دمشق:- أفادت وسائل إعلام رسمية سورية أن 55 قتيلا و372 جريحا سقطوا في التفجيرين المتزامنين اللذين وقعا في العاصمة دمشق يوم الخميس. والتفجيران هما الأعنف في دمشق منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل 14 شهرا. وأضر التفجيران بشكل أكبر بوقف لإطلاق النار أعلنه المبعوث الدولي كوفي عنان يوم 12 ابريل لكنه فشل في وقف إراقة الدماء حيث مازالت قوات الأسد تواجه متظاهرين سلميين وعددا من المعارضين المسلحين. وأدان عنان نفسه التفجيرات "الكريهة" وحث كل الأطراف على وقف العنف وحماية المدنيين. وقال في بيان "عانى الشعب السوري كثيرا بالفعل". وقالت وزارة الداخلية السورية إن انتحاريين نفذا التفجيرين اللذين وقعا في ذروة الحركة المرورية بالصباح. وألقى التلفزيون الرسمي باللائمة على "إرهابيين" في الهجمات وعرضت لقطات فيديو عشرات العربات المحترقة والمتفحمة وبعضها إلى جواره جثث أو به أشلاء بشرية. وأحدث أحد التفجيرين حفرة عمقها ثلاثة امتار على الطريق الدائري الجنوبي بالمدينة وتناثرت على الطريق جثث القتلى واشلائهم. ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن تفجيري يوم الخميس. واشنطن تدين تفجيري دمشق وتشجب القتل العشوائي للمدنيين من جانبها، أدانت أمريكا بشدة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة السورية ووصفت القتل العشوائي للمدنيين بأنه "يستحق الشجب". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن "أمريكا تدين بأشد العبارات الهجمات التي وقعت اليوم في دمشق". وأضافت أن "جميع أشكال العنف التي ينجم عنها قتل وإصابة المدنيين بشكل عشوائي تستحق الشجب ولا يمكن تبريرها". وتابعت "نواصل دعوة النظام السوري إلى التطبيق الكامل والفوري" لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوقف العنف في سوريا "من أجل منع مزيد من تصاعد العنف" في هذا البلد. المعارضة السورية تتهم النظام بتدبير الانفجارين هذا، واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بتدبير انفجاري دمشق. وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني إن النظام يقف وراء هذه التفجيرات "ليقول للمراقبين إنهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا". وأضاف نشار "إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟". وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات "لاسيما في أيام الجمعة أو قبل أيام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها". وأضاف "للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الأعمال". وندد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق وريفها بهذا "العمل الإرهابي الجبان" محملا النظام المسئولية عنه. وطالب المجلس الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في دمشق وريفها "بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في هذه التفجيرات بالسرعة القصوى"، مشيرا إلى "الجيش الحر لا يملك الإمكانيات الكبيرة للقيام بهذين التفجيرين" وان عناصره انشقوا عن القوات النظامية "لحماية المدنيين وليس لقتلهم".