«متلازمة إرلن» هى عبارة عن خلل فى الإدارك البصرى أو الإجهاد البصرى، مما قد يكون سببا رئيسيا فى ضعف مستوى القراءة للغة العربية لدى التلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة وهذا يؤكد أهمية اكتشاف وعلاج متلازمة إرلن لدى تلاميذ جميع المراحل الدراسية بصفة عامة والمرحلة الابتدائية بصفة خاصة حيث يتكون الأساس اللغوى الذى سيبنى فوقه مدى إجادة اللغة العربية فيما بعد. يقول د. وحيد عبد الوهاب رئيس أمناء مؤسسة ألوان الحياة لرعاية الفئات الخاصة أن الهدف من تأسيس هذه المؤسسة هو الوصول للأشخاص الذين يعانون فى صمت من متلازمة إرلن فى جميع فئات المجتمع. أما رشا أنور مديرة مركز إرلن مصر فتتحدث عن المرحلة الجديدة فى رحلة (إرلن ) فى مصر من خلال توافر إجراء فحص العدسات الملونة لأول مرة فى مصر دون الحاجة إلى السفر للخارج فقد بدأ معهد إرلن فى تدريب فاحصى إرلن جدد فى مصر من بداية عام 2016، فمن الضرورى الإستفادة من استخدام الشفافات والعدسات الملونة فى تحسين المستوى القرائى للتلاميذ عن طريق تكنولوجيا مقياس ألوان الطيف المتقدمة. وتوضح أن مشكلة الإجهاد البصرى ليست مشكلة فى الإبصار وإنما فى قدرة الدماغ على معالجة المعلومات البصرية والتى تحدث بناء على الإستعداد الوراثى فى الأسر أو بسبب خلل فى الجينات لذلك فهى غالبا ما توجد عند أكثر من شخص فى نفس العائلة وإن إختلفت الأعراض ومنها: الحساسية للإضاءة القوية والفلورسنت والوهج، القراءة البطيئة، ضعف القراءة والفهم، ضعف الانتباه والتركيز، إجهاد العين، التعب، الصداع النصفى والصداع بصفة عامة. وعن المسببات البيئية تقول أنها تتمثل فى الضوء الساطع والفلورسنت، وهج الشمس أو ضوء كشافات السيارات المقابلة ليلا والألوان الساطعة، التباين الشديد بين الألوان المختلفة وأشدها التباين بين الأبيض والأسود، الأشكال النمطية والتعليمات، الصور المليئة بالتفاصيل، وحجم ونمط وتنسيق الطباعة. وهناك مسببات أخرى تتمثل فى الأنشطة التى تمارس وهى: التركيز المتواصل والأداء المستمر لبعض الأنشطة التى تسبب الإجهاد مثل النظر والاستماع، الرياضيات والقراءة، النسخ والكتابة، وملء نماذج الإجابة أو الاستمارات المليئة بالأسئلة والجلوس أمام التليفزيون والسينما والكمبيوتر، أو بعض الأنشطة المرئية الأخرى. أما مشاكل من يعانون من المتلازمة أثناء القراءة فهى: تشوهات فى الرؤية فتبدو الكلمات أنها ستسقط من الصفحة أو تحرك الكلمات معا، الخلفية تومض وتتلألأ أو تكون ساطعة وغير مريحة، أما الجيد أن العلاج أحدث تغييرا إيجابيا فى حياة المصابين به باستعمال الشفاف الملون وعدسات إرلن الملونة من حيث تغلبهم على مشاكل القراءة والمتاعب الجسمانية التى كانوا يشعرون بها. مصر على الخريطة العالمية تشير رشا أنور إلى أن نشاط إطفاء أنوار (الفلورسنت) الذى تم فى ثلاثين دولة حول العالم وكانت مصر من بين أكثر الدول التى تفاعل مواطنوها مع الحملة كما ظهر فى خريطة العالم التفاعلية التى ظهرت على الموقع الإلكترونى لمعهد إرلن. وعن نتيجة المسح الأولى التى تم إجراؤها على عينة من 200 طالب فى المراحل الدراسية المختلفة فى إحدى المدارس وجد أن معدل وجود أعراض صعوبة القراءة وعدم الراحة عند القراءة بصورة متوسطة وحادة وصل الى 49% من تلاميذ المرحلة الابتدائية، 43%من تلاميذ المرحلتين المتوسطة والثانوية. د. إيهاب رجاء رئيس قسم بحوث الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بالمركز القومى للبحوث يوضح أن متلازمة إرلن تصيب حوالى من 5إلى 12% من عامة الناس، ولكن أثبتت الأبحاث إن النسبة يمكن أن تزيد فى حالات معينة وهذا يؤكد الأهمية الكبرى للاكتشاف المبكر. ويوضح د. محمد خفاجى مدرس طب جراحة العيون بطب قصر العينى أن التوجيهات الصادرة بصورة مشتركة من كل من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والأكاديمية الأمريكية لطب العيون توضح لأطباء العيون أنه فى حالة وجود طفل يعانى من صعوبة فى التعلم فإنه قد يعانى من كل أو بعض المشاكل فى الرؤية محددة القراءة أو مشاكل صحية عامة أخرى مثل الأنيميا، الديدان أو أى مرض مزمن، أو تجتمع تلك الأعراض لذا يتم الكشف على الطفل من طبيب أطفال أولا، ثم طبيب عيون بشرط أن يكون متخصصا فى فحص عيون الأطفال، ثم أخصائى صعوبات التعلم. وعن التشابه بين صعوبات السمع والإبصار تقول دكتورة أمانى شلبى أستاذة السمعيات بكلية طب جامعة عين شمس: أن الإدراك السمعى هو القدرة على فهم واستيعاب ما يسمع وأن الطفل الذى لديه صعوبات فى الإدراك السمعى يعانى من صعوبة فى إدراك ما يسمعه من أصوات وفى قدرته على تمييزها، مثال: حين يسمع الحروف المتشابهة لفظا مثل (س،ص) ومثل (ق،ك)وهكذا مثل(سار،صار)، (قال،كال) وما شابهها فإنه يختلط عليه الأمر فلا يدرك معنى الصوت وبالتالى معنى الكلمة وما تدل عليه فيقع نتيجة لذلك فى الإلتباس والخطأ مما يؤثر على فهمه وإدراكه وقدرته على الإتصال بالآخرين. وذكرت أن الأطفال الذين يعانون من خلل فى الإدراك السمعى يحتاجون إلى إستراتيجية شاملة للعلاج تتضمن تغيير البيئة المحيطة فى الفصول وإرشاد المدرسين والأسرة مع إستعمال الوسائل المعينة والبرامج السمعية التأهيلية وهو ما ينطبق على من يعانون صعوبات البصر أيضا. الدكتورة تهانى منيب أستاذة بقسم التربية الخاصة بكلية التربية جامعة عين شمس تشير إلى أهمية تكوين فريق عمل من التخصصات المختلفة التى تساعد الأطفال ذوى صعوبات التعلم لتشخيص مشكلاتهم المختلفة ووضع إستراتيجية علاجية للتعامل مع هذه المشكلات مع عقد اجتماعات دورية بين جميع أعضاء هذا الفريق لمناقشة حالة هذا الطفل.
