قتل أكثر من55 قتيلا372 مصابا في تفجيرين متزامنين وقعا في العاصمة دمشق في الثامنة صباح أمس, فضلا عن أضرار بالغة في الممتلكات العامة والخاصة, ودمر التفجيران عشرات السيارات ووقع أحد التفجيرين في منطقة بها مجمع تابع للمخابرات السورية. وألحق به أضرارا في منطقة مفرق القزاز. وذكرت وسائل الاعلام الحكومية أن معظم القتلي مدنيون. ويعد تفجيران الأمس هما الأقوي وأسقطا أكبر عدد من القتلي والجرحي منذ بدء الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي. وألقي التليفزيون السوري باللائمة علي من سماهم إرهابيين في التفجيرين اللذين وقعا في ذروة الحركة المرورية علي المشارف الجنوبية للعاصمة. وأظهرت لقطات التليفزيون عشرات العربات المحترقة والمتفحمة بجوار بعضها جثث وأشلاء بشرية.وأحدث أحد التفجيرين حفرة عمقها ثلاثة أمتار. وجاء تفجيرا أمس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للأمم المتحدة يشرفون علي تنفيذ وقف لإطلاق النار وبعد أقل من أسبوعين علي إعلان السلطات السورية أن انتحاريا قتل تسعة أشخاص علي الأقل في دمشق. وقال الجنرال روبرت مود رئيس فريق مراقبي الأممالمتحدة في سوريا والذي تفقد الموقع هذا مثال للمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري من جراء أعمال العنف.وأضاف: شهدناها في دمشق وشهدناها في مدن وقري أخري في شتي أنحاء البلادوناشد الكل داخل وخارج سوريا أن يتعاونوا لوقف هذا العنف. وقال شهو عيان في دمشق إن التفجيرين وقعا بشكل متزامن تقريبا في ضاحية بالعاصمة بها مجمع للمخابرات العسكرية قبيل الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وأظهرت لقطات فيديو أرسلها نشطاء إلي وسائل الإعلام عمودين من الدخان في السماء شكل أحدهما سحابة داكنة. وأظهر التليفزيون الرسمي حفرة كبيرة في الطريق وشاحنة واحدة علي الأقل مقلوبة. وانهارت جدران مبان علي جانبي طريق واسع بالمنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن أحد التفجيرين علي الاقل حدث من جراء انفجار سيارة ملغومة وإن الهدف كان مباني للمخابرات.وقال أحد سكان المنطقة لوكالة رويترز إن التفجيرين سببا أضرارا محدودة في مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين. وفرع فلسطين هو أكثر أجهزة الشرطة السرية المرهوبة الجانب في سوريا والتي يصل عددها إلي أكثر من20 جهازا. وطوقت قوات الأمن السورية موقع التفجيرين. وقال مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط بدمشق, من موقع التفجير, إن العديد من الجثث قد تفحمت تماما, فيما تناثرت أشلاء القتلي في المكان, واحترقت العشرات من السيارات تماما, فيما تتصاعد ألسنة الدخان بكثافة من الموقع. وفي العاصمة الأمريكية أدانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الانفجار الذي استهدف القوات التي تحرس مراقبي الأممالمتحدة في سوريا مشيرة إلي أنه مثال آخر علي أسباب ضرورة الاستمرار في ممارسة الضغوط علي نظام الأسد. وكررت تصريحات رئيس فريق مراقبي الأممالمتحدة لسوريا الجنرال روبرت مود بأنه مثال حي علي أعمال العنف التي يعاني منها الشعب السوري يوميا, ونوهت بأن الحادث دليل آخر علي هشاشة وقف إطلاق النار, وأنه يتعين علي الولاياتالمتحدة مواصلة الضغط علي نظام الأسد وجميع الجهات الفاعلة, كما أن الانفجار يؤكد الحاجة إلي نشر أكبر عدد ممكن من المراقبين في مختلف الأماكن في سوريا لحماية السوريين. وأكدت نولاند علي مسئولية النظام السوري عن حماية المراقبين, وحملت نظام بشار أيضا المسئولية عن الجزء الأكبر من العنف في سوريا.وأدان كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي إلي سوريا تفحيري دمشق, ودعا القوات السورية ومقاتلي المعارضة الي وقف اراقة الدماء تماشيا مع وقف اطلاق النار الذي اتفق عليه الشهر الماضي. وقال أنان في بيان من جنيف هذه الاعمال الكريهة وغير المقبولة وهذا العنف في سوريا يجب ان يتوقف.