بعد ساعات قليلة من الاتفاق الأمريكى - الروسى على خطة الهدنة فى سوريا، أعلنت الحكومة السورية أمس قبولها وقف الأعمال القتالية باستثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وقال مصدر مسئول فى وزارة الخارجية السورية: "تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها وقف الأعمال القتالية على أساس استمرار الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقا للإعلان الروسى الأمريكي". وأشار البيان إلى استعداد دمشق لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسى لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التى سيشملها هذا الوقف طيلة مدة سريانه"، وذلك لضمان نجاح تنفيذ وقف الأعمال القتالية فى الموعد المحدد يوم السبت القادم. وأكدت الحكومة السورية تمسكها بحق قواتها المسلحة بالرد على أى خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة. وشددت على أهمية ضبط الحدود ووقف الدعم الذى تقدمه بعض الدول إلى المجموعات المسلحة ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها وذلك تفاديا لما قد يؤدى لتقويض هذا الاتفاق". وفى الوقت ذاته، كشفت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" عن أن الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوما لإجراء الانتخابات التشريعية فى 13 أبريل القادم، ويحدد المرسوم عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة، وتوزيعها بين قطاع العمال والفلاحين وقطاع باقى فئات الشعب. وفى القاهرة، اعتبر المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الهدنة فى سوريا خطوة مهمة وضرورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، ووضع حد لأعمال العنف وتوفير بيئة داعمة للعملية السياسية تحت رعاية الأممالمتحدة، وصولا إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار وتحقيق التسوية السياسية للأزمة السورية. وأوضح أبو زيد أن الفترة القادمة تتطلب التزام جميع الأطراف بإنفاذ الاتفاق وإعلاء مصلحة الشعب السورى الذى تفاقمت معاناته نتيجة استمرار القتال والعنف، مع أهمية الاستمرار فى مكافحة التنظيمات الإرهابية فى سوريا. وأضاف أن الساعات الأخيرة كانت قد شهدت اتصالات مصرية مكثفة مع الجانبين الأمريكى والروسى للتنسيق بشأن الترتيبات الخاصة بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية. وفى موسكو، أعلن الكرملين أن موسكو ستعمل مع دمشق على تنفيذ ماهو ضرورى لحل الأزمة السورية. وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن "روسيا ستنفذ مع دمشق كل العمل اللازم "، وذلك تأكيدا على ما قاله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى وقت سابق، مشيرا إلى أن بلاده تتوقع من الولاياتالمتحدة وحلفائها والجماعات التى تدعمها أن تحذو حذوها. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد خرج فى وقت متأخر من مساء أمس الأول بخطاب أدلى به عبر قنوات التليفزيون الروسية كشف فيه أنه بمبادرة من جانبه تحدث مع نظيره الأمريكى باراك أوباما حول التوصل إلى الاتفاق. وقال بوتين إنه تم الاتفاق حول نقاط البيان المشترك بهذا الصدد بوصف موسكو وواشنطن الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم وقف العمليات القتالية فى سوريا. وأكد أن بلاده ستتولى العمل اللازم مع السلطات الشرعية فى دمشق، على أمل أن يقوم الجانب الأمريكى بالمثل مع حلفائه والمجموعات التى تدعمه.