبيض. ويقول أحمد رمضان أن الحياة أصبحت صعبة وبالتالي فالأمر لا يحتمل أن يشاركنا أصحاب السيارات الملاكي في رزقنا, فهم لا يعانون مثلما نعاني في إستخراج رخص القيادة ورخصة تشغيل التاكسي أو الأجرة وما يستتبعها من مصروفات تثقل كاهلنا وتستقطع جزءا كبيرا من دخولنا, وبالتالي فهم لا يتحملون ما نتحمل ولذا لابد من معاقبة من يتم ضبطه بهذا الجرم الذي يسيء لسائقي التاكسيات كلهم. بينما يعارضه عبده خليل( سائق) فيقول إن المعايش أصبحت صعبة علي الجميع فلا بأس من التسامح وأنه يمكن تقنين هذه المسألة, كما يحدث في بعض البلاد العربية التي تسمح للسيارات الخاصة بنقل الركاب ولكن مع وضعها تحت المراقبة وخاصة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد. يقول اللواء مدحت قريطم مدير مرور الإسكندرية أن ظاهرة إستخدام السيارات الخاصة كسيارات تاكسي قد رصدتها إدارة المرور وتعاملت معها بمنتهي الحسم من خلال تدريب الضباط علي إستخدام جهاز حديث هوPDA يمكن من خلاله إدخال أرقام لوحات السيارات والوصول للبيانات السليمة لأي سيارة ونوعها( خاصة أو أجرة) وبالتالي يمكن التعامل مع صاحبها, فبعض أصحاب السيارات الخاصة يقومون بدهان جوانب( رفارف) السيارة باللون الأسود لإعطاء الإيحاء بأنها تاكسي وبعضهم يتمادي بتغيير لون اللوحة إلي اللون البرتقالي المشابه للتاكسي وفي هذه الحالة وعند ضبط المركبة يتم إلغاء الترخيص لأنه تم تغيير اللون بدون إخطار إدارة المرور وفي حالة تغيير ألوان اللوحة المعدنية تكون هناك قضية تزوير لوحات بالإضافة لتوقيع الجزاء الإداري, ويؤكد اللواء قريطم أنه تم خلال هذا الشهر ضبط أكثر من60 سيارة مابين سيارات مهربة جمركيا وتحمل لوحات معدنية وسيارات مبلغ بسرقتها, وأخري تضع لوحات بعد تغيير لونها الأصلي, وإستخدامها في غير الغرض المرخص لها.. ويضيف مدير المرور أنه لا يوجد حصر قاطع بعدد هذه السيارات الملاكي التاكسي ولكن المؤكد أن تكثيف الحملات المرورية سوف يؤدي الي الإيقاع بها وبالسيارات المسروقة التي تستخدم كسيارت تاكسي.. وأنه خلال أشهر سوف يتم القضاء علي هذه الظاهرة نهائيا وإعادة الإنضباط إلي التاكسي السكندري.